'" حياة تركي كانت ولازالت على المحك ، وحتى جده " ..
كانت هالجملة قاسية بشكل غير طبيعي على مسامعها ، وكمّل هالشخص كلامه وبكل حرف يقوله كان يرجّف سلاف ويرعبها أكثر ..
" تركي تغيّر رأيه بسببي ، ووقف ضد جده وقال للقاضي لا هالقضية فيها لعب ووراها مؤمرات ولا بحامي عنها .. كان يقدر يخارج نفسه ويطلع منها هو وجده سليم وبربح بعد ماهو بخسارة لكنه إختار الشرف والحق ولجل هالإختيار منه ، سجنه جده بكلمة وحدة وقت قال تتبلى عليّ وعلى نيتي قدام القاضي وقرر يسجنه لأنه شاف إنهم متزعزين بالقضية وكان الغلط على تركي وخيانته لجده ووقوفه ضد موكله وهذا من المحظورات بالقضاء لإنه يبدي معونة لخصم جده ويعطيهم إستشارة وتوالت الأمور بعد الحادثة لحد ما وافق محسن على رأي كامل ال يوسف بإنه يسجن تركي فترة .. وكمّل عليه ضاري آل ضاري لأنه كان بيكشفه ويكشف مؤمراته .. تركي وقت السجن كان يراجع دكتور إسمه سلمان آل عبدالله ، وتوضّح لي بعدين إن أخته نوال آل عبدالله محامية تشتغل معاه على نفس القضية وبتوجيهات من تركي.. تركي ذكي ، ذكي بطريقة غريبة وحتى بالسجن رغم مضايقات ضاري له إلا إن كانت له قوة ، قوة ما يستهان فيها لدرجة إنه مستحيل يقول كلمة ما تتنفذ ، مستحيل يفكر بشيء ما يتنفذ وتدرين بعد هذا كله وش صار ؟ ضاري ترك لي رسالة طال عمرك ، رسالة يشكرني فيها إني تركت تركي يوقف ضده ويكشف مخططاته ، يشكرني إني بيّنت له إن تركي قوي ما يُستهان فيه وتفكيره مستحيل يكون متوقع ، وإنه يا يكون معاه يا يكون بقبره ..
بس ضاري بهالفترة عرف إن تركي عنده شعور عظيم لبنت عمه يلي هي ذراع محسن من بعد تركي وما أتوقع يسكت عن هالشيء خصوصاً إنها قوة لمحسن وقوة لتركي "
وقّفت كل شيء تسمعه من ذهولها ، وصدمتها وعدم إستيعابها لكل الحوارات يلي سمعتها ، هالشخص وكلامه وكل هالمعلومات مرعبة بالنسبة لها ، مرعبة ولا ودها تكملها أكثر لأن الموضوع صار يميل لها وتعرف إنه بيميل بالشّر مو بالخير ولا ودها ترتعب وتتهور الحين وهي ما حولها لا أبوها ولا جدها ولا تركي ..
رجعت تفتحه من جديد وتكمّله بإنصات لدرجة إنها ما إنتبهت لدخول وجد من كلامه " وقت خرج تركي من السجن كان على خلاف مع جده لجل هالبنيّه ، وأخذها يتزوجها لأنه شاف من جده إخلاف لكل عهدة بينهم وحتى الحكي يلي قاله لتركي من وهو صغيّر إنه دامه يبي سلاف ما بتكون لغيره كان بيخلفه ويوافق على خطبتها من طلال آل عامر ، البنيّه تبيه أصلاً لأن حسب علمي قوية ما تنجبر على شيء ووافقت لأنه حلف يصونها وحلف ما يجبرها على شيء ويلي تبيه بيصير لكن المهم تكون حَرمه ولا أدري بالتفاصيل بينهم .. "_
« الشـرقيـة »
سكـر جواله وهو يتأمل بالبحـر قدامه ، أخذت هالأيام من عمره عمر ، وكبّرته سنين قدام ولا ينكر كونها أثقل عليه من أيام سجنه ..
، يرجع لممرات المحاكم ، يسمع همساتهم إن محسن رجع يعتمده مُحامي بجنبه من أول وجديد رغم إنه خانه مره ووقف ضده ، ظاهر الحكي للناس إن الخيانة كانت من تركي لكن الباطن والحقيقة إن تركي كان مصدوم مثلهم ، مذهول كيف جده يتركه بهالموقف وكيف دارت فيه دنياه من رسالة من خيّال آل ضاري يلي صار يعرفه ويعرف بوجوده وتحركاته " ترى كل هالأمور وهالقضية ضدك وضد مستقبلك لو إنكشفت ، خلفها تهريب سلاح ثقيل لخارج المملكة وعائدات مخدرات وهاك البنود كلها ، إنت تقدر تربح هالقضية صح وتقدر تغني نفسك وجدك لكن شرفك وصيتك وعهدك ياتركي ؟ " ..
أخذ نفس من أعماقه وهو يحرق سيجارته ، ويحرق روحه وتفكيره قبل لا ينفث دخـانها من داخله ، قبل لا يتلاشى هالدخان بالسماء وحوله ، زفّر من أعماقه وهو يتأمل السماء وصدرها ، صدرها الرحب ووسع مداهـا ..
" ياوسع صدر السمـاء ، ليت السمـاء صدري " ، كانت جملته الوحيدة وسط تأملاته ، وبين تنهيداته العميقة
مرّ نصف رمضان بهالبعد والتشتت كله والواضح إن حتى العيد بيمرّ بالمثل عليه ، إحتراقه ماهو عشان هالأشياء كلها لكن الجمر يلي بجوفه كان عدم قدرته إنه يقضّي أول يوم رمضان مع أمه ، ما قدر يوفي بكلمته لتميم ولا قدر يروح يمّها ورغم إنه إعتذر وطال إعتذاره لكن دموعها كانت سيوف تضرب ظهر تركي وحيله ..
زفر من أعماقه وهو كان بيحاكي عذبي ، إلا إنه يدري إن هالوقت دايم يكون يحاكي نيّارا فيه ولا وده يخرب عليه .
تنهد وهو يسمع صوت الأذان للعشاء وتوجه لأقرب مسجد جنبه لأن فوق ظهره جبال ، جبال عظيمة ما يزيحها عنه شيء لكن عنده ثقة كبيرة إن ربّه قادر على جباله ، وعلى كل شيء يهمه ..
_
« بـالريـاض ، بيـت محسـن »
شدت وشاحها وهي تخرج : عذبي لا تستعبط لو سمحت ، متأكد إنك جيت هالمرة ؟
هز راسه بإيه وهو يسكر باب السيارة : ما تقدرين تنتظرين دقايق شدعوه عليك يبه !
ميّلت شفايفها لثواني ، وإبتسمت بخفيف من دخوله وهو يسكر الباب خلفه لكنه ما لمحها : ما بنتظر طال عمرك عشر مرات تقول قرّبت ووصلت وإنت باقي بالطريق !
ضحك وهو يعرف إنها تستعبط عليه ، وتوجه لناحيتها وإبتسمت بخفيف وهي تسكر جوالها وتتركه بجيبها الخلفي : تلاقي مثلي أحد يونّسك طول الطريق من الكويت لهنا ؟ ..
ميّل شفايفه بتعجب : خوش وناسة طول الطريق عذبي فيني النوم عذبي ، تركي يسويها قبلج ويونسّني عدل تـ
ضربت صدره بذهول : تركي يونّسك أكثر مني يعني ؟
أنت تقرأ
القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامها
Romanceروايه الكاتبه ريم الاوطان حسابها بالانستقرام @rwaiah99_