البارت السابع

39.5K 509 84
                                    

هزت راسها بالنفي ، ونزعها عنه بهدوء وهو يوقف ويتركها على أكتافها : هاك ولا تنزلينهـا ..
سكتت للحظات من جلوسه قريب الحطب ، ومّيل شفايفه وهو يلف أنظاره لها من ما قربت الفروة : سلاف ما ودك تتعبين ولا أنا ودي تتعبين ، لا تعاندينـي
هزت راسها بالنفي وهي تتركها على جنب : ماهو برد
هز راسه بإيه بسخرية : ملامحك وإيديك تقول العكس ، لا تعاندين على حساب نفسك عالأقل .
سكتت وهي تشتت أنظارها بعيـد ، وجلس بجنبها وهو يمد لها بيـالة الشاي بإيديها وعدل الفروة على أكتافها بهدوء : إذا كنت شاريك ، لا تبيعيني .
تغيّرت كل ملامحها من جملته ومن نُطقه لها بطريقة حسستها بالغرابة وإنها جالسة تصده وتفهم من كيفها مو بالشيء الصحيح ، ما تكلمت بشيء وهي تشوفه جلس بعيـد عنها ويتأمل بالقمـرا ويفكر ، ببالها مليون سؤال بهاللحظة وتدري إنها لو بتسأله بيجاوبها وبدون مراوغات لكنها ما ودها تسأله أبداً ..
ميّلت شفايفها وهي تشد عالبيـالة بإيدها ، وناظرها بهدوء : غريب بأمرك إنك تحكمين وتاخذين القرارات وإنتِ تشوفين الموضوع من زاوية وحدة وهالشيء ، ما تشوفين الباطن تشوفين الظاهر الخطأ وتفسرينه بنفسك وتاخذين القرارات عليه ، قرارك دامه على رؤية خطأ تتوقعينه بيكون صح ؟
هزت راسها بالنفي : يكفيني أشوفه صح وما تهمني العواقب بعده ، هدوئك بهالوقت وإنك طبيعي لا تتوقعه يميّلني لناحيتك لأن غالباً كل هالأفعال ماهي منك ذاتك إنما لجل تكايد محسن فيها كالعادة ..
ضحك بسخرية وهو يناظرها ، وهزت راسها بإيه بهدوء : قربك منه قبل وإبعاده لك هالسنين ما أتوقع إنك بتتقبـله بصدر رحب وبتاخذ أقرب أحفاده له من بعدك حُباً فيه ..
ضحك للمرة الثانية وهو يأشر لها بإيده : أعرف إن غرورك ما يحب يشوفك على خطأ ولهالسبب خليك على توقعاتك وظنونك لحد ما يبـان لك الحق ووقت ما يبان لا تخجليـن مني ، تعاليني وتلقين صدري رحب لك .
ضحكت بسخرية وهي تمسح على وجهها ، وإبتسم بخفيف : إحفظي هالحـوار وهاليوم وإرتجافك ..
_
« بـيت محـسـن »
سكـر جواله وهو يدري إن تـركي وسلاف لوحدهم بالمخيـم وهالشيء جُزئيـاً يزعجه كونه لحد هاللحظة ما يعرف سلاف بأي طرف لكن الغالب إنها مو بطرفه لو كانت الأوراق عن تنازلها من تركـي ومن إنجاز تركي ، بحيـاته كلها ما كان له محامي وذراع يمين قويـة مثل تركي لكنه خسـر ثقة تركي بموقف ورجع تركي يخسّـره أضعاف من كل صوب لحد ما إنتهى به الأمر إنه يقسّي قلبه على حفيـده يلي ما توقع بعمره إنه يقسى عليه بهالشكل ويصير له بالمرصاد بكل شيء يبيه لجل يبرد قهره منه ، الشيء الوحيـد يلي ما توقعه هو

 إن تركي يرجع أقـوى من قبل وياخذ منه أعز شيء عنده ، ياخذ منه سلاف ..

لحد هاللحظـة يذكر جملة تركـي له وقت رجوعه ووقت سبب لمحسن الرعب بخصوص كل شيء وإنه بياخذ سلاف " سلاف لي وإنت تدري ، أخذت الباقي لكن هي تبطي والله ما تاخذها " دخلت بهيـة عنده وهي تجلس على الكنب ، وجلس قدامها وهو يبتسم بتردد : سلاف توافق لو سوّينا عرس بسيط بالبيـت هنا ؟
رفعت حواجبها بتعجب : ما كنت تبيها تتزوج من تركـي وللحين ودك توقف بدربهم ليه صار الحفـل يهمك ؟
تنهـد بهدوء : ودي تركـي يخف ويعرف إني دام سلاف معاه مانيب عـدوه ولا بعاديـه ..
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، وميّل محسن شفايفه : أمس تقولين لي عيالي يحتاجون يفرحون بشيء والبنات بالمثل ، كلميهم وشاوريهم وهم يتصرفون بس لا يوصل الخبر لتركـي ولا لسلاف ..
ميّلت شفايفها بتفكيـر وهي تتمنى إن نيـة محسن تكون فعلاً لجل يفرحـون عيـاله وحفيداته بدون نيـة أخرى ..
خرجت من مكتبـه وهي تتوجـه لغُرفتها تصلي الوتر قبل لا تنـام ، جلست على سجادتها مثل العادة وهالمرّة خصّت سلاف وتـركي بالدعاء من أعماق قلبها ، ودها تحكم المشاعر تركي أكثر لجل يوصل لسلاف من بابها ولا يشقى معاها ، وودها تصير سلاف بلاده بعد سنين الغـربة ..
_
« بالمخيــم »
كان بجنبهـا ورغم برودة الجو إلا إنه مستمتع ويشوف إنها تاخذ راحتها شوي معاه والأهم إنها تاخذ راحتها بالتفكير بكل كلمة يقولها ويعرف إنها تتأثر من كلامه وتفكر فيه بعقل ما ياخذها الغرور حتى إنها تسمع وتضيّع من اللحظة نفسها ، كانت بتكتمل هالجلسة لو إنها كسرت حاجز السؤال وسألته عن كل شيء بخاطرها وكل سؤال تحتاج له إجابه ، إبتسم بهدوء وهو يحاوطها بإيديه من حس إنها تضم نفسها وتحاول قدر المستطاع تدفي نفسها ، يعرف إنها تجمّدت من البرد لكنها تكابر وما تبـي تدخل بالداخل معاه رغم إنها تشاركه فروته بهاللحظة ، سكتت حروفه يلي ما بعد نطقها من رفعت عيونها مباشرة له ، كأنه رمى عليها نار وأرعبها ما حاوطها ..
تركي بهدوء وهو يناظرها ويتمنى من أعماقه إنها ما تعاند : ندخل داخـل ؟
سكتت لوهلة وهي تعرف إنها بهاللحظة تجمّدت حتى إنها تبعد عنه ، ما ودها تكابر أكثر لكن بنفس الوقت ما ودها تدخل معاه بالداخل ولا ودها تكون بهالقرب منه ، بالحالتيـن ما لها مفر ومجال تبعـد عنه ، ميّل شفايفه بهدوء وهو يضم إيديها يلي تجمدت : بنمشـي ..
هزت راسها بزين لأول مرة ووقف وهو يوقفها معاه وترك الخيـار لها هالمرة : تجيـن معي من الحيـن ؟
هزت راسها بالنفي وهي تستغرب من مشاورته لها لكنها كانت بمثابة نقطة له من سلاف يلي بهالجلسة وهاليوم حست إن تركي فعلاً داخله يميل لها والظروف تحده على باقي الأشياء لكنها تتمنى كل المُنى ما تسمع كلمة زيادة منه تبين العكس لأنها ما تعرف وش ممكن تتصرف بالوقت يلي بتنصدم فيه منه لكن الأكيد إنه ما بيكون خير خصوصاً بعد ما أحسنت الظن فيه لهالقد ..

القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن