كان يعلم أنها لم تستمع له حتى لو أخبرها ألف مرةٍ أن باندورا هي السبب في ذلك و أنها لا يجب ان تخالط هذه الفتاة إنها خبيثة و لكنها جلست أمامه بشعرها المجعد المبعثر بجنون و خدودها التي نفختها بإنزعاج! أمسك رأسه بإنزعاج مماثل و هو يترقب إجابتها
"ويلا هل تسمعينني !؟" قال لها بترقب و أضاف:" هل تأكدتي الآن؟"
"اذاً تقول أن باندورا هي من عرضت مصنع والدنا للتدمير هي من أرسلت الرجال لتكسيره لأنك لم تستمع لها و هي من جعلت البنك يلاحقونك بديون المصنع في لندن" سألت بحيره
"لم أقل هي بشكل مباشر و لكنها أوصلت حديثاً للورد بارينقهام و هو من قام بكل ذلك" قال بسرعة
"و من أخبرك بذلك!؟" سألت بشك
"جويل هامبل" قال
نظرت له بشك فهي كانت تدرك أن جويل لم تكن مصدراً يؤخذ عليه فهي تحب أخيها و في نفس الوقت كانت قد سمعت بمشادتها مع باندورا منذ أيام! هي لا تكذب بالتأكيد و لكنها قد تكون بالغت ان حكمها سيكون عاطفي و لا يؤخذ عليه
"السؤال هنا لماذا قد تفعل باندورا شئ كهذا!؟"قالت هي ترمق أخيها و الذي اهتزت نظراته للحظة و لكنه عاد لبرودة أعصابه السابقة و قال:" أخبرتكِ أنها أهانت عاملي و اتهمته بالكثير من الإتهامات و التي لا يوجد دليل عليها"
"بالطبع أنت لم تساعدها!؟"
"أخبرتكِ لا دليل لها تكلمت مع العامل و أنكر كل شئ، قال أنه حتى لا يعرفها" قال بسرعة و بإنفعال
"و لأن لديك حكم مسبق لها و لا تروق لك تصرفاتها رحت و ظلمتها أيها الأحمق!؟" صاحت فيه بغضب
"ماذا تقصدين!؟" سألها بصدمة
"أقصد يا أخي العزيز أنك لم تحاول ان تبحث في الموضوع أكثر افترضت أنها مفترية و كاذبة " صاحت فيه و أضافت:" قل لي ما مصلحة باندورا للإيقاع بعامل بسيط في مصنعك !؟"
نظر لها بصدمة و قد أصابته غصة، فالمدينة الأفلاطونية للعدل التي كان يعيش فيها بعقله قد تهدمت أسوارها في لحظة و كأنه أدرك ظلمه، و لكنه استجمع نفسه مع ذلك ففي مقياسه الأعوج لا مكان للخاطئين!! و قال: "و ما مصلحة العامل في إيذاء باندورا!؟"
"المال أيها الغبي"صاحت فيه بعنف و أضافت:" انظر جيداً أيها الأحمق إنها من عائلة أرستقراطية مهما بلغ فقرها لا زالت مطمع للبعض!!"
"و لكنها أرسلت رجال العصابات قاموا بتدمير الأجهزة و ضرب العامل ضرباً مبرحاً و السيد بارنقهام...." قال بإنزعاج و تردد
"من أكد لم هذا الحديث!؟" قالت بسرعة
"الآنسة هامبل قالت ..." قال بتردد
"ماذا قالت!؟"ردت بإصرار
"أنها تشك بأن باندورا هي خلف كل هذا و....." قال و قد تردد تماماً و راح يدرك فداحة حكمه
"الآنسة هامبل ليست مصدراً ذا مصداقية للمعلومات التي تخص باندورا"قالت بسرعة و أضافت:" هل تعلم أنها دخلت في شجار مع باندورا !؟"
نظر لها بصدمة و قال:" هي لا تكذب سمعت الآنسة دالتون و هي تتحدث مع السيدة ساني عن زيارتها للورد و أنها طلبت مساعدته بموضوع شخصي"
"و بالطبع هي ربطت ان كل هذا من تحت رأس باندورا وحدها"
"نعم، فهي بالتأكيد أخبرت اللورد بكل شئ و طلبت منه ينتقم مني و من العامل حينما رفضت مساعدتها" قال بإنزعاج و ثقة
"انظر لن أصدق حتى أسمع منها" قالت بإنزعاج
"لن تقول لكِ أنها الفاعلة" قال بسرعة
"سأتأكد بطريقتي فلا تتدخل، ان كنت لا تريد مساعدتها فأنا سأساعدها، كنت أحاول ان امنعها من الإقتراب من اللورد و لكن أنت جئت و دمرت كل شئ" قالت بخيبة أمل
"و لكن أنا..." قال بخيبة أمل من نفسه
لم يتخيل أن يكون ظالماً يوماً! نعم لا مكان للأشرار في حياته و لكنه هو نفسه تصرف تصرفهم و قد يكون تسرع و ظلمها بسبب حكمه المسبق، ضغط على قبضته و هي يراقب أخته و هي تذهب و تجئ في الغرفة تفكير، "يالي من أحمق" قال في نفسه.
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...