"انظري ألا يبدو لطيفاً "
" اوه سيكون مناسباً لجون الصغير" قالت جيزيل و هي تتأمل القميص الصغير و بعدها اضافت و هي تنظر للرضيع:" انظري انه يبتسم لقد أعجبه القميص"
ضحكت باندورا و هي تحمل الصغير جون بين يديها و هي تضحك و تلاعبه، و قالت:" كأنه يفهم شئ انه يضحك على كل شئ"
فجأة اصطدمت بأحدهم
"انتبهي" جاء صوت اخيها و هو يمسك بها لكي لا تقع، بعدها قال بهدوء:" اجلسي لدي موضوع مهم يجب ان أناقشه معكِ"
نظرت له بإنزعاج، فهذه المقدمة منذ وصولهم لندن قبل سنة كانت نفسها!
، تتكرر بنفس الصيغة و دائماً ما ينتهي الأمر بجدال بسيط لا يوقفه الا تدخل جيزيل، مع ذلك جلست بهدوء و بدأ حديثه:" لقد زارني الكولونيل داويل و قد طلب يدكِ للزواج من ابنه، و قد قال انكم يمكنكم ان تتعارفوا اولاً قبل الخطبة "
وجد ملامحها تجعدت بإعتراض كان يعرف ردة فعلها و فعله مسبقاً و لكن كان يجب ان يسألها، وجدها ترد بعد فترة:" أرجوك يا كريستوف في كل مرة تفتح معي موضوع الزواج و الارتباط و أخبرك انني اكتفيت من هذا الأمر و أشعر بالراحة في حالتي هذه" و أضافت:" أرجوك لا تسألني ارفض مباشرة، فأنت تعرف ردي"
"و لكن ليس من حقي ان أرفض" قال كريستوفر بإنزعاج و أكمل بعد لحظة تفكير:" أنتِ لن تفكري بالموضوع حتى؟!"
نظرت له بحزن و قد تجمعت الدموع في عينيها فهي تعلم لماذا يسبب لها هذا الموضوع حساسية و يجعلها حزينة و لكن اخيها لا يعلم
"حسناً لقد انتهى الموضوع " قالت جيزيل بهدوء
"لا تبكي لن أعيد فتح هذا الموضوع" قال كريستوفر بحنان و هو ينظر لزوجته التي رمقته ليغير الموضوع من أساسه و أكمل:" بالمناسبة وصلت هذه الرسالة مع هذه البطاقة بالبريد انها من الريف"
نظرت للظرف مع البطاقة، اخذتهم منه و راحت تنظر للمرسل كانت تعرفه سلفاً و لكنها في كل مرة تتحمس للأمر تشعر بفراشات السعادة المدغدغة في بطنها، و بالطبع كان كما توقعت انها ويلامينا! راحت تفتح الرسالة بحماس، فقد باتت أحد متعها مراسلة صديقاتها في الريف و على وجه الخصوص رسائل ويلامينا، كانت بكل المواقف و التفاصيل المملة تسليها و تعيدها للريف
"عزيزتي باندورا،تحية مني مليئة بالحب و الشوق و تحية خاصة من يوهان، كما طلب مني ان أكتب لكِ.
لقد وصلني بريدك السابق بسلام سعيدة انكِ بخير، و أقترح ان تحاولي الذهاب للمزيد من جلسات نادي الشاي و تختلطي بالآنسات هناك، ففهمت انكن تتشاركن عشقاً للخياطة، لا تخافي فعودتكِ لا تعني ان تعودي كما كنتِ بالتأكيد هناك فتيات في لندن يصلحن ليكن صديقات جيدات، لا تفترضي ان الجميع سيئين و اعطي نفسكِ و الآخرين فرصة ،
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...