تعالت ضحكاتهم من إبتسم ، وإبتسمت سلاف بتذكر : تذكر وقت قلت نسطّر أمانينا له وقت يولد ؟ أحس هالوقت الحين مناسب صح ما تأخرنا وإلا ؟
ضحك لثواني وهي قد قالت له لازم تجمعهم جلسة مع عذبي قبل لا يصير كبير ، يقولون وش أُمنياتهم له بالمستقبل ووش ودهم يصير وقت يكبر ..
ميّل شفايفه لثواني بتفكير ، وتكت سلاف تنتظر منه النطق وبالفعل نطق بأُمنيته مباشرة : أبيه يصير كاتب !
ميّلت شفايفها لثواني بإعجاب من نطقه ، وإنه إختار شيء مُغاير تماما عن كل توقعاتها : كاتب ؟
هز راسه بإيه : مو كاتب عادي ، كاتب تنشهد له بعظمة حروفه وإنه يكتب الشيء يلي ما يقدر غيره ينطقه ، أبيه يصير لسان نفسه ، تختلف أبجديته عن باقي الأبجديات ووقت تُقرأ حروفه ما تصير مثل باقي حروف العرب ، تصير حروف تخصّه يشوفون إسمه بينها ، أبيه عظيم كذا
ناظرته بإعجاب لثواني : ليش كاتب طيب ؟ توقعتك تقول مُحامي طيّار مهندس أو دكتور مثلاً يعني شيء غير
هز راسه بالنفي وهو يوقف يطلع كتاب من الأدراج : تذكرين هالكتاب ؟ أخذته وقت كنتي تدورين الكتب ومن فترة طويلة ما قد شدني كتاب من عنوانه ، هالكتاب شدني إسم كاتبه ماهو إسم عنوانه وتدرين وش حكايته ؟ هالكاتب يروي نفسه بين السطور ، يقدّر كل حرف يخطه ويوزن كل شيء يقوله ، شيّد لنفسه مملكة جمل وحروف هو سيّدها وهو رئيسها وهو ملكها ، متخيلة ؟
إبتسمت لثواني وهي تتأمل عذبي يلي متمدد ويحرك رجليه ويديه بحرية ويبتسم للألعاب المعلقة فوق مستوى نظره على سريره : تدري لو صار عذبي كاتب وش ودي يكتب ؟ أول حكاية ؟ حكاية شخص من أعظم ما يكون بحياته هو ، وبحياتي أنا طبعاً ، حكاية الشخص يلي ينادونه الشيّخ يلي يهد الجموع ، الشخص العظيم يلي أنا وياك نعرف حكايته الحين ما يتعزوى بأحد ، يتعزوى بنفسه وبس ..
ضحك تركي من عذبي يلي يناظره ويبتسم له ، وضحكت سلاف بعبط : ويفهم ماما مين تقصد كمان ! نحافظ على غرورنا يامامي ما نلف كذا ونقول ترانا نقصدك يا بابا !
ميّل تركي شفايفه بغرور وهو يجلس : ما يحتاج يبتسم كلنا ندري يا سلافي ، كلنا ندري من يكون هالشخص ..
هزت سلاف راسها بالنفي وهي تاخذ عذبي من سريره لحضنها وتعاتبه بهمس : تفضحنا ويصيبه الغرور علينا بعدين ! يقول إنتهت أشعاري وهو باقي عنده أشعار أعذب ، يصيبه الغرور علينا ياماما !
