بعضٌ من الأحزان

1.7K 197 42
                                    

وقفت بحيرة أمام تلك الإبتسامة الهادئة، كل هذا الجنون لن يزول و لكن هذه الإبتسامة تمحي شئ من همها و تهون عليها، تعطيها الثقة التي تفقدها بين الحين و الآخر

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وقفت بحيرة أمام تلك الإبتسامة الهادئة، كل هذا الجنون لن يزول و لكن هذه الإبتسامة تمحي شئ من همها و تهون عليها، تعطيها الثقة التي تفقدها بين الحين و الآخر. قلبت العقد و هي تتأمل خطه الأنيق بحسرة
"شارلوت الحبيبة"
كانت هذه القطعة هي كل ما تملكه من والديها، صورة والدتها و خط والدها، كانت دائماً تتسائل من هي شارلوت؟
"شارلوت دالتون؟" كانت بالنسبة لها كالأسطورة، كاللغز العجيب الذي لا تعرف عنه سوى صورة و بعض السمعة الجيدة، كانت تحسد كريستوفر لأنه يتذكرها و هي لا!!!


تركت كل تلك الذكريات و الأحلام و عادت لعملها كان الليل قد حل و هي لم تشعر بذلك فقد انشغلت كثيراً بطلبيتها الأولى، تريد الهروب و كان هذا ملاذها، صوت حشرات الليل العجيبة، السماء الصافية، الهدوء القاتل ضوء الشمعة التي راحت تتراقص بمرح تاركة أشكال مضحكة للظلال و إبرة الخياطة و الخيط الأزرق الرفيع، كل تلك التصاميم المتكررة التي رسمتها في عقلها، كان عملاً مريحاً يدعو للاسترخاء.



فقد مرت أيام منذ آخر مشادة مع جويل و منذ لقاؤها بالغراب و عامل المصنع الدنئ، كانت قد علمت بإنتقام اللورد لأجلها سمعت بالأمر و مع ذلك لم تشعر ان نارها قد انطفأت! كانت ترى ان الغراب استحق ما جرى معه، و لم تهتم كثيراً لمصنعه القذر فهو بالمقابل ظلمها حينما قصدته، كان كل همها الدنئ الذي أكل بعض الضرب و لكنه لا زال طليقاً و هذا يغيضها كثيراً، انه يستحق السجن على تشويه سمعتها كل شئ إلا الشرف إلى متى سيظلون ينهشون في شرفها؟ هل فعلت هي شئ كهذا سابقاً؟ هل دنست شرف أحدهم!؟ نعم فعلت ذلك ! هي تتذكر ما فعلته من قبل و لكن الآن كل شئ يدور عليها و يقع فوقها! لماذا لا يقع على بقية أصحابها؟ الذين شاركوها الجريمة و الضحك؟ لماذا هي فقط؟ لماذا يهربون من العقاب و هي تأكل حصتهم منه؟ بل يشاركون في لومها على ما لم تفعله؟

رمت الخيط و الإبرة بانفعال، صرخت بصوت خفيض، راحت تمسك برأسها و هي تدلكه، كانت قد أرسلت رسالة لطيفة للورد الذي قد عاد للندن لإنهاء بعض أعماله، فهي لم تغفل عن تلك الخدمة و كانت تعلم تمام الثقة ان رسالتها ستسعده بشدة. كانت يجب ان تفرح لنجاح مقصدها و لكنها لم تكن سعيدة! لماذا؟ ان هدفها الإنتقام، مع ذلك لا زال شرفها متسخ و تتفوه به الألسن في لندن و سرعان ما ستتطاير الشائعات القذرة في كل البلد، شعرت في رغبة بالبكاء و لكنها قاومت الأمر و فكرت انها يجب ان تنهي اليوم و تعود للمنزل و تريح عقلها.


باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن