'
-
'
كان مظهـرها يوحي إنها مركـزة بمحاضرتها لكن الواقع كان عكـس تماماً ، كان بـالها مشغول بكُل شيء ممكن يصير بهالأشهـر وكيف بيكـون مصيرهـا ، وين مكـانها ووش موضعهـا من هذا كلـه ما عادت تـدري لكنها تـدري بشيء واحد فقط ، الضعف مو لهـا ولا يقربهـا ، والعواطف اللحظيـة ما تناسبـها أبداً ، ما تحب تنحـط بموضع الإختيار يلي مو إختيـار أساساً قد ماهي تعرف رغبة كل يلي حـولها ووش الواجب عليهـا تختاره ..
بالنسبـة لها ما عادت تعرف نفسها بهالفتـرة وخصوصاً من ضغط جدها عليه بيوم ، وإختفاءه الغريب باقي الأيام كأنه يكون متوقع حدوث شيء وبيصارحها فيه لكنه يتأجل ويأجـل المُصارحة معاها ليوم ثـاني ، تعبت من تأجيـله للقول لأن يلي يوضح لها من تصرفاته إن الموضوع يخصّها هي وحيـاتها وحدها ..
خـرجت من محاضرتها وهي تتمـشى بالممرات على أمـل إنها تلاقـي حل لكل هالدوامـات يلي تُرمـى فيها بهالفترة
خرجت من جـامعتها وهي تاخذ نفس يهدي من توتـرها المستمر من أيام قدر المستطاع وتوجهت للسيـارة ، فتحت آيبـادها بهدوء وهي تعدل جدولها خصوصاً إنها بهالفترة ممكن تمر بضغط ما قد مرت فيه بحيـاتها ولهالسبب ما ودها تركز بشيء غير مستقبـلها من ناحية دراستها ، ومن ناحيـة شغلها ..
مثـل عادتها كل خميس بهالفصل من السـنة خصوصاً ، بدايات الشتاء وطول وقت الشتاء تقريباً تحب بعد ما تنتهي من محاضراتها تتوجـه للكوفي الأحب لقلبها ، أحيان تكون مع صـديقتها يلي بنفس الوقـت بنت عمهـا وجد ، وأحيان تتعارض جداولهم ما تقدر تجـي معاها ..
جلست بمكـانهم المعتاد وهي تميّـل شفايفها من الحوسة يلي تشوفها قدامها بجدولها ومواعيـدها ويلي تعيشهـا بهاللحظة خصوصاً إنها آخر ترم بالتحضيري وقد ضغطت على نفسها أكثر من اللازم بهالسنة لرغبتها الشديدة إنها تكمل دراستها بالخارج معتمدة على نفسها وبجدارتها ..
ردت على جـوالها بإبتسامة خافـتة : يا أهلاً ، خلصّتي ؟
إبتسمـت وجد وهي تدخل أغراضها بشنطتها : حيّ هالصوت ، ما بعد إنتهيت بس بقول لك إنتبهي لجوالك يمكن جدي يحاكيك بعد شوي لأنه قبل شوي كان يسأل عن جدولك..
رفعت حواجبها بإستغراب : بس هو يدري بجـدولي من وقت ، وليه حبكت معاه يسألك إنتِ ؟
رفعت وجد أكتـافها بعدم معرفة : والله يا سُلاف ماعندي علم وسألني لو حاكاك أحد أو وصلك أحد بس قلت له لا، يالله تبين شيء ؟
هزت راسها بالنفي بإستغراب : سلامتك ، إذا خلصتي كلميني ..
سكّرت من وجـد وهي تميل شفايفها بتفكيـر مطول وش يبي جدها من جدولها وليه يسأل لو أحد حاكاها أو وصلها ، توترت من إنتبهت إنها..
_إنتبهت إنها سرحت بشخص قدامها ، شخص ما زاحت أنظاره عنها ثانية وحدة وهي من سرحانها ما قدرت تستوعب إنها تناظره من وقت طـويل ، توترت مباشرة من وقوفه ومن طاح القـلم من إيدها وبعيـد عنها ..
ميّـل شفايفه بهدوء وهو يمر من جنبها ويترك القلـم على طاولتها : بالهون يا بنـت عمي .
تغيّرت ملامحها مباشرة وهي تحاول تعـرفه أو تميّزه من عيونه فقط لأنها هي يلي تظهـر لها من لِبسـه للكمّام لكنها عجزت تماماً ، ما تقدر تقول عنه من أقاربها لأنها مو متأكدة من هالشيء لكنها بنفس الوقت مو ممكن تقول إنه غريب وقال " بنـت عمي " كلـمة عابـرة منه ..
إرتجف جسدها مباشرة من رسالة وصلت لجوالها وزفرت بإرتياح : الغالب إنه بينتهـي هالترم يا عقلي منتهي ، يا أنا معه ..
ميّلت شفايفها بخفيف من رسـايل بنات عمامها وإبتسمت غصب من عرفت إنهم بيرجعون يجتمعـون بهالليلـة وإن الشمـل رجع يلتمّ من أول وجديد لكن الغريب ، كيف بيلتمّ الشمـل وجدهم مفرقهم كلهم ومشغلهم بالأعمال بكل مكان ، وش إستجدّ وتغيـر هالمرة وصار وده يجمّعهم من أول وجـديد ؟..
_
« بيـت خـالد آل نائـل »
رجـعت من جامعتها وصعدت للأعلى مباشرة ، ميّلت شفايفها وهي من ناحيـة بيتهم تحس بملل غير معقـول ، أبوها من فترة مو هيّـنة صار بعيد عنهم كلهم ومرافق لأبـوه دائماً بكل مكان ، مثله مثل عمامه يلي إبتعدوا عن بيوتهم بالمثل ، أمها مشغولة بالعمل الخـاص فيها وبمشروعها ، وسيف تتعارض أوقاتها مع أوقاته ما تلاقيـه كثير إلا بالصباح ..
تمددت على سريرها بهدوء وهي تشتت أنظارها حولها ، على الرغم من إن كل شيء تتمناه بجنبها ، وبمتناول إيدها لكن لأول مره تحس ودها تصير لوحدها ، لوحدها أو مع شخص يفهمها بدون لا تضطر توضح له نفسها ومواقفها ، غمضت عيونها بتأفف وهي تضغط على جوالها بإيدها بمحاولة منها لأنها تتجنب الشخص يلي يرهق تفكيرها ويلي تحاول تتناساه من وقت ماهو هيّن : بكـرا تزين ويصير الوضع أحلى ..
رميت جوالها بعيد عنها وهي تدفن وجهها بالمخدة بهدوء ، تحس بداخلها غربة غير معقولة وتراودها هالأحاسيس من شهور لكن وش أسباب هالغـربة ما تدري ..
ميّلت شفايفها بهدوء وهي تسكر الأنوار وماكانت إلا دقايق ونامت من شـدة تعبها ، وشدة برودة الغرفة يلي تجبرها تنام بدون شعُور منهـا ..
_
« بيـت محسـن آل نائـل ، مكتبـه »
كانت أنظاره تـدور بأنحـاء المكتب وبيـته ، بيته يلي كابـد ظروف كثيرة وأحوال كثيرة وتتلطّخ إيديه بأمور ما يسرّه قولها لجل يكوّن نفسها لكن اللي يهّون عليه شعوره هو إنه تاب من زمن طويـل والله غفور رحيم بما إنه حاول ، وباقي يحاول يـ...
_، وباقي يحاول يرجع كل الحقوق لأهلها ، عزّه وخيره يلي الواضح إنه ما بيبقـى منه غير الرماد ، والذكـرى بما إن عدوه هالمـرة من قلب بيته ، من أُسـرته ولا يلومه على العداوة له بهالشكل أبداً بما إنه كسر ظهره بنص مستقبـله ، ولجل غايات متعددة كان بكل قـوته يبعده لكن حالياً ، الواضح إنها بتكبر أكثر من اللازم وبتضرب من الوسط من وسط أهله وبيته ، وده يقول إن بيتـه وأهله وعيـاله أقوى من أي ضربات لكن للأسف إن التبـاعد بينهم سبب لهم ضعف أكثر من اللازم ، تباعد ما كان لسنة أو سنتين غير إنه من سنين ومن أول ما صارت السالفـة كلها ، السالفة يلي تركته ما ينام ليلـه لأسابيع من كثر خـوفه ، ومن كبر ذنبـه يلي يحسـه ..
رفع أنظاره لدخول عيـاله سلطـان وخـالد يلي ما تعبّر ملامحهم عن المسّـره أبداً ، أو حتى عن الإنشراح والراحة : خلصتـوا من أشغالكم ؟
هز خالد راسه بإيه بهدوء ، وميّل سلطان شفايفه بعدم إهتمام وهو يصد بأنظاره لأبعد مدى ممكن يوصله بالنظر ،، بعيد عن عيون أبوه يلي ما وده أبداً يصادفها ولا تتقاطع نظراتهم سوا أبداً ؛ ما وده يكون بموقع الإختيار بين أبـوه وبين ولده يلي مستحيـل يكون على عهده ما تغيّر عنهم ، كيف ما يتغيّر وهو قد إنلوت ذراعه بكل شيء يحبه من سنين ، لليـوم ..
سكت محسـن لثواني وهو يناظرهم ووقف بعد ما حرك عكـازه : روح الدوام يا خـالد ، بعديـن ودي بالكل عندي لكن من هاللحظة أنا ما ودي بأحد فيـكم ، ولا أحد أبداً ..
ضحك سلطان بسخرية وهو يتكي على الكنب بجنب أخوه خالد : ولا ودك يجيك تركـي ؟ تقرّ عينك فيه
لف محسـن بنظرات ساخرة لعيـاله الإثنين وما كانت منه كلمة تبيّن ردة فعله تجاه تركي ورجوعـه ولا كانت فيه لمحة غضب تبيّن لهم إن الأوضاع ما بتهدأ لو رجع تركـي إنما إكتفـى بهالنظرات وإنه خرج للخارج مباشرة ..
_
« مكـان آخـر ، العصـر »
صعـد للدور الأخيـر بالعمارة وهو يدخل شقـته بكل هدوء يحكمـه بهالفترة ، الهدوء يلي تعوّده من الوحدة الموحشة لسنيـن ، السنين يلي مرّت من عمره بعيد عن كل شيء وأهم شيء كان بالنسبـة له " العائلـة " ، إبتعد عنهم بشكل مؤلم أو الأصح إنه اُبعـد عنهم عمداً تحت جملـة تكررت على مسامعه لفترة طويـلة ومن طفولـته لحد آخر تضحيـة طُلبت منه لجلهم "الأهل قبل كل شيء " ، يوقن بهالشيء ويعرف قيمـته لكنه بنفس الوقت بهاللحظة وبكل ليلـة تمر عليه ما تنفك عنه التساؤلات بخصوص كل شيء وما تهدأ أفكاره لو بقد بسيـط وبكل ليلـة يزيد حنقه بدل حنيـنه ، ورغبته بالإنتقـام أكثر من العودة بهدوء ..
ميّـل شفايفه بهدوء وهو يلعب بخاتمـه ويفكر بـ...
أنت تقرأ
القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامها
Romanceروايه الكاتبه ريم الاوطان حسابها بالانستقرام @rwaiah99_