عتاب وحب

748 84 2
                                    

"ان أخي ليس بقليل" قالت بمرح و أضافت:" لم أتخيل ان يعبر عن حبه هكذا""أنا لا يمكنني ان أصدق هذا، كنت دوماً لا أراه نفسي جديرة به انما بالآنسة هامبل" قالت باندورا و السعادة كانت تشع منها"ما شأن سيئة الذكر تلك الآن، الغبية مهما تكلمتِ معها لن تفهم، ل...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"ان أخي ليس بقليل" قالت بمرح و أضافت:" لم أتخيل ان يعبر عن حبه هكذا"
"أنا لا يمكنني ان أصدق هذا، كنت دوماً لا أراه نفسي جديرة به انما بالآنسة هامبل" قالت باندورا و السعادة كانت تشع منها
"ما شأن سيئة الذكر تلك الآن، الغبية مهما تكلمتِ معها لن تفهم، لا أدري لماذا تتعبين السيدة ساني معها انها عديمة حياء و يتضح ان جدتها مثلها" قالت ويلا بإنزعاج
" على الأقل أكون بدأت هذه الصفحة من دون أزعج أحد" قالت باندورا بإنزعاج
"لن تستطيعي إرضاء الجميع" قالت ويلا
"أنتِ محقة" قالت باندورا، و أضافت بلا وعي و هي تفكر:" ربما الصفعة تكون شفت غليلها قليلاً"
وجدت ويلامينا تمسك وجهها و هي تفترس ملامحها بانزعاج و الغضب قد بدأ يتمكن منها و صاحت:" هذا الجرح هو بسببها"
ابتلعت باندورا ريقها فقد زلق لسانها فقالت بسرعة:" انسي الأمر"
"هل كنتِ تخفين عني التفاصيل يا باندورا" صاحت ويلا، و بعدها وقفت بتهور و هي تقول:" هيا سنذهب إليها و للشمطاء جدتها و سأريها ما يعنيه الضرب"
كانت باندورا تحاول ان تهدئ تلك المتهورة، تمنت لو ان الطبيب هنا فهو فقط من يستطيع ان يضع حداً لها.

فجأة فتح الباب و هنا سمعت الصوت المحبب إليها:" لقد طلبتي مقابلتي"
"الهارب هنا اخيراً" قالت ويلا و بعدها أضافت:" تعال اجلس بجانب خطيبتك لنفهم كيف حصل كل هذا"
دخل بهدوءه المعتاد و لكن ارتسمت على وجهه نظرة منزعجة ليست من اخته و لكن نظراته المنزعجة كانت موجهة ضدها، كانت محرجة اساساً من ان تتحدث معه، كانت تشعر بخيبة الأمل فقد دق قلبها بحماس و هي تسمع صوته و تلهفت لرؤيته و لكنها صدمت من بروده، بقيت جالسة كالحمقاء و تأكل بداخلها تفكر ما الذي فعلته لتزعجه هكذا
"متأكد ان التفاصيل وصلتكِ" قال بإنزعاج و أضاف:" شكراً لكِ نشرتِ الخبر حتى وصل للهند، هل تعرفين كم دعوة اضطررت لرفضها اليوم "
هل كان هذا سبب انزعاجه؟ فكرت باندورا و التي راحت تسرق النظرات له بخجل، كان قريباً منها، بدى هادئاً فلماذا هي فقط من تعاني من قربه و يدق قلبها هكذا؟ شعرت بأن هذا ليس عادلاً! لماذا هي فقط من يعاني من انزعاجه؟ كانت هذه العلاقة و هذا الحب مختلفان و كأنها تعيش الحب للمرة الأولى
"هذه خطبة، و يجب ان تعلن بشكل لائق" صاحت ويلا
"ليس بهذه الطريقة الفوضوية" قال بإنزعاج
"لقد بدأنا بحكاية القلق اللامتناهي" قالت ويلا بقلة حيلة و التفتت لباندورا و هي تقول:" كان الرب بعونكِ"
ابتسمت باندورا، فهي تعرف من هو الشخص الذي بالفعل يقلق و يدقق على تفاصيل غبية في اللحظات الأخيرة
"هل كل شئ جاهز لرحلتكم؟" سأل بعد فترة
"اوه صحيح التجهيزات" قالت و كأنها تذكرت امراً و ركضت بسرعة لتتأكد ان كل شئ جاهز


هنا وقفت باندورا لتمنعها! و لكن فاجأتها يده التي منعتها، نظرت له بإستغراب، كان لا يزال يبدو منزعجاً، حاجباه هما دائماً هكذا و لكن اليوم كانت ترى عتاباً و انزعاجاً في عينيه، لم تفهم ما الذي يجول في خاطره
" اتركيها" قال و هو يسحبها لتجلس
كان قريباً جداً منها، بقي ينظر في وجهها بإهتمام غاصت في عينيه السوداوتين، كانت المرة الأولى التي تتجرأ فيها و تنظر له هكذا وجهاً لوجه و بهذا القرب، تبدلت نظرة الإنزعاج لنظرة قلق، وجدته يمسح على جرحها
" لو سألتيني كنت سأنصحكِ ان لا تزوريها" قال و هو يمسح على جرحها
رفعت نظرها له بإستغراب، لماذا الجميع يصنع من هذا الجرح البسيط كارثة؟ لم تفهم هل هذا ما كان يضايقه ؟ هو ليس منزعج منها اذاً، تنفست براحة و بدى هذا واضحاً كانت كالمكتومة منذ دقائق، اخيراً ابتسمت، وجدت ملامحه تلخبطت شعرت بإحراج فأشاحت بوجهها و هي تقول بجدية:" و لكني لم أخبر سوى ويلامينا"
تنهد و هو ينظر لها و قال:" لقد جاءت الي و راحت تتفاخر بفعلتها الدنيئة"
فجملتها القذرة كانت لا تزال ترن في اذنه " لقد تركت ذكرى على وجه محبوبتك و هذه فقط البداية" كان يعلم انها تحاول ان تؤذيه من خلال باندورا و هو لم يلتزم الصمت و فألجمها بجملة بالتأكيد حطمتها :"حتى لو لم تكن باندورا لم أكن لأنظر لكِ يومًا"
"حقاً" قالت باندورا بتردد و بعدها أضافت:" و لكنك تعرف يا والتر انني لست ضعيفة لتلك الدرجة و يدي طويلة ان أردت استخدامها، أنا فقط أردت ان أعطي فرصة لبعض السلام"
ابتسم لأنه أحب وقع اسمه على لسانها، أحب أنها اسقطت المسافات بينهم أحب اسمه أكثر من اي وقت مضى و هو أحب ان يسمع منها مثل هذا الكلام، أحب تغيرها الذي كان دائماً يبهره و يعطيه دافع للحياة، ففي هذه الدنيا هناك لا يزال خير كثير و ان اختبأ خلف أبشع الأقنعة، لم يكن يؤمن بذلك و لم يكن يؤمن بالفرص الثانية و لكنها كانت مثال واقعي علمه هذا الدرس، كان درساً صعب و لكن جميل، كان يشعر بأن داخله أجمل من اي وقت مضى و هذا كان واضحاً من نظرات الحب، فقد ذاب في عينيها التي نطقتا بذات الحب، و لم يتوقف الا حينما اوقفتهما ويلا و هي تصيح:" ان هذا منزل محترم، خذا حبكما بعيداً عن هنا"
راحت باندورا تشتت نظراتها بعيداً عنه بخجل، و عادت ملامح والتر للجدية المعتادة و هو يقول:" لا تقلقي سنغادر الآن، اساساً جئنا لنودعكِ"
تنهدت باندورا بإبتسامة و غاب عقلها من كل هذه المشاعر المختلطة و قالت و هي تتجه لويلامينا :" أرجوكِ اعتني بنفسكِ و بزوجك"
وجدت ويلامينا تحضنها بقوة و هي تبكي بشكل مفاجئ:" لا تدركين مدى سعادتي، انني أسعدكم في هذه اللحظة"
وجدت أخيها يمسك بكتفها و هو يواسيها، فجأة حضنته هو الآخر و قالت وسط دموعها:" لقد تمنيت لأجلك أفضل الفتيات و لم يكن في خيالي ان تكون أعز صديقاتي، مزحت بهذا الخصوص سابقاً و لكنه لم يتعدى المزاح، و اليوم لم يخب ظني انكما مناسبان"
و على هذه الدراما العائلة دخل الطبيب و هو ينظر بإستغراب، و لكنه فهم ان زوجته قد رضت اخيراً و هي تبارك لهم بشكل لائق
وعدت باندورا ويلا و يوهان، و همت بالرحيل وجدت والتر يمسك بيدها بحماس لم تعهده منه و هو يقول:" سأوصلكِ للمنزل" و أكمل بمرح:" هل تذكرين انه في طريقي"
ابتسمت بخجل و هي تنظر له، فهي ستكون أكثر من سعيدة بان تسير معه في ذلك الطريق و هما اخيراً مخطوبان. كان هذا السلام و الهدوء بالنسبة مثالي و هذا الحب الذي غمرها به الجميع جعلها في قمة سعادتها.

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن