الماضي

1.4K 134 41
                                    

أول شعاع اخترق عينيها كان هو المنقذ الذي ايقظها من كابوسها الذي نسيته فور ان فتحت عيناها مع ذلك كانت مكتئبة بمزاج سئ!  بعد زوبعة الليلة الماضية التي عاشتها مع ذاتها، كان الوقت مبكراً بعض الشي فهي لم تكن ستذهب مبكرة للعمل اليوم،  كانت ستستأذن السيد...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أول شعاع اخترق عينيها كان هو المنقذ الذي ايقظها من كابوسها الذي نسيته فور ان فتحت عيناها مع ذلك كانت مكتئبة بمزاج سئ!  بعد زوبعة الليلة الماضية التي عاشتها مع ذاتها، كان الوقت مبكراً بعض الشي فهي لم تكن ستذهب مبكرة للعمل اليوم، كانت ستستأذن السيدة ساني، لأنها فعلاً كانت متعبة، أكملت طريقها ناحية كل تلك الأشياء التي تركتها خلفها بالأمس حملت الكتاب سئ الذكر و معه كل تلك الرسائل كانت ستعيدهم للسيدة ساني! وفجأة تبعثر كل شئ من يديها، نزلت ارضاً لإلتقاط الأشياء بمرارة
"كم أشعر بالوحدة!"
"لو مت الآن لن يدري أحد ستتعفن جثتي و تأكلها الفئران"
"لن يبحث عني أحد"
تلك كانت كلها هواجس غزت عقلها المكتئب، و وسط كل تلك الفوضى انهمرت دموعها! و لم تمانع فقد شعرت ان البكاء في تلك اللحظة سيكون جيد لروحها،  راحت  تجمع الاوراق و هي تمسح دموعها و فجأة وقعت عينيها على رسالة من الرسائل، صدفة غبية اخرى! ، بدأت تشعر انها بطلة في رواية ركيكة مع كل هذه الصدف! و مع ذلك لم تترك تلك الصدفة و استغلتها فعينيها لم تقاوم ذلك الخط! ظنت انها تعرفه منذ البداية ذات الخط الذي رأته في مقدمة الكتاب! لماذا لم يتبادر بذهنا في الأمس؟ كانت مشغولة بكل تلك التوقعات الكبيرة و لهذا لم تنتبه، راحت تطالع الأحرف بعشوائية، كان ترتيبها الزمني غير
منظم و لن تهتم بتنظيمها، و لكنها بدأت تقرأ بذلك الترتيب المبعثر!

🌸
"الحبيبة شارلوت،
لا يمكنكِ تخيل تأثير تلك الرسالة على قلبي، لقد كان تأثيرها أكبر من تلك الرصاصة التي تلقيتها! السعادة جعلت قلبي يوشك على الإنفجار! حينما عبرت عن مشاعري الحقيقية لكِ كتبت الكثير من الرسائل و لكنني تخلصت منهم جميعاً لو ترين جبل الورق الذي خلفته خلفي، و حتى في رسالتي الأخيرة كنت خائفٌ حتى النخاع! ان تفهميني بشكل خاطئ او تكرهيني لهذه المشاعر الصادقة. و لكن حينما رأيت الموت يحدق في وجهي و يلفح روحي بهوائه البارد، شعرت انني سأندم ان لم أخبركِ، فلا تدرين يا عزيزتي كم سيمهلنا الموت من وقت! و لكنني ايضاً اعتقدت انني اناني في تصرفي هكذا!
أرجوكِ أخبريني هل تعتقدين انني أناني؟ فأنتِ ربما لا ترين فيني الرجل بل الطفل الذي قضيتي معه ساعات مرحكِ، و مع انني أحب تلك الطفلة التي عرفتها، و لكنني ايضاً لا أراكِ سوى المرأة الفاتنة التي تركتني مع عشقها، أحاول ان استفز الطفلة التي فيها لتلتفت لي.
كانت رسالتكِ تلك أرق شئ قرأته و كأن ريشةً مسحت على قلبي و كأن الربيع قد حل مبكراً، و انكِ ان لمحتي و لم تكوني مباشرة و لكنني فهمت تماماً انكِ تبادلينني المشاعر! و الأخبار الجيدة التي اود ان ازفها لكِ انا عائد ببركة الرب اخيراً، فجرحي السخيف بات عائقاً في طريق حربهم التافهة! لن أطيل الحديث عن هذه الحرب فأنا أحترم و أقدر التاج
و لكن كل هذه الفوضى بلا طائل . اخبرني أبي ان لا اتفوه بهذه الأمور عند عودتي فهي ستعرضني للمشاكل على حد تعبيره.
انتظري عودتي يا عزيزتي و سأكون على موعد معكِ لأخبركِ بكل شئ، أرجوكِ اريحي قلبي و ردي على رسالتي هذه و اخبريني ان كنتُ اتسرع في مشاعري؟ و ان كنت اجد نفسي متأخراً

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن