البارت 68

26.2K 279 21
                                    

ما إلتفت لهم نهائياً لأنه يدري لو إلتفت بيحلق أشنابهم وبيخلّي عاليها سافلها وما بيسكت لكنه يحاول يمسك أعصابه ، مشى لعند سلاف بهدوء : مشينا
ناظرته لثواني بتوتر من جيّته : صار شيء ؟
عض شفايفه بغضب وهو ياخذ أغراضها من إيدها ، وما نطق بكلمة وهو يمشي وكانت بتروح للمجلس لكنها أخذت نفس بهدوء وهي تخرج خلفه فقط رغم إنها عصّبت من حركته بأخذ أغراضها لكنها تصبر شوي ، ركبت بجنبه وهي تشوفه يحاول يهدي نفسه وبينفجر من عصبيته ، وسكتت ، فضّلت السكوت لحد ما يبتعدون عن بيت محسن شوي وسألته : تركي وش صـ
عصّب عليها مباشرة ، وإرتفعت نبرته : وش تبين تعرفين
ناظرته بذهول من إرتفاع نبرته عليها ومن ضرب الدركسون بدون مقدمات : لا ترفع صوتك !
شتت أنظاره بعيد عنها مباشرة وهو بمجرد ما نطقت بـ " لا ترفع صوتك " وإستوعب نبرتها هدت أعصابه ، صابه الندم لأنها مالها دخل نهائياً ولا له حق يرفع نبرته بهالشكل لكنهم جننّوه بكلامهم الغبي وإتهاماتهم المستمرة عليه بكل شيء ..
عض شفايفه وهو يشتت أنظاره بهدوء وتكت هي للجهة الأخرى فقط وما بتقول له كلمة ، كانت ساعة بالضبط لحد ما خرجوا من زحمة الرياض ولحد ما حست فيه يحاوط إيدها ، يرفعها لشفايفه ويسطّر إعتذاره بقُبلة طويلة لكن ما كان من سلاف الرضا ، ولا حتى الإلتفات يمه : سـلاف
ما نطقت له بالحرف لكنه ما بيتحمل هالشيء ، وقف على جنب الخط بدون مقدمات وهو ينزل وتوجه لبابها يفتحه ، جلس وهو يمد يديه ليديها : ناظريني !
لفت أنظارها له بهدوء لكنه عض شفايفه مباشرة : لا تناظريني ببرود لجل ما أرجع وأحرقهم كلهم لجل تدفى نظرتك لي ، لا تناظريني ببرود !
ما كان منها رد ، وقبّل يديها بهدوء ورجعت أنظاره لعيونها : لا تصديني
هزت راسها بالنفي بهدوء : ممكن تقول وش صار ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : دفنت يلي صار ، تكرهيني
هزت راسها بزين فقط وهي تترك يديه وما بتسأله أكثر بما إنه حطّها " بتكرهه " لو عرفت هالشيء وإنه مو متأكد إنها لو يرتكب كل سوء بالدنيا بتبقى تحبه ، عدلت جلستها بهدوء وعضّ شفايفه وهو يرجع لمكانه
شافت منه محاولاته لإنه يمسك أعصابه ، وما يرجع لبيت محسن لجل يحرقهم كلهم لكنها ما بتقول ولا كلمة ، يهديّ نفسه بنفسه لو يبي ..
مد إيده للدرج يلي قدامها وهو ياخذ بكت الدخان منه لكنها لفت أنظارها له مباشرة : ما بتدخن
ضحك بسخرية وهو يشعل سيجارته : كملّي صد
ضحكت بذهول وهي تناظره ، وعدلت جلستها وهي تنزع السيجاره من بين يديه ورميتها مباشرة : عصّب

عض شفايفه بغضب وهو يوقف على جنب ، ونزل من مكانه مباشرة وبالمثل نزلت هي خلفه فقط وهي تتكي على السيارة لثواني ورجعت تقفّل السيارة وتبتعد خلفه ، ما كان يناظرها وهو يحاول يهدي أعصابه عنها وعن كل شيء يحسه وأخذت نفس من أعماقها لأنها ما تدري وش تسوي أكثر ، تبيّه يهدي نفسه وأعصابه ولهالسبب مشيت خلفه ، إبتعدوا عن سيارتهم ، عن الطريق كله وهي تنتظر منه وقوف ووقف بعد ما تعبت خطاه وبعد ما حس إنه هدأ شوي ، صابه جزء من الهدوء وأكثر من جات قدامه ، من رفعت نفسها له تضمه بكل هدوء ، ما تخاف رغم رعُب المكان ووحشته لأنه معاها ، ما تخاف من بعدهم الشديد عن الناس والبشر وعن كل الأنوار ومن وجودهم بهالصحاري ، ضمّها من أعماق قلبه وهو يدفن وجهه بين عنقها وبين كتفها وياخذ نفس من أعماقه وأعمق أعماقه من غضبه يلي يبعد عنه بهاللحظة ، لو ما جاء الأيهم وقال هالشيء ما كان بيعصّب ، ما كان بينفعل بهالشكل ولا كان بيتصرف بهالشكل وهو يدري بحاجة سلاف وحاجته قبلها لإنهم يبتعدون عن كل شيء ، كان مروّق وهي مروقة وش بيضرّهم لو تركوا روقانهم يكتمل ويمشون بحال سبيلهم مروقين ليه ينكّدون عليه بهالشكل ليه يطلعونه عن طوره بهالشكل وينعكس عليه وعليها قبل كل شيء ، أخذت نفس بهدوء وهي تحاوط أكتافه ، تقبّل نهاية فكه بكل هدوء وإنسابت حروفه مباشرة بدون مقاومة : يقولون إني شوّهت الصعب ، إني ذبحته وإني حالة لازمها علاج ، إني شخص يجرم وما يرف له جفن ووجوده خطر و
هزت راسها بالنفي مباشرة وهي ترفع إيديها لوجهه بمقاطعة قبل لا يكمّل أكثر : إنت كذا ؟
كان وده يهز راسه بالنفي لكنه ما قوى يسوي أي فعل وهي قدامه وتسأله بهالشكل ، وده ينفي يقول لها إنه مو كذا لكن ما بيقدر وهو يحس بسوء العالم كله فيه ، سكنت ملامحها بهدوء فقط ورجفت إيدها لكنها ما وضّحت له ، ما وضّحت وهي تتحسس وجهه ، عوارضه ، جبينه ، حواجبه ، وشفايفه يلي ما عادت تقوى النطق وهزت راسها بزين فقط : نرجع لسيارتنا
هز راسه بالنفي ، وما يدري كيف تشكّلت حروفه تسألها سؤال وحيد فقط : لو تلطّخت يديني دم ، بتتركين ؟
هزت راسها بالنفي بذهول ، وما تدري ليه رجعت تضمه فقط بدون مقدمات وإبتسمت بهمس : بصافح يدينك ..
ما كان منه جواب ، ولا كان منها إبتعاد لأنها تعرف شعوره ، تعرف إنه مو متدمر من كلامهم ، ولا متدمر من نفسه ولا من شيء آخر لكن هي تدمّره ، هي يحاول يخفي عنها كل هالأشياء ولهالسبب يتدمر بكل مرة يعصّب فيها لأنها تعرف عنه أشياء يبي يبعدها عنها ، هي ما تسأله عن شيء ، الفترة الماضية كلها ما تسأله عن غيابه ولا عن حاله ولا وش يسوي لكن هم يـوصلهم خبر وينرفزونه ، يذبحونه بالعصبية يلي تتركه يصير شفاف قدامها وما يبي يجاوبها لأنه صار الوحش والسيء والمجرم والمجنون برواية الكل ، ما يبي يصير بهالأوصاف بروايتها ، يبي يصير تركي وبس تركي بدون ألقاب ، بدون سيئات وبدون محاسن بس تركي ..

القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن