وهو يناظرها وكأن الرعب كله تبدّل بأمان وقت لمحها لكن ما طال شعور الأمان من تعثّرت مره ثانيه من إعتلى صهيل الخيل أكثر وأكثر وصار قريب منها ، ما يدري شلون ركض لناحيتها ، ولا يدري شلون إنحنى ياخذها معه لكنه يدري هالخيل ما بيسوي شيء بهاللحظة لكن ما يضمن اللحظات الجاية نهائياً ، توجه للداخل وهي معه وسكّر الباب خلفهم وأخذ نفس وهو يحس برعبها للحين من هالخيول ومد إيده يبعد الكاب عن شعرها ، ينفض التراب عن يديها ورجفت حتى يدينه على وجهها وهو يبيها تستوعبه : سـلا
ما كمّل نطقه لإسمها من ضمته بدون مقدمات من كثر ذهولها ، وإرتعابها يلي ما زال للحين من الخيل وأثره ورجفت ضلوعه وهو يضمها من كل أعماقه ، يضمها وإحترقت محاجره وهو يحس رجع قلبه لصدره بضمتها ، قبّل عنقها فوق العشرين مره وهو يحس بإرتجافها ومسح على وجّها من زمت شفايفها وهز راسه بالنفي وهو يحس محاجرها تحترق من إحمرارها ، ومن كتمها لدموعها ورجفت حتى نبرته : يمّك أنا ، يمّك والله يمّك لا تبكين تخسى هالخيول وتخسى الدنيا كلها تضرك !
هزت راسها بالنفي وهي ودها تبكي لأنها شافت خوفه وللحين تشوفه من حركة أكتافه ، من نظراته وما كانت تتوقع بيوم هي يلي تكون سبب خوفه وسبب إنتزاع أمانه ، هي يلي تخليّه يجن وتزيد عليه جنونه وتعبه وقلقه بخصوصها بهالغياب الغير محسوب والغير مُخطط له ولهالسبب رجعت تضمه وإنسابت دموعها بدون مقدمات لأنها تدري كيف داخله متدمر من كل شيء بالدنيا ويتوجّس من أبسط شيء يمسها كيف هالغياب ..
إرتخت حتى أكتافه ونسى الغضب ، والجنون ، وحتى عصبيته من كل شيء وقت إستوعب إن إتصال القاضي ما كان من فراغ ، وإن صهيل الخيول يلي سمعه ما كان طبيعي لجل الجو وبس وما يدري كيف خرج من الرياض بهالسرعة ولا يدري شلون وصل للمزرعة بهالسرعة ولا يدري كيف مشى وكيف صار كل شيء لكن يدري إن رجوله عجزت تشيله وقت شافها ولولا الخوف كان طاح بمحله فقط لكن كيف يطيح وهو شاف منها ذهولها وإرتعابها من الخيول يلي أمامها ، إرتخت أكتافه وهو يضمها وسكنت حتى ملامحه من أبعدت جزئياً عن كتفه ، ولفت وجها تجاه فكّه ورجفت حتى نبرتها لكنها نطقت : ما أبي الرياض
هز راسه بزين وهي لو تبي روحه الحين يقدمها لها ولا يفكر لو لثانية وحدة وقبّلت فكه بهدوء وهي تبتعد عنه للداخل وبقى يراقبها ، يراقبها لحد ما إختفت عن عينه للغرفة وهي تهز كيانه كله بحركة وحدة ، ترفعه لسابع سما بوجودها وتنزله لأدنى قاع بغيابها وهالشيء كثير عليه ، كثير عليه لكنّه ما يتمنى قِلّة ولا نقصان من هالكثرة وهالطغيان عليه وعلى شعوره ونفسه ، فتح الباب من جديد وهو يشوف الـعمال توّ يستوعبون ويرجعون الخيول لإسطبلاتهم لكنه ما بيبقيهم حوله ، ينتظر لين تخف هالعاصفة فقط ..دخل لغرفتهم وهو يسمع صوت المويا وعرف إنها تتحمم ، ورجف قلبه ومن حسن حظه إنه كمّل هالجزء بمزرعته لجل ما يصعب عليهم البقاء هنا .. فتح الدولاب وهو يدور لها ملابس لكن تذكر إنها ما بقت شيء بآخر مره وترك لها على السرير من ملابسه وخرج من الغرفة ،
أخذت نفس بهدوء وهي تضم المنشفة على جسدها وسكنت ملامحها من ما لمحته لكن شافت الملابس يلي تركها على السرير وعرفت إنها لها وبالفعل أخذتها وهي تجفف شعرها ، وتدفي نفسها ببلوفره رغم البرودة الشديدة يلي تحسها ، ضمت البطانية عليها وهي تناظر الشباك والمطر يلي بدأ يخف تدريجياً وتنهدت وهي تنتظر رجوعه لأنها ما بتقدر تفارق محلها من البرد يلي تحسه ومن الشعور يلي تحسه تجاه كل شيء حولها ..
وبالجهة الأخرى ، بدل ملابسه وهو يجفف شعره وأخذ الكوب بإيده وهو يرجع لغرفتهم ، كانت شاردة ما حست بدخوله وقرب منها وهو يمد لها كوب الشاي : يدفيك ..
رفعت أنظارها له ، وجلس بجنبها وهو يناظرها ..
مُهيب الشعور يلي يحسه بقربها ، ومرعب الشعور يلي يحسه بدونها وبغيابها حتى لو كان ساعات يجهل فيها موقعها ومكانها لأنها ما تمر عليه مرور الساعات المليانة دقائق وثواني ، تمر عليه مرور الدهور المليانة فصول لكن فصله الوحيد يلي يتكرر عليه بغيابها هو الشتاء وقسوة بروده ، مدت إيدها لإيده الباردة وهي صابها شوي دفا من حرارة الشاي والكوب وشد عليها وهو كل دفاه برعشة يديها ، رجف قلبها وهي تحس ببرودة الجو كلها تصد عنها من نظراته ، نظراته يلي أهلكت أعماقها كلها وهي أساس دفاها مو الشاي ، نظرات المُحب الشغوف المليان شعور لها مو لغيرها ولا لأي شيء آخر بالدنيا ، يشوف كل تفاصيل وجّهها بمثابة الإعجاز من كثر حبه لها ولأنها ما تجيه بالشكل الهين نهائياً ، رجفت بهدوء من قرب منها ، من صار جبينه يقابل جبينها ومن نطق بهدوء : بدخّن
رفعت عينها له لثواني وكانت غايته هالرفعة ، هالنظرة يلي تنتبه له هو وش يبي بالضبط وتنتبه لنظرات عينه لشفايفها ، ما يبي دخان ولا يبي سجايره ولا يبي أي شيء بالدنيا يبيها هي وبس دام الوقت يسمح له ، ودام شعوره أكبر منه ..
_
« بيـت محـسـن ، الصباح »
نزلت ركض وهي تدري إنها بتتأخر على الإجتماع وكثير لكنها ما بتطلع بدون ما تسوي لنفسها قهوة ، تركت عبايتها على الطاولة وكل أغراضها ووقفت عند آله القهوة لكنها وهي تدور البُن بالدواليب والأرفف : لا تستهبل معي !
دخل وهو شايل قهوته بإيده ، وسكنت ملامحه وهو يناظرها ونطق بعد ما فهى لدقائق : خلص البن لو تدورينه
أنت تقرأ
القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامها
Romanceروايه الكاتبه ريم الاوطان حسابها بالانستقرام @rwaiah99_