البارت 82

25.4K 267 17
                                    

« بيـت تركـي »
شدت على نفسها وحيلها لجل تقدر تنزل عبايتها بنفسها ، وتقدر تصحصح لو شوي لجل ما يهوّن لأن ما منه ردة فعل أبداً طول الطريق يتأكد لو هي مرتاحة أو لا لكنه ما جاب لعذبي طاري أبداً ، جلست على الكنبة وهي ميتة ترقب تتنتظره ، وميّته تعب لكن لهفتها أكبر وطوّل بالمطبخ : تركـي
طلع بعد دقائق وهو يترك الأكل قدامها ، وسكنت ملامحها لثواني من جلس : ليش تجلس ؟ ما بتجيبه
هز راسه بالنفي بهدوء : ما بتركك هنا أنا ، خلصي ثم بقول لهم يجيبونه
ما قدرت تجادله وهي تتعدل ، ومد إيده بهدوء للطاولة يلي كانت بعيدة عنها شوي يسحبها يمّها يقربها ، كان يناظرها وهو يحس فيها إختلاف ما قدر يفهمه للحين لكن دامها صحيت ، كل شيء يتعدل وينفهم بعدها ..
قامت وهي تناظره لثواني : بتكلمهم ؟
هز راسه بإيه وهو يتصل على تميم ، وإرتاحت وهي تتوجه للمغسلة تغسل يديها ، وجهها وتحاول تصحصح أكثر وأكثر عشانه ، تحاول ما يغلبها صداعها وإرتياحها كله من إبتسامة الدكتور يلي طمنها هي وطمّن تركي نفسه إن كل الأمور بتكون بالسليم وإن الصداع طالما إنه خفيف ما بيطول معاها ، يومين بالكثير ويختفي تماماً ..
رجعت تجلس بمكانها وهي تشوف الباب مفتوح وعرفت إنه خرج للخارج ، وسكنت ملامحها كلها من صوت البكي يلي تسمعه ، رجف كل قلبها وكيانها وهي ودها توقف لكن ما تدري ليه ما تطاوعها رجولها بهاللحظة ..
دخل تركـي وهو شايله بيدينه ، وسكّر باب بيته خلفه وهو يشوف ملامحها يلي تشّع من الإحمرار ، يدها يلي ترجف على طرف الكنب وكمل خُطاه لناحيتها وإبتسم بهدوء وهو ينحني لناحيتها : تشيلينه ؟
هزت راسها بإيه رغم إرتجاف يديها ، وتركه بحضنها وهو يجلس بجنبها وقلبه يرجف بوسط ضلوعه من ملامحها يلي ما يخف إحمرارها ، من رجفة شفايفها يلي تعضّها بكل قوتها ومن رجفة جسدها وكيانها كله لأنها تكتم بكاها لكن ما قدرت تكتم دموعها يلي ما وقف إنهمارها وكيف توقف وهي تضم قطعة منها بيديها ، كيف توقف وهي كانت بصراع مؤلم عن كل شيء ووجع إبتعادها عنه ، وجع الثلاث أسابيع بدونها وضحكت وسط دموعها من فتح عيونه يناظرها ، لفت أنظارها لتركي يلي حتى هو ملامحه إختلفت وشعوره صار أعظم لأنها هي تشيله الحين ، قبّل كتفها وهو يسند رجفة يديها وما يقدر يوصف فرحته ولا فرحتها ، ما قال لهم عن صحيتها لأنه متأكد إنهم نايمين ولا وده يأرقّهم بهالليل وهو يبيها ترتاح ، قال لتميم يجيبه له لأنه يبيه وبالفعل جابه له مع رياض ومشى ، أخذ نفس من أعماقه وهو يناظرها ، وإبتسمت وهي تتأمله ولفت أنظارها لتركي : يشبهك

ما طال عدم إخباره لهم لكن رسل لهم الخبر بالصباح وهو يتأملها ، كانت نايمة على السرير وعذبي على سريره وما خفّت دهشتها منه ، ولا خّفت فرحته هو وهي بساعات صحوتها البسيطة رجّعت فيه كل إبتسامة وكل ضحكة بكل وقت ، تركته يبتسم بدون شعور لأنها بجنبه وللآن يبتسم بدون شعور وكيف ما يبتسم وهو يشوفها ، ويشوف ولده كلهم بخير وقدامه ، كانت فترة صعبة ومن أصعب ما يكون لكن الحين كلها تهون دامها صحيت ، وعلى دهشتها بعذبي الصغيّر يتوقع إنها بتتحسن أكثر وأكثر بوقت بسيط بس لو ترتاح ، وده ينام الحين لكن ما توسعه أرض ولا سماء من فرحته فيهم ، ومن خوفه يصحى ويزعجها وتصحى له ما تنام لكنه إستسلم للنوم بالنهاية ، ولو بكى عذبي الأكيد إنه بيصحى له معاها ..
_
« بيـت سلطـان »
كانت دموعهم تسابق ضحكاتهم هالمرة من الشعور العظيم والمُهيب والمُريح يلي إرتمى بدواخلهم ، إنها عادت لوعيها بالسلامة ومرّت الصدمة عليها ما ضرت والأكيد إنها فيها خير خفيّ عليهم ما يشوفونه ، ودهم يزورونها كلهم لكن بنفس الوقت يصبّرون نفسهم بكل قوة وقدرة لجل تلملم نفسها وترتاح وتستقرّ قبل كل شيء ، ضحكت بهية وهي تضم سيف : وش قلنا حنّا ؟ قلنا الله كبير وسلافنا بتقوم بالسلامة شفت الحين ؟
إبتسم وهو يركض لأبوه ، وهالمرة كانت البهجة ماهي لجل عذبي الصغير لكن كانت بدواخلهم كلهم حتى محسن يلي ما سمحت له الفرصة والندم والخوف إنه يشوف حفيده إلا مرة وحدة وقت كان بالمستشفى ثم صار يرد خطاه عنه لأنه ما يتحمل يشوفه بدون أمه وما يتحمل شعور إن سلاف غير موجودة وتمر بشيء ما يعلمه إلا الله ..
وقت وصل الخبر لمحسن رجّفه كله لدرجة إنه نسى عكازه ونسى نفسه يدور سواقه لجل يتوجه لبيت سلطان ويلاقيهم وبالفعل ، الحين جالس بينهم وينتظر الوقت يلي يقررون فيه يشوفونها لأنه وده يشوفها ، لأنه ذاق المُر والويل بفكرة إنها تغيّب عن عالمهم وخوفه يصير حقيقة ولا وده يضيّع فرص ، لو تركي ما يتقبله هي أعلنت له القبول وما بيضيّعها من يديه ..
كانت هالصالة تضمهم كلهم يفكرون وش يسوون ومتى يكون الوقت المناسب لجل يزورونها وتصير إحتفالاتهم أكبر وأكبر فيها ، إبتسم محسن هالمرة بنفسه وهو يسمع حواراتهم كلهم من ولده سلطان ، لحفيده سيف الأصغر وكل ناس يهرجون بشيء وتخالط أصواتهم يسبب ضجة لكنها تسعده ويتمنى تدوم وما تنقطع ..
إبتسمت جهيّر وهي تترك جوالها : جميلة بتروح يمهم ، تقول بتساعد سلاف والولد وتشوف لو يحتاجون شيء
هزت بهية راسها بإيه : إيه زين ترتاح البنت شوي ..
إبتسمت وجد من جاء تميم خلفها ونبهها على وجوده بإيده يلي تلعب بطرف تيشيرتها : الحين صرتي بخير؟

القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن