البارت التاسع

38.9K 414 72
                                    

سكتت لثواني ، ورجع يشد على إيدها وهو يوقف : ما يهمّني شعورك تجاهي ولا يهمّني غرورك إذا كان الموضوع بيمسّك ومن محسن ، كوني بجنبي وصارحيني خذيني على إني أي شخص لو ودك بس لا تخبيّن علي سوايا محسن ونواياه أبد ، ما ودي تذوقين المُر ..
ما تكلمت لوهلة من نظراته تجاهها ، وتركت إيدها من إيده وهي تشتت أنظارها بعيد وتبعد عن مكتبـه : ومحسن بيذوّقني مر أكثر من هالشيء ؟
هز راسـه بالنفي وهو يجمع أوراقه : بما إني جنبك يخسي بس لا تراوغيني بشيء لجل ما نندم جميع ..
سكتت وهي تمسح على جبينها بعدم معرفة هي وشلون تتصرف بهالوقت ، تحاول تحل كل هالتعقيدات لوحدها أو تبقـى بجنب تركي يلي الواضح إنه بيحل كل هالأشياء لأنها من تخصصه وما بيقدر يساعدها شخص مثله ، أخذت نفس بخفيف وهي ترمي نفسها عالكنبـة وزفّرت من أعماق قلبها : تركـي
ترك أوراقه وجواله على المكتب وهو يناظرها : لبيـه
عدلت جلستها بهدوء : ليـه تهتم هالقد بمحسن وحركاته لي الحين وليـه جالس تحلها وهي أساساً لي ومشكلتي ..
توجت لناحيتها وهو يجلس عالطاولة يلي قدام الكنبة عندها ، وميّل شفايفه رغم عدم رغبته بكشف هالموضوع الحين قدامها : تـوثقين ؟
هزت راسها بإيه بهدوء : لو ما كنت أوثق ما جلست بس لا تتأمل كثير .
ضحك وهو يسايرها بموضوع " لا تتأمل كثير " : ودامك توثقين ودي أقولك طال عمرك شيء يمسّك يعني يمسّني معاك دامك زوجتي ، عموماً الموضوع ومافيه أتوقع إنك فهمتيه وعرفتي رغبة محسن لكن ما بتروحين الشركة لحالك ، بكون معك بس توصل رخصتي جهّزي نفسك ..
رفعت حواجبها لثواني بإستغراب : رخصـتك ؟
هز راسه بإيه بهدوء : بتكون مثل الصدمة لجدك العزيز بما إنه توقّع إني ما عدت مُحامي ممارس ، رجّعت الرخصة من وقت بس ما عنده خبر .
سكتت لوهلة وسرعان ما هزت راسها بالنفي : هذا يلي يقصده صاحبك بـلا تكشف له ، قصده على الرخصة وإنك تقدر تجيه بالقانون يلي هو يتوقعك ما عاد تقدر تجيه منه ..
إبتسم بسخرية : حتى ذكائك غريب
هزت راسها بالنفي مباشرة : وتضيع ونخسرك هذا كان قصده لو جدي شافك ، لا ما بتجي معي وبحل هالموضوع لوحدي
رفع حواجبه بإستغراب وهو يتوجه لباب المكتب : ما أذكر إني شاورتك بهالموضوع ، جهّزي نفسك 

« عنـد عذبي ونيّـارا »
كـانت طول الطريق ساكتة وتحاول تعدل جـدولها ونظامها وعذبي طول الطريق كان يقفل من مُكالمة ويدخل بغيرها ، رفعت حواجبها بإستغراب من توجههم لطريق المزرعة : ليـه المزرعة ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو يمد لها جـواله ورسالة جده له " العمال بالمزرعة خذ بنت عمك نيّـارا وروح لمّهم وخلها تشوف الشغل " ، رفعت حواجبها بإستغراب : هو الموضوع غريب وإلا أنا أشوفه كذا ؟
هز راسه بإيه وهو يقفل جواله : غريب لأن جدك بباله شيء وماهو صاحي صدقيني ، وده يشبك شيء ووده يسوي شيء بس ماهو عارف الطريقـة ..
رفعت حواجبها لثواني بتردد : ووش دخلني بهذا كله ؟
عذبي بهدوء : دخّلك معي طال عمرك ، جدك بباله شيء من زمان لو تذكرينـه وأتوقع إنه طرى عليه الحين بعد زواج تركي ..
رفعت حواجبها بإستغراب وسرعان ما بردت ملامحها من الموقف يلي جاء ببالها ويلي ما تتوقع لو واحد بالميّة إنه يكون ببال محسن لكن الأكيد إنه هو ، بوقت طفولتهم صار بينها وبين عذبي موقف ترك محسن يحدد مصيرهم مع بعض رغم كره عذبي الشديد لنيّارا بذاك الوقت وحبه المبالغ فيه لبنت خـالته ، ما إستوعبت شيء من رجعت فيها ذاكرتها للموقف نفس ورجعت تقارن الموقف يلي صار بالكويت وكلهم مُتشابهين بالسبب وكلهم كانوا بسبب غيرة غريبة يعتبرها عذبي غيرة رجال على بنت عمه وهي تشوف العكس تماماً ، بطفولتهم كانت أغلب وقتها مع ولد جيـرانهم يلي يكون عدو لعذبي بذاك الوقت وصارت بينهم هوشة ممكن ما تتُوقع بين أطفال لكن عذبي وقتها ما كان طفل ، كان يعرف إنه هالولد يحب نيّـارا ولهالسبب كان يشوف أي قرب لهالولد منها يعتبر تهديد لوجوده بحياتها ليـه ما يدري ، كان ينتظر الزلة أو مسكة يد لجل يتسبب بألف شيء وإنتهى فيهم إن هالولد ما عاد يقرب نيّـارا ولا يفكر لأن عذبي وراها مثل ظلها وما يكون هادي معاه أبداً ..
لفت أنظارها له من إنتبهت إنه نزل ، ونزلت خلفه من مر من جنب بابها وهو يفتحه : خليك حولي ولا تتكلمين .
رفعت حواجبها بإستغراب وهي تعدل عبايتها ، ومشيت بجنبـه : عـذبي وش جالس يصير ؟
لف لناحيتها لثواني وهو ما وده يتكلم لأنه يعرف بنيّـة جده وإنه يربط نيّارا فيه سواءً برضاه أو بعدمه وهز راسه بالنفي : ما بيصير إلا كل خير ، روحي إجلسي داخل بخلص هالشغلة أنا وإذا إتصل عليك جدك لا تردين .
رفعت حواجبها بإستغراب وتوجه عذبي للعمال ونيّـارا للداخل ، أخذت نفس بإستغراب وهي تتصل على وجد وعصّبت مباشرة إنها نايمة : وجد أحد ينام بهالوقت ؟
فتحت عيونها وهي تاخذ نفس : صباح الخير بالأول
أخذت نفس عميق وهي تشتت أنظارها بعيد : صباح النور وجد صحصحي وركزي معي شوي الله يخليك

القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن