امتلأت العربة بالضحكات المرحة، جو من الدفء الرقيق طغى على الجو بالرغم من برودته، رفع رأسه عن أوراقه بقلق و خوف لم يتنسابا مع الجو السائد، لم يكن يريد ان تختفي هذه الضحكات، فقد دفن نفسه في الأيام الأخيرة بالعمل لكي لا يترك اي مساحة فارفة للتفكير بالأسوء!
و لكن عقله لم يكن يعاونه فقد دار في حلقات و حلقتت من التفكير، فمنذ ان اخبرته باندورا ان المحامي القذر خارج السجن هو لم يكن بخير، المعلومة لم تكن جديدة بالنسبة له فقد كان يعلم قبل ان تعلم باندورا و لكنه خبأ الأمر عن الجميع "، اخبره جاسوسه بكل شئ! و لكن وصول المعلومة لباندورا جعله متوجساً، وصول مثل هذه المعلومات لها عن طريق جودي او غيرها لم يبدو له أمراً عرضياً بسيطاً بدى الأمر و كأنه رسالة حاول أحدهم تمريرها، و من هذا القلق قرر وقتها ان يقابل اللورد ليوصل له وجهة نظره، كان ذلك خلال احدى امسيات اللورد بارينقهام المفضلة، حيث المجون و المحظورات وكل القذارات حاضرة! الليالي التي لا يتجرأ ان يظهرها لأهل القرية، و لكن من يهتم فهو اللورد بارينقهام من سيحاسبه على أخلاقياته المتدنية و نفاقه الصريح، في تلك الليلة لم يغب عقله عقل اللورد من الشراب انما من حضور الغانيات! كان كريستوفر قد دخل للقاعة على عجل كان يريز ان ينتهي من كل شئ بسرعة فقد امتلأ قلبه من المنظر القذر و لكن أكمل طريقه حتى وجد ظالته محاطاً بالدنائة
"عمت مساءً لورد بارينقهام" قال و هو يتقدم و الشرار يتطاير منه، موسعاً خطواته، يتذكر يومها كان يقاوم قبضته التي أرادت ان تستريح على وجه هذا القذر
"لا أذكر انني دعوتك لهذا الإحتفال أيها الماركيز و لكنك مرحب بك دائماً" قال بلطف مزيف
"لم آتي للإحتفال ، جئت لحديث آخر" قال كريستوفر و هو يرص على أسنانه
هنا وقف اللورد بإعتدال علم ان الأمر جاد، نفض عنه اللامبالاة و عاد له وعيه، قال بجدية:" اتبعني يا سيدي"
لحقه كريستوفر بهدوء و لكن بقيت يديه معلقة على مسدسه الذي أخفاه فهو لم يكن يأمن هذا الغدار، و هو الذي عرف كل شئ عن ماضيه و حاضره، دخلوا للمكتبة جلس اللورد و دعا كريستوفر للجلوس و لكنه بقي واقفاً في مكانه
"هل تشرب..."
لم يكمل اللورد كلمته فقد باغتته لكمة من حيث لا يعلم! لكمة قاومها كريستوفر منذ اليوم الأول و لكنه مع أقرب فرصة أخيراً رماها، و هذا جعل اللورد يدرك موقفه فقد علم تماماً ان الذي أمامه لن يوفره!
"لم آتي هنا للشرب جئت لأحذرك! أعلم انك استخدمت شبكتك القذرة لتخرجه من السجن و أعلم انك تؤويه في أحد قصورك! " قال كريستوفر و هو يجر الآخر من ياقته
"صدقني أنا لا ذنب لي انه هو..."
" ان رأيت ظله بالقرب مني او من عائلتي سأحملك المسؤولية، قد أضطر لرفع الموضوع للأسرة الحاكمة لو تطلب الأمر و أنت تعرف جيداً انني أستطيع" صاح بتهديد بينما بقي الآخر يسترجي بنظراته ان يتركه
"انا لا ذنب لي"
"أعرف من تكون ! ، لقد آذيت أسرتي بما فيه الكفاية!، و أنا هنا أحذرك ان لا تتجرأ حتى بالتفكير بخيالها" قال بتهديد
وجد الآخر صامتاً كان يفهم لعبته انه ليس ضعيف هو يدعي الضعف فقط!
"هل فهمت؟" صاح فيه بعنف
"فهمت أنا آسف لم أقصد ان أزعجك او أزعج عائلتك صدقني، فمشاعري صادقة"
" اصمت و لا تجبرني على تصعيد الأمور و فضح الماضي و دعنا نعيش بسلام" قال بعدما هدء بنظرة حادة. يتذكر أنه ترك اللورد خلفه، فقد هدأت عاصفته و هو خارج من القصر، لم يكن مرتاحاً فقد لازمه القلق و لكنه اوصل رسالته
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Ficción históricaباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...