كان هذا مالم تتوقعه و لكنها كان يجب ان تتوقع، اخبرتها جودي بذلك كانت تشعر بالإشمئزاز من رؤيته، فقد أخذوها لغرفة كانت بلا شبابيك،كان هذا عقاب قاسي بالنسبة! فالنظر من الشباك كان تسليتها الوحيدة، و هذا الحقير كان يعلم تماماً ما يفعله فقد تفنن في إزعاجها، فذلك الوجه الحقير طبع في ذاكرتها! عاد ليدخل لغرفتها، بالطبع دعى نفسه للدخول، انه افعى خبيثة يستطيع التلون والخروج من اي مصيبة، كانت تنظر له بحذر ان دخوله هذا و هدوءه يعني انه سيساومها سيحاول ان يعقد اتفاقاً معها! فهو لو أراد ان يتخلص منها كان يستطيع ذلك من زمن بعيد! و لكنه جلس على المقعد الأخضر بثقة، و رفع نظره لها بهدوء، كان يتفحصها و في عقله كان يرسم خطته! اما هي وقفت بحذر و التوتر بادي على ملامحها، كانت النار تشتعل في عينيها، حينما ذاقت تلك الحرية المؤقته ظنت ان الحياة دبت في روحها مجدداً! صعد الحماس لرأسها أدركت مدى اشتياقها لأسرتها و خطيبها و أصدقاؤها
وجدته اخيراً بعد فترة صمت يخرج عن صمته، يقول:" كنت أعتقد انكِ أذكى"
وقفت بثبات و قالت:" يبدو أنك تعلمت درس تهورك الأول يا سيد بران"
"دالتون"
رفعت نظرها له بصدمة، دخل عقلها راح يتخبط و غاب في لحظة تفكير ماذا يقصد؟
"مايكل جون دالتون" قال بثقة و قد وقف أمامها
بوجهه الخبيث
"ابن عمي" قالت بعد تفكير طويل و قد بدأت تفهم اخيراً سبب حقده، كان كل شئ بدأ يصبح واضحاً لها
"لا تبدين مصدومة" قال بعد فترة
"لماذا أخفيت ذلك عن أبي؟" سألت بعد فترة و أكملت:" لم أفهم لماذا فعلت هذا ؟ كان والدي سيستمع لك و يعيد لك حقك لو حدثته "
"يعيد لي حقي" قال بضحك متهكم و أكمل و هي يرمق نظراتها الذغرة وهو يقول:" اذاً تعترفين ان لي حقاً عندكم"
"أنت تعرف ان ما حدث بسبب ان جدي.." قالت بإنزعاج
"رفض زواج والدي ، كره والدتي المسكينة لأنها من خلفية بسيطة" قال بحقد
" أنت هل تعرف ما الذي فعله والدك؟" قالت بإنفعال
"لقد قاموا بحشو مخكِ بالأكاذيب" صاح فيها بغضب و فد ظهرت حقيقته
"أنت مخطئ" صاحت فيه
"اصمتي" قال و هو يمسك وجهها بعنف
" لن أصمت لقد حاول قتل والدي" صاحت فيه
نظر لها بصدمة حاول اخفاؤها سريعا و بعدها صاح:" سوف ترين مثلما قضيت على آلبرت سأقضي عليكم و هذا سيأتي تباعاً"
كانت تنظر له بصدمة و قد تجمعت الدموع في عينيها، أخيها الأكبر الذي اعتقدت انه راح ضحية عراك شبابي!
كان يهم بالخروج و لكنها صاحت فيه:" أنت لا تريد قتلي ليس الآن على الأقل"
وجدته يلتفت لها بصدمة، و لكنه سرعان ما ارتدى قناع الخبث و قال:" أنتِ محقة لا زلتِ مفيدة لي"
"افعل بي ما تشاء و لكن ابتعد عن أسرتي" قالت من بين دموعها
"غبية" قال بخبث و هو يفترس وجهها الحزين كانت دموعها طرباً بالنسبة له فأكمل:" ان اللورد الدمية هذا سهل، جعلته سابقاً يقتل أخيكِ و اليوم سأجعله ينهيكِ و لكن ببطئ و سأستمتع بذلك"
نظرت له بحقد، و صاحت فيه بإنفعال و تحدي:" سنرى يا ابن جون سنرى"
ارتمت أرضاً و هي تحتضن نفسها و قد غابت في بكاء! فقد كان هذا الخبر قاسياً عليها أقسى من يوم تسلمت خبر وفاة اخيها فقد كانت طفلة و بالكاد تتذكر
أنت تقرأ
باندورا في الريف
Historical Fictionباندورا ذات العينين الناعستين ذات الضفائر البنية الفاتحة، باندورا ذات الضحكة الرنانة والحديث الممتع، باندورا المدللة ،المغرورة، المتكبرة، المتعالية، الوقحة، اللامبالية، الآنانية و عديمة الرحمة....في يوم ما باندورا تخسر كل شئ ، تتعرض للخيانة من أقرب...