" هل تريدين توكيل محامي ،
يا آنسة دالتون ام انكِ ستدافعين عن نفسكِ؟"
رفعت باندورا رأسها بحماس لقد جائت لحظتها، كانت غاضبة و منفعلة و مستعدة للرد عليهم و تبرئة ساحتها!!
استعدت للوقوف، اخيراً أظهرت وجهها الحقيقي، لم تستطع ان تقاوم ابتسامتها الجانبية التي رمتها في وجه القاضي و المحلفين، بل و التفتت لترميها في وجه المحامي و أخيها، في هذه مهزلة كل شئ يبدوا ككوميديا فاشلة، و هي لن تعود لتلك الزنزانة، صحيح انها خائفة و لكنها ليست ضعيفة، صحيح انها منكسرة و لكنها لن تسكت عن حقها، بالتأكيد متوترة و لكنها لن تستسلم، كانت متحفزة تماماً، لن تعود لتلك الزنزانة و لن تذهب لمستشفى الأمراض العقلية
"ليذهب لها محامي البؤس ربما يجد علاج لحقده " فكرت في داخلها و هي ترمقه بإبتسامة جانبية خبيثة
قبل ان تقول اي شئ و قبل تفتح فمها و تعبر عن رغبتها بالدفاع عن نفسها سمعت صوتاً صدح بالمكان و ملأه
"أنا سأرافع عنها"
كان صوتاً تعشقه، شخصين يحملان ذات الصوت الذكوري الذي تعشقه من يكون بينهم؟ شخص تعشقه و لا تستطيع ان تمنع نفسها عن عشقه و آخر تبغضه و لا ترغب برؤية وجهه، هل هو الطبيب؟ فهو قد وعدها بأنه سينقذها! أم انه الغراب! أخبرتها ويلامينا ان أخيها درس القانون!التفتت بإنزعاج لمصدر الصوت فهو قد سرق منها لحظتها، وجدته يتجه ناحية المنصة و وقف بجانبها، بطولة المعتاد، بهدوءه المعتاد، بهيئته السوداوية المعتادة بانفه الغريب المعتاد و بكل التعب البادي على ملامحه المعتادة و لكن ما اختلف كانت نظرته التي حملت الإصرار، لمعة غريبة او ربما شرارة لم تراها من قبل!. بقيت واقفة بصدمة و كانت ستحرك فمها للاعتراض كما هي عادتها و لكنه أمسك يدها و ضغط عليها برفق لتصمت، انزعجت من وقاحته كانت ستصرخ فيه و لكنها كانت تعلم انها في موقف الضعف
"عرف بنفسك "قال القاضي
"والتر وايت سعادتكم، أنا محامي"
نظر القاضي للشاب بتفحص وقف الشاب أمامه بإصرار، كانت ملامح التوتر بادية على ملامحه و لكنه أخفاها .
"اذاً لنستكمل المحاكمة" قال القاضي بهدوء
"عفواً سعادتك و لكنني بحاجة لوقت مع موكلتي" قال والتر بثقة
نظر له القاضي بانزعاج و رد بسرعة:" هذا غير مسموح به انه إهدار لوقت المحكمة، كانت يجب ان تكون مستعدة من قبل"
نظر له والتر بانزعاج واضح، كان حاجبيه قد عقدا بانفعال! و قال بتهذيب:" سعادتك لقد أعطيت الطرف الآخر وقتاً للمراجعة مع المدعي العام مع انهم يجب ان يكونوا مستعدين للأمر مسبقاً"
"و لكنها متهمة سعادتكم" قفز المدعي العام من مكانه كما تفعل الجرذان
"نظام" صرخ القاضي و هو يضرب بمطرقته و أكمل:" لم أسمح لك بالحديث حضرة المدعي أرجوك عد لمكانك"
نظر له المدعي و قد اختبأ خلف طاولته و هى يمسح عرقه
"سعادتك نحن في محكمة الوقت ليس أهم من إحراز العدل" قال والتر
"هل تشكك بنزاهة المحكمة؟" قال القاضي بانفعال و شك، بدأ الناس بالهمس مع هذه الدراما الجديدة التي تجري أمامهم
"بل إنني ألتمس نزاهتكم و عدلكم يا سيدي، من حق موكلتي و ان كانت متهمة ان تدافع عن نفسها بشكل لائق" قال والتر بإصرار و أكمل بنظرة ذات مغزى للطرف الآخر:" و لا زال من المبكر جداً ان نعتبرها كذلك فكل الشهود هنا لديهم أحقاد ضدها و أنا أستطيع إثبات ذلك"
كان المحامي بران ينظر لوالتر بحقد، قد رسم في عقله ألف سيناريو للطريقة التي تمنى لو يستطيع ان يقتله بها!
تجاهل والتر تلك النظرات من جهته و قفز المدعي من مكانه مجدداً:" سعادتكم"
"تفضل"
"انه يشكك في نزاهة حضرة المحلفين" قال المدعي بحذر و أكمل:" لقد حكموا أنها متهمة"
نظر له والتر بإنزعاج انه ساذج جداً و يتصرف كالأطفال، مسح والتر على وجهه فقد شعر بالإحراج من تصرفات المدعي مع انه لا دخل له بالأمر، ان المحاكمة اساساً جارية لإثبات انها بريئة، هيئة المحلفين فقط حددوا نوع القضية لا أكثر!
هز القاضي رأسه بضعف حيله و قال بسخرية"أرجوك أيها المدعي عد لمكانك و لا تضيع وقت المحكمة و تصرف بجدية و الا سأجبر على طردك"
عاد المدعي لمكانه بانزعاج و إحراج!"
و بعدها قال القاضي ببساطة:"اذاً لنأخذ استراحة ساعتين، لترتب المتهمة أمورها مع محاميها"
وقف الجميع بعدما وقف القاضي،
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...