'
-
'
ويفكر بكل خطوة أخذها من قبل سنـة لهاليوم ، ويفكر بموعـد الرجوع لآل نائـل يلي شكله ما بيكـون بعيد لأنهم أهله ، ولأن زوجته منهم ، تحسس خاتمـه بتفكير مطوّل وميّل شفايفه بهدوء وهمس لنفسـه : تعب التفكيـر منا ، صار وقت الأفعال ..
_
« بيـت خـالد »
فتحت عيونها وهي تحس جبـال فوق أجـفانها من كثر ودها بالنوم وإنها فعلياً ما نامت عدل من ليلها أمس لموعد رجُوعها من الجـامعة وعلى أساس إنها بتقضي يومها بالنوم لآخر الليل وبعده تصحـى وتشوف وش توصلـوا له آل نائـل الكرام بخصوص إجتماعهم لكن كان للشخص الجالس قـدام سريرها وعلى الكنب رأي آخر ..
ما إنتبهت لوجوده وهي تمد إيدها للجوال بتأفف وسرعان ما تعقّدت ملامحها بغضب لأن الساعه تأشـر على ٤ العصـر تماماً ، ما صار له ساعه من نامت ليـه صحيت بهاللحظة وليه تقفّل التكييف عنها ما تدري ..
أبعدت اللحاف بغضب وهي كانت بتنادي على المُساعدة لكن صوته أجبر كل حواسها تسكن بمكانها ..
حرك محسـن عكازه بهدوء من غضبها : إستريحي يا سـلاف ..
بردت ملامحها مباشرة بتردد وسرعان ما رجّعت اللحاف عليها رغم إن لبسهـا ما يعتبر فاضح لكنها بنفس الوقت تتوتـر من جدها رغم إنها تحبـه وتدري بمكانها عنده إلا إنها من الأشهر يلي راحت وبعدها عنه وبعده عنهـا صارت تخشـاه أكثر من إنها تبوح له بكل شيء مثل قبل..
توترت لثواني من سكـوته وهدوئه ، ووقف محسن بهدوء : أنتظـرك بالصـالة ، إلبسي عبايـتك وأغراضك كلهـا جهّزيها بتجين معي الحين ..
ما كانت قادرة ترد عليه بالنفـي أبداً ولا قادرة تتكلم من غرابـة ملامحه أساساً ، قامت بهدوء رغم إنها تحبس كل غضبها بهاللحظة لكن الأكيد إن فيه شيء مهم وإلا ما كان يلي يصحيّها بهالوقت هو جدها ويلي أكيد إنه يدري إن توّها نامت بما إن جدولها عنده وكل شيء عنده ..
أخذت عبايـتها وأغراضها وهي تخرج لجدّها بالصـالة ويلي بدوره ميّـل عكازه وهو ينزل للأسفل ولسيارته بدون كلمـة توضح لها غايـته ومطلبه ..
زفّرت وهي تعدل شنطتها على كتفـها وتنزل للأسفل خلفه ، تدري إن قدامها أيـام عصيبة بما إنه وده فيها هي قبل الكل لكن وش بتكون صعوبتهـا وكيف بتمر ما عندها أدنى فكـرة ولا ودها تشغـل نفسها بالتفكيـر أبداً ، ركبت السيارة بهدوء ونزلت طرحـتها عن راسها لأكتافها وهي تناظر جدها يلي يتأملها : صاير شـيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يمد لها اللابتوب يلي بجنبه : خلّصي لي هالشغلة وصحصحي ورانـا ناس
ما قدرت ترد عليه لأنه رد عالإتصال يلي وصلـه وزفّرت بهدوء وهي تسمع لمكـالماته وتخلص من الشغل يلي سلمّه لها رغم إستغرابها لأن ...
_لأن أي أحـد من رجاله يقدر ينهيـه له ليـه تركه لها ما تدري ..
سكّر من مكـالمته بهدوء وهو يلف ناحيتها وإرتسمت بثغره إبتسامة هادئة : سُلاف أبـوي الرجال ماهم موجودين بالمزرعة خذي راحتك
لفت أنظارها له وهي متأكـده إنه ما بيرجع شيء مثل سابق عهدهم ، ما بترجع سلُاف يلي الكل يدري إنها مع جدها قبل كل أحد ويلي كانت أقرب من كل شيء له قبل سنة كاملة من هالوقت ، قبل حادث غيّر مسار حياتها كلها من قبل سنة وشوي ولحد هاللحظة ما تعرف وش تغيّر من هالحادث وبعده ووش كان قبله يلي قسّى قلب محسن عليها بهالشكل ، لحد هاللحظة ما تدري هو قلب محسن فعلاً قسى عليها ، أو يمثّل القسوة لجل يخبي شيء عنها ..
ما تعوّدت الإقصاء من أحد وخصوصاً منه ، ما تعودت تنترك بحياتـها أسئله بدون إجابات وأبداً ما تعودت تكون قدام محسن ولا تقـدر تبوح بالشيء يلي يكدّر صفوها وخاطرها ..
نزلت خلف جـدها وهي تاخذ نفس من أعماق قلبها من نقاوة الهواء يلي حسّته يطهـر روحها كلها ، ترك محسن أغراضه على الطاولة قدامه وهو كان وده تجلس معاه لكن بنفس الوقت وده ترتاح ويفاتحها بالموضوع بعدين لأنه ما يتوقع ردة فعلها الحين أبـداً : روحي إرتاحي للعشاء يا سُلاف ، بنجتمع الليلـة بيننا حكي ..
ميلت شفايفها بهدوء : حكـي كان المفروض تقوله لي الحين بما إنك جبتني هنا قبل الكـل ، ليه غيرت رأيـك الحين ؟
سكت محسن لثواني وهو يناظرها ، وإبتسمت بشبه سخـرية وهي تجاوب سؤالها بداله : لأنك مثل دايم تمتلي تردد وتفضّل التأخيـر بدل المواجه ، كنت ولا زلت ما أرتجـي شيء .
تنهد من أعماقه وهو يجلس على الكرسي بهدوء من توجّهت للأعلى ولغرفتها بدون لا تلتفت أو تسمع رده
تعوّدت منه السكوت وما عادت تطالبه بتوضيح أو غيره أبداً ..
_
« مجـلس المزرعـة ، 7:00 مساءً »
نزلت للأسفل ولأول مرة من مدة ماهي بسيطـة تسمع ضحكات آل نائل بهالعلُو ، مرّت فترة طويلـة من تباعدهم الغريب وقِلّ جمعاتهم ، طويلـة لدرجة نسيت بهيّـة كيف تكون ضحكات أحفادها سوا ، ونسى محسـن كيف يقـابل أحفاده وعيـاله بغير الأعمال ويكون قريب منهم ، لأول مره يتعوّد البُعـد بهالشكل وكل خوفه ما يقدر يرجع لسابق عهده ، أو يصير البعد من ناحيتهم عنّـه بعد ما تُعرف أفعـاله بماضيه وآخر جرائمـه بحاضره ويلي كانت بحق أحد أحفـاده وبحقّ حيـاته ، يعرف إن رجوع هالحفيـد قريب ، ويعرف إن الوضع بيشتّد لكنه لحد هاللحظة يتمنـى تصير معجزة وتنقلب الأمور بصالحه من كل النواحي ، ما يضطر يبعد عن أحد وما يضطر يخبي على أحد ، يتمنى كُل المنى يكون رجوع هالحفيـد هادي وبدون عواصف ..
ميلت ...
أنت تقرأ
القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامها
Romanceروايه الكاتبه ريم الاوطان حسابها بالانستقرام @rwaiah99_