غد متعب

4.1K 336 56
                                    

نظرت لمشارف القرية الهادئة بكئابة!! كشرت بضيق و هي تفكر أين يمكنها ان تبحث عن عمل؟ كانت تشعر بالغثيان فنفسها سدت عن الطعام و اساساً لم يكن معها مال لتشتريه! كان الصداع قد تمكن منها و لكن تجاهلت كل ذلك فإنتقامها كان يعميها تماماً ! كان الصباح مشرقا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

نظرت لمشارف القرية الهادئة بكئابة!! كشرت بضيق و هي تفكر أين يمكنها ان تبحث عن عمل؟ كانت تشعر بالغثيان فنفسها سدت عن الطعام و اساساً لم يكن معها مال لتشتريه! كان الصداع قد تمكن منها و لكن تجاهلت كل ذلك فإنتقامها كان يعميها تماماً !
كان الصباح مشرقاً و بالرغم من برودة الجو و الثلج الذي يغطي الأرجاء كانت الشمس قد أشرقت بشكل مثالي لتعطي أهل المدينة الصغيرة بعض الدفئ.
كانت فكرتها مكتب البريد! انها تجيد القراءة و الكتابة و ستنجح بذلك ؟! كما انها تذكر حينما كانت في لندن كانت الفتيات اللتين يعملن في مكتب البريد دوماً قد بدون كشابات انيقات و أعجبتها تلك الفكرة، كانت واثقة انهم سيوافقون عليها هناك لديها المؤهلات.
كل ما كان عليها فعله ان تسأل عن المكتب لتصل إليه فهي اساساً لا تعرف احداً في هذه المدينة.
تجاهلت كل النظرات المتعجبة لها!، فأهل المدينة يعرفون بعضهم البعض و لكن هي لا تعرفهم و لا يعرفونها و لذلك كان عليها ان تبني علاقة مع الجميع هنا لتعيش بسلام و لكنها كانت تكره هذا المكان و هؤلاء القوم اساساً و لذلك كانت قد قررت ان تتجاهل الجميع فهي ستعود للندن لا محالة لن تبقى هنا طويلاً !

"عفواً سيدتي هل يمكنكِ ان تدليني على مكتب البريد؟!" سألت احدى السيدات بملل
"البريد؟!" سألت السيدة بإستغراب و بعدها راحت تتمعن في باندورا بفضول و سرعان ما صرخت:" أنتِ الوافدة الجديدة" التفتت و هي تنادي صاحبتها:" انظري يا بيتي، انها الوافدة الجديدة صاحبة البيت المسكون"
"مسكون!؟" سألت باندورا بفضول
"اوه يا لكِ من مسكينة هل نمتي جيداً ليلة البارحة!؟ "قالت المرأة بقلق و هي تربت على يد باندورا
ابعدت باندورا يديها بإستنفار و قالت بعجرفة:" ما شأنكِ ؟!"
نظرت لها السيدة بإنفعال و قالت :" يا لكِ من وقحة لتأكل عقلكِ شياطين ذلك المنزل الملعون" و أضافت بسرعة:" مكتب البريد هو المبنى الثالث على اليمين"
نظرت لها باندورا بتعالي و مضت في طريقها دون حتى ان تشكر السيدتان، وقفت أمام مكتب البريد ببرود ، استجمعت قواها و ثقتها و دخلت.



"عفواً!" نادت بثقة كانت قد تخيلت ان تستقبلها امرأة شابة أنيقة بإبتسامة لطيفة و وجه مشرق، و لكن خابت كل ظنونها و تلاشت كل أحلامها و تحولت إبتسامتها الساحرة لتكشيرة متجهمة حينما وقف أمامها رجل عجوز يبدوا كقطعة أثرية مكانها المتحف لا متكب البريد!
"عفواً!" نادت مجدداً و بصوت أعلى
"ماذا؟!" صرخ العجوز بضجر
"أين أجد المدير!؟" قالت بصوت عالي
"ماذا!؟" سأل مجدداً
"أقول  أجد المدير !؟" صرخت بقلة صبر
"الحمير!؟" سأل بإستغراب و أضاف:" هذا مبنى البريد يا ابنتي لن تجدي حميراً هنا"
نظرت له بإنزعاج و علمت انها ستكون في ورطة لو عملت معه و لكنها بحاجة لهذا العمل
"هل هناك شواغر !؟" سألت بسرعة مختصرةً المقدمات التي بلا داعي
"ارفعي صوتكِ يا ابنتي" قال و هو يحاول ان يقترب ليسمها
"اقول شواغر، عمل اريد ان اعمل " قالت بقلة صبر و هي تصرخ
"اوه شواغر!" قال الرجل و هو يضحك و أضاف:"ما هي مؤهلاتكِ"
"لقد درست حتى عمر العاشرة" قالت بسرعة
"ماذا!؟ العاشرة!؟" سأل العجوز
"أجل"
و بمجرد ان انهت الفتاة كلمتها غرق العجوز في ضحك مرير و بعدها نظر لها بشفقة و قال:" ليسهل الرب عملكِ لن تجدي عملاً بسهولة"
نظرت له بحقد و صرخت فيه:" ما الذي تعرفه أنت أيها الكهل الأصم"
"الرسم!؟" سأل العجوز و أضاف بإهتمام:" تجيدين الرسم!؟"
نظرت له بإنزعاج و صرخت في وجهه بوقاحة:" اللعنة عليك و على مكتب بريدك البائس"
خرجت مو المحل و هي تجر أذيال الخيبة و تقاوم دموعاً قد اوشكت على الهطول.


باندورا في الريفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن