البارت 54

24K 270 32
                                    

ونظراتهم للباب ولهفتهم يلي ترتسم بملامحهم وأولهم جهيّر يلي سابقت دموعها أنفاسها وهي تنتظر دخوله ، شافت السكون الغريب من دخل خلفها ، وعرفت إن كل خواطرهم صابها الكسر من جديد لأنه ما إبتسم ، ما حرك عينه ، ولا نظر فيهم بشكل يعرفونه بإنه يحب ويعرف ويحترم ، ما كان منّه شيء يريحهم ولا كان منه غير النظر البارد لكل شخص فيهم ومع ذلك ، إنهالت الدموع والأحضان لكنه كان كما الصخر ولهالسبب تجمعت الدموع بمحاجرها بشكل رجّف كل جسدها ، رجّف يديها وهي تشوف جهيّر تضمه ، تقبّله ، تبكي تحاول تحاكيه لكنّ ما كان منه كلام ولا كان منه نظر غير رمشه الراجف يلي تنتبه له هي ويحرقها ، كانت الدقايق بين أحضانهم مثل الساعات والدهور عليها مو بس الساعات لأنه ما يحس فيهم ولأنها تحترق من عدم هالإحساس وتندم بكل ثانية رغم إبتهاجهم ورغم حُبهم الواضح من عيونهم وسلامهم وأحضانهم له ، رغم كل شيء إلا إنها ما تحس بشخص فيهم ، ما تشوف شيء منهم ما تشوف غيره وتصرفاته ..
طلع مع العيال وعمامه للمجلس ، ومسحت لتين دموعها وهي تناظر سلاف وترقّبها للباب وإنهزّ كيانها كله لأن ما هان عليها وضع تركي ، والحين ما هان عليها وضع سلاف أكثر ولهالسبب إنسحبت من عندهم مباشرة
_
« مجـلس الرجـال »
شد عذبي على جده مباشرة بهمس : لا تقول له كلمة
هز محسن راسه بإيه وهو يتأمل تركي يلي جالس ويسولفون له لكنه ما يرد ولا يتجاوب معاهم لكنّهم يعرفونه ويعرفون إن حاله ما بيكون هين ولا سهل ولهالسبب قد ما يقدرون ما يحسسونه بغربته عنهم ، ما يحسسونه إنه تغيّر وتغيّرت شخصيته إنما يعاملونه بعاديّة يحتاجها تركي لجل يحس إنه عادي وإن الظروف ما غيّرت بدواخلهم شيء عليه ، أولهم كانوا تميم وعذبي يلي هم أكثر إثنين حريّن ويتنعمون بحريتهم لكن بكل مرة ينسجن تركي أو يُبتلى تنسجن قلوبهم وعقولهم داخل أجسادهم ، يحسون بشعوره لو بالشكل البسيط لكنّهم يفهمونه ولهالسبب يكفيّهم بهالوقت منه رجوعه ما ينتظرون الأكثر ولا يبونه .. قليله يكفيّهم الحين ..
خرج سعود وهو يدندن بخفيف ، ووقفت خطاه وهو يسمع صوتها عند مكانها المعتاد ورفع حواجبه :
تركي ورجع الحمدلله ، ليه جايّه هالمكان ؟
ميّلت شفايفها بتساؤل : يموت الشغف سعود ؟ الحب ؟
رفع حواجبه لثواني وهو يشوف بعينها سؤال صريح ، سؤال أكبر من إنه يجاوبه لأنه ما يدري ، ولا قد فكر بالشغف والحُب كيف يصيرون وكيف ينتهون ، يعرف مشاعر اللحظة ويلي يبني عليها مشاعر وقرارات لكنّه ما يعرف وش معنى يكون الإنسان شغوف ، ما يعرف وش يعني يموت شغفه وحبه وتركت فيه