ضحك تركي وهو يسمعها بس ما منه رد ، وإبتسمت بخفيف وهي تشوفه يتثاوب : صار وقت الغفوة يعني ؟
إبتسم تركي وهو يسمع صوت جواله يرن : نوميه وتعالي
هزت راسها بزين ، وطلع تركي وهي فجّرت قلبه الحين بكلامها يلي عجّز كل حروفه ، إبتسمت سـلاف بعد دقائق من نوم عذبي وهي ترجعه بسريره ، وتشغل الجهاز لجل يسمعونه لو بكى ويرجعون له ، كانت بتطلع لكنها تذكرت كتابها ورجعت تاخذه وترجع أنظارها لعذبي بهمس وإبتسمت : ولو صرت كاتب مثل ما يقول أبوك ، ودي تسّطر هالحكاية العظيمة المليانة غرور ، ما ودي يسطّرها غيرك لأن محد بيفهمنا مثل ولدنا ، محد فهم حكايتنا لليوم وما بيفهمونها ..إبتسمت له وهي تناظره لثواني ، وبكل مرة تكون هي وتركي معاه تكمل الصورة بشكل لذيذ بعقلها وخيالها ، كل مرة تصير إيدها بإيده وإيد عذبي النتفة بينهم تحس قلبها يطير من محله لسابع سماوات الفرح ثم يرحمها ويرجع ، ما تقدر توصف الشعور يلي تحس فيه ولا بتجرب أصلاً وهمست له أكثر : يمكن حروفك تصير عظيمة ، أعظم من منطوقي وتوصف شعوري له دام هو عنده الأشعار وأنا ما عندي إلا الغرور فيه ..
نزلت لتركي يلي كان جالس على كراسي جلستهم الخارجية ، تركت الجهاز الآخر على الطاولة وسحب جاكيتها من الكرسي يلي جنبه : تعالي ..
لبست جاكيتها وهي تجلس بحضنه ، ورفع حواجبه من الكتاب يلي بإيدها وهو يفتح صفحاته ، إبتسمت لثواني وهي تناظره لثانية وحدة وترجع أنظارها للمدى وقررت تصارحه بهدوء : تذكرت كل شيء ..
سكنت ملامحه لوهلة وهو يناظرها بعدم فهم ، وتغيّرت ملامحه مباشرة وهو يتعدل وضمت إيده خصرها أكثر : شلون ؟ ليش ما قلتي
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، وتنهّدت من أعماقها : ما جيت لي هيّن ، من البداية ما كنت هيّن كنت مغرور ، كنت عصبي ، وكنت بُركان ما كنت أفهمك ، كنت مُهيمن
سكنت ملامحه لثواني ، وكمّلت سلاف وهي تشبك يديها : تذكرت ليش وافقت من البداية أنا بس بعيد عن هذا كله ، قلت لي بتكرهيني وبتـ
هز راسه بالنفي مباشرة بمقاطعة : بتكرهيني فعلاً لأن
هزت راسها بالنفي بتوتر : تركي بكمل ، بس بكمل شوي
هز راسه بالنفي وهو ما وده يسمع ، وسكنت ملامحه من شّبكت يديها لوقت طويل لكنها تركتها وهي تمد إيدها للكتاب ، لأحد صفحاته وجملها الواضحة بالحير وهمست : تذكرت ليه كتبت نتبادل سواليف المحبة ، إنت قلتها لي وقت مديت لك العصير لأول مرة ، قلت تبادليني العصير اليوم ومستقبلنا تبادليني شيء ثاني ، ضحكت وقتها ، قلت لك وش ممكن أبادلك بالمستقبل يلي تشوفه بأحلامك بس ، قلت بيصير واقع ، وبتبادليني سواليف المحبة ، أنا وإنتِ وثالثنا الثريا ..
رجف قلبه وهو ما غابت ذاكرته يوم ولا نسى أفعاله وكانت كل أُمنياته هي تتذكر ما يدري ليش يحس بهالخوف الحين ، الخوف والحب الأشد من كلامها ، من منطوقها من حركات جسدها بحضنه مره تتأمل الكتاب ، ومره تناظره ، ومره تمد أنظارها للسماء
أنت تقرأ
القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامها
Romanceروايه الكاتبه ريم الاوطان حسابها بالانستقرام @rwaiah99_