البارت 62

23.9K 298 304
                                    

رفع تركي حواجبه وهو يناظرها بهمس : لا صرت ضدك وقلت لك زيّه ، بتسمحين لي أفوز يعني ؟
إبتسمت وهي تميّل شفايفها : لا ، لأني أنا بقول لك زيّه لا صرت ضدي ، بتحاربني ؟
هز راسه بالنفي وهو يخفي إبتسامته ، ويشتت أنظاره للشوارع : لا غدا خصمك حبيبك لا تحارب !
إبتسمت وهي طول الطريق تتأمله ، تعرف إنه مو بحاله لكنه يحاول يصير على حاله لجلها ولجل سيف وتلمح هالشيء بعينه قبل كل شيء ، لفت أنظارها لسيف النايم بالخلف وهي تناظره : نام سيف ، نصحيه ينزل ؟
هز راسه بالنفي : خذي قهوتك
أخذت قهوتها وهي تنزل قبله ، وفتح الباب الخلفي وهو يشيل سيف يلي تعب بهاليوم من كثر ما لعب لكنه يقاوم النوم لآخر لحظة وبطريق رجعتهم للبيت نام ولا عاد يقاوم ، إبتسمت وهي تفتح له الباب والغرفة وتركه على سريره لكن سلاف إحتارت لوهلة : ينام لوحده ؟
هز راسه بإيه : ينام لوحده ليه ما ينام لوحده ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، وسكر نص الأنوار بهدوء وهو يتوجه لغرفتهم وإبتسمت سلاف يلي جلست عند سيف لوقت وهي تاخذ نفس لأنه كل ما تشوفه تفكّر برعب الإنفصال ومعاناته ، تعرف إنها ما بتترك سيف ولا أبوه وأمه بيتركونه لكنه يحتاج مكان يكونون الإثنين متواجدين فيه لجله ، أخذت نفس وهي تخلل إيدها بشعره وإبتسمت وهي تخرج من عنده وتسكر الأنوار خلفها ، دخلت غرفتهم وهي تشوفه متكي على السرير بهدوء وإيده تلعب على خاتمه وتركت عبايتها وهي تبدل ملابسها وصعدت على السرير وهي تجلس بجنبه : تركي
رفع أنظاره لها ، وميّلت شفايفها : تسولف معي شوي ؟
هز راسه بزين ، وهزت راسها بالنفي : ما تسكت
أخذ إيدها بحضن إيده : سميّ
ميّلت شفايفها لثواني : كيف عرفت عنهم ؟
رفع حواجبه بتمثيل للإستغراب : عن مين ؟
ناظرته بمعنى لا تراوغني ، وإبتسم وهو يقبّل إيدها : العيون تفضح يا سلافي ، البر وشعور البر يفضحون
ميّلت شفايفها لثواني : كذا عرفت يعني ؟
هز راسه بالنفي بهدوء وهو يغمض عيونه لأنه أكثر شخص يحب بالدنيا كيف ما يحس بحال أي شخص حوله يمره طيف وجزء من شعور الحب : كذا تأكدت
إبتسمت وهي تناظره ، وهزت راسها بالنفي : تركي وش جالس يصير طيب ، ليه أحسك تبدّلت فجأة ؟
ناظرها لثواني ، وميّلت شفايفها بهدوء : تركي
تنهد من أعماقه وهو يقبّل إيدها من جديد ، وما بيقول لها عن الصعب لكن بيقول لها عن شعوره : إن سيف عندنا له شعور يا سلاف ، عذبي وقت جاء سيف يبوس راسي قال وينه سمييّ يا تركي
ترددت لثانية وهي تناظره ، وكانت بتنطق لكنه قاطعها : لا تخافين ، ما بجبرك على شيء ولا أقـدر
سكنت ملامحها لثواني " ولا أقدر " ، لكنه كمّل بهدوء : حياتي ما بعد صارت صافية يا سلاف ولا أعصابي .. ولدي وبنتي لا جوّ حقهم حياة من أصفى ما يكون ، مثل حق أمهم لكنّي الحين مقدر أبني أمل بدنيا تتشمت بيّ بالجنون والإجرام ، إنتِ وعيالي لا جو ما بتشوفوني كذا لا تقولين لي ، لكن بتسمعون هالحكي عني ووقت تسمعونه ، وقت يتأثرون منه أعصابي بتبقى باردة ؟

هزت راسها بالنفي وهي تناظره ، وتجمعت الدموع بمحاجرها مباشرة : بس تركـي
هز راسه بالنفي بهدوء وهو يرفع إيده لشفايفها : كذا وما يحتاج بس يا عين تركي ، بينحل كل شيء قريب
ناظرته لثواني ، وإنحنى لشفايفها بهدوء لكن صد مباشرة من سيف يلي كان واقف عند الباب وهو يعض شفايفه وقامت سلاف بتوتر : سيف ما نمت ؟
هز راسه بالنفي وهو يضم بطانيته : عادي أنام عندكم ؟
هزت راسها بزين مباشرة ، وقام تركي لصوت جواله ورفع حواجبه من الإستدعاء الغريب يلي وصله والإسم المُهيب يلي يستدعيه وآخر جملة كانت " الحين تجي " وميّل شفايفه وهو يبتعد وأخذ ثوبه وأغراضه وهو ينزل للأسفل لمكتبه وأخذ الملف وهو يخرج من بيته وما لحقت سلاف تقول له كلمة أساساً ولا لحقت تشوفه لأنه فعلياً كان مستعجل ولا وده يضيّع هاللقاء ..
_
« بيـت محـسـن »
دخلت المطبخ ولازال تفكيرها باليوم ، والرعب يلي سببه لها تركي وما تنكر إنها لأول مرة تحس بالخوف لهالدرجة ، لأول مرة تحس إن نظرات تركي تكشف قلبها كله مو بس تشوف ملامحها ولأول مرة تحس إن فعلاً بداخلها شعور لسعود وإلا ما كان دق قلبها بهالشكل من سؤال تركي ، ماكان توترت بهالشكل وما عادت تعرف أرضها من سماها ، فزت برعب من الصوت يلي خلفها : تستهبل !
سعود بهدوء : ما أستهبل ، بتهجدين الحين أكلمك ؟
هزت راسها بالنفي بغضب وهي تصد عنه ، وتملّكها الخوف لثواني : سعود تركي قال لك شيء ؟
هز راسه بإيه وهو يناظرها ، وبردت ملامحها بذهول وهي تسحب الكرسي وتجلس : إنت كيف حي للحين قدامي ؟
إبتسم بهدوء : رحمة الله ، بس الله العالم إني ما بطول حيّ لأنه قال لي خلّك ذيب ياسعود ، قصده هاليومين
رفعت حواجبها بعدم فهم وتوتر : خلك ذيب ؟
هز راسه بإيه وهو يناظرها بهدوء : يعني دق الباب
تغيّرت ملامحها مباشرة لأنه ما مهّد لها الموضوع ، وتلّونت بكل الألوان وهي تناظره وشتت أنظاره مباشرة : لتيـن
سكنت ملامحها لوهلة وهي تحاول تستوعب ، وتحس بمغص غير طبيعي بكل خلاياها قبل لا يكمّل وما إستوعبت شيء لكنها تذكرت إنه بالكوفي قال لها "حبيبتي " ولهالسبب ضرب مخها : قلتلي حبيبتي ؟

القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن