ما تكلمت بكلمـة من تعداها ودخل للداخل ، وأخذ نفس من أعماقه وهو يتأمل البيت : تركـي نادوه آل عامر يعني ، كنت أنتظره يجيني عاصف بس عرف إن مالي علاقة بسرعة ..
سلاف بسخرية : مالك علاقة بهالموضوع بس تقدر تمنعه ، ما تحاول لجله طبعاً ..
جلس على الكنبة بجنبه وهو يتأمل الصورة يلي طاحت أنظاره عليها ، وضحك لثواني وهو يناظرها : تعرفين وش الحكاية وراء هالصورة ؟ وش صار قبلها ووش كان بعدها؟
هزت راسها بالنفي بهدوء وهي تجلس : ما أعرف ، ولو ودي أعرف بتكون معرفتي من تركي ماهي منك ..
ميّل شفايفه بتعجب لوهلة : تركي يقولك كل شيء ؟
ما ردت عليها ، وأخذ نفس بهدوء وهو يهز راسه بزين : يمكن تسألين وش غايتي من هالجيّة بس بقولك شيء وأشياء دام ودك ترسمين دربك معاه لحالك ، من حقك علي كحفيدة ، وكبنت لي طول السنين الماضية وكسُلاف إنك تعرفين وش كان ماضي حياتك معه ، ووش بيكون مستقبلك لو إستمريتي معه ..
ما تكلمت تنتظر منه حكي ، وبالفعل إسترسل بحواره بكل هدوء : تركي من صغره كان له نظر عندك ، كنتي تستفزينه بكل حركة تسوينها وإنك الوحيدة من بدهم كلهم ما تهابينه ، بهالصورة كنتي واقفة تكلميني غصباً عنه وعن إنه قال لك ما يبيك بالمجلس ولا لك مكان فيه وهو مليان رجال ، كنتي تطلبيني شيء لكنّي ما لبيته لك ، جيتك على آخر الوقت قلتلك يابنيّه نسيت ، قلتي لي تركي جابه لي ..
وقت سألته ليه ياولد وإنت تعاديها ، قال لجل ما تقرب لمجلس الرجال وتكسر كلمتي لأن مالي صبر عليها ..
سلاف بسخرية : وهالموقف المفروض إنه وش يسوي بنظرتي لتركي يعني ؟
هز راسه بالنفي : نظرتك لتركي إنِت أدرى بها ، أنا أقولك عن السنين الماضية .. مرت سنين على هالموقف وكنتي معي وغرورك يتعدانا كلنا بكل موقف يستدعي منك الغرور ، كان تركي دايم مثل الظل ماهو حولك ويمكن حتى معرفتك فيه من الطفولة لوقت الحادث قليلة وما عرفتيه إلا بالشهور القليلة من قبل الحادث .. كان بكل موقف يقولك إنه بيكسر غرورك ، وإنك عاجلاً أم آجلاً بتكونين معاه وله وكان ردك له بعيد عن شواربه ..
لحد ما جاء لي بعد السجن وضغط عليّ بإنه بيدخلني السجن مثل ما دخلته ، كان الضياع لأهلنا بهالشكل يابنتي وكان يقدر وبكل سهولة يرميني ولا يسأل عني لكنه قرر يكسرني بالأكثر ، قال لي سلاف أو سجنك ..
ضحكت بذهول لكنه هز راسه بالنفي مباشرة : لا تتوقعين إني رميتك له وإخترت نجاتي ، كان قرارك رغم كل شيء وحتى وقت حاولت أمنعك عنه ما وافقتيني ..
سلاف بذهول : يعني إنت شايف إني قررت قرار بكيفي مو عشان أحميك من شيء ما نبيه كلنا ؟ تعرف بعداواتك وتعرف باللي ينتظرونك تطيح لجل يفرقونا أكثر لكنك لحد هاللحظة ما تشوف إني وافقت عشانك ! بعدت عني سنة وأكثر حتى تبرير ما كان يوصلني منك ولا أدنى عذر ممكن أقوله عنك ! ..هز راسه بزين بهدوء : إكرهيني وقاطعيني لو ودك لكن لا تغضّين الطرف عن شيء واقع وحقيقة من وإنتم صغار لين الموافقة وكلنا ندري إن تركي وده يقهرك فيني ، ووده يكسر غرورك وظهرك ما له غاية غيرها ..
هزت راسها بالنفي بعدم إستيعاب لكلامه : يعني إنت وش غايتك الحين ؟ إني أبعد عنه وأتركه ؟
هز راسه بالنفي : لو كانت هذي غايتي ما بتسوينها يابنتي ، لا تعلميني فيك .. هالمرة مالي غاية غير إني أقولك يلي عندي وذمتي تصير خالية من هم إنك معاه وباقية معاه لجلي ولجل الموافقة الأولى ، إذكري إني كنت أعدك رأس مال ما يعطى سفيه لكنك وقفتي ضدي وإخترتي السفيه وإنتِ أدرى بنواياه .
خرج من عندها بعد ما سبب لها صدمة ما تُقارن بأي صدمة ممكن تواجهها بهالفترة ، بما إن ماله غاية ليه يحاول يشوّه صورة تركي قدامها وليه جالس يقولها لها هالأشياء كلها ويبيّن لها إنها مجرد إتفاق بينهم وهي قد قالت له ولتركي لا بعمرهم يظنون إنها سلعة وقضية إنتقام بينهم ، كلامه عن تركي وعن إن كل هوسه فيها لجل يكسر غرورها وكل كلمة قالها وترت داخلها حتى لو ما كان ودها تصدقها لكنها بموقف ما يعرف الحقيقة وين ممكن تكون ..
_
رجعت لواقعها وهي تجفف شعرها المبلول وكل تفكيرها من وقت صحيت لحد هاللحظة عن محسن وحواره معاها وتركي وتصرفاته الأخيرة ، كانت بالأمس تتمنى منه ينكر كونها مجرد إتفاق وإن ما وده يكسر غرورها لكن كلامه كله كان العكس ، بكل سهولة قال إنها غاية ، وكل غاية وراها هدف ماهي غاية لجل ذاتها وكانت غاياته واضحة ، وقوفها جنبه ، وغرورها يلي ما يكون معه ..
تغيرت ملامحها من سمعت صوته يحاكي بالصالة بالأسفل ، وتوجهت لناحية الدرج لجل تلمحه لأن نبرته كانت نبرة شخص وده ينام لكن يقاوم بشكل غير طبيعي ، يثقل صوته بين الكلمة والثانية وتو تنتبه من ملامحه إنه من وقت رجوعهم الكويت لحد هاللحظة ما غفت عينه من هول الأحداث عليه وتواليها ..
سكر جواله وهو يرميه بالجهة الأخرى ، وتمدد عالكنبة وهو يغمض عيونه وداخله يغلي من كل الإتجاهات ، كان يحس بنظراتها عليه من الأعلى لكنه ما فتح عينه أبداً لأن قلبه رغم حضنه لها بالأمس شايل عليها ، كثير مو شوي
أنت تقرأ
القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامها
Romanceروايه الكاتبه ريم الاوطان حسابها بالانستقرام @rwaiah99_