ثرثرة

2.3K 216 27
                                    

كانت قطرات العرق تنزل من جبهتها وصولاً لوجهها برقة فكل تلك البرودة القاسية التي ملأت روحها أطفأها الحر! لم تتوقع ان هذه الأرض التي جمدتها بداية وصولها تحولت إلى موقد ساخن و هم لم يدخلوا للصيف بعد!! تجاهلت كل ما مرت فيه ركزت في عملها فهي لم تتوقع ا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كانت قطرات العرق تنزل من جبهتها وصولاً لوجهها برقة فكل تلك البرودة القاسية التي ملأت روحها أطفأها الحر! لم تتوقع ان هذه الأرض التي جمدتها بداية وصولها تحولت إلى موقد ساخن و هم لم يدخلوا للصيف بعد!! تجاهلت كل ما مرت فيه ركزت في عملها فهي لم تتوقع ان تنال هذه الترقية المفاجئة! كانت السيدة هامبل تضع الخيط في الإبرة لتعمل على تطريز الثوب الذي أمامها بشكل يدوي! كان عملاً شاقاً لم يأتي في بال باندورا ابداً انه بهذه الدقة! كانت تعرف التطريز على قطع المناديل الصغيرة و لكن على قطعة قماش خام ستتحول لثوب لاحقاً كان أمر مذهل بالنسبة لها! فقد اتفقت مع السيدة ساني اساساً على مسألة مهامها الجديدة!
"لقد اثبتي جدارتكِ في العمل يا صغيرة مع انني لا زلت أعتقد انكِ غير جديرة و لكن لن أظلمكِ من ناحية العمل" قالت السيدة ساني و هي تتفحص القابعة أمامها و التي بدت فعلياً كدمية بورسلين في ثوبها البني البسيط و قد ارتدت قناع البراءة فلم يكن الصدام مع السيدة ساني مرة اخرى أمر ممتع بالنسبة لها، راحت تطل عليها بفضول! فقد لاحظت العجوز تلك النظرات التي أصبحت أكثر رقة من ذي قبل!
"في الأسابيع الثلاث القادمة اريدكِ ان تراقبي الفتيات و السيدة هامبل بكل دقة و ان تراجعي صيحات الموضة من الكتيبات التي سأعطيكِ إياها و هذا بالإضافة لمهامكِ الأساسية كما انني سأسلمكِ بعض أعمال التصليح و التغيير" قالت بهدوء
نظرت لها باندورا بصدمة و لم تفهم سبب تغير السيدة المفاجئ و لكنها لن تتفوه بأي كلمة فهي يكفيها ما فعله الغبي جورج البارحة و كم الإحراج الذي سببه لها !!


"سيدة هامبل ان لكِ نفس طويل لو كنت مكانكِ لشعرت بالملل" قالت الفتاة ذات الإبتسامة البلهاء بمرح و هي تطل عليهم من الشباك
رمقتها باندورا بإنزعاج و صاحت فيها:" ما الذي تفعلينه هنا أليس لديكِ عمل!؟"
"كلا لقد طردني أخي من المصنع و الطبيب طلب مني ان لا اتدخل في وصفه للأدوية!!" قالت ويلا بوجه متململ

توقفت باندورا عند كلمة "أخي" قبل ان تتوقف عند ذكر الطبيب فجملة الأول مسحت كل ما هو جميل و تذكرت غضبها
"إنكِ شريرة !"
"إنكِ شريرة !"
"إنكِ شريرة !"
كانت هاتين الكلمتين قد تطفلتا على حياتها و عرتها ، كشفت شئ هي انكرته لسنوات، و لازالت تنكره!! اوقدت نيران في داخلها نيران لم تعرف كيف تطفئها و بعد تصرفه الوقح بكل برود القى التحية عليها هذا الصباح كعادته كأنه لم يفعل شئً!؟ و ما أثار غضبها هو ردها التلقائي حيث أصبح الأمر كالروتين بالنسبة لها لا تستطيع منع نفسها من الرد يحدث الأمر معها بشكل تلقائي! و قد لعنت لسانها الغبي الف مرة و لكنها لن ترد عليه ان رأته مرة ثانية!! الغراب المغرور الغبي!!

باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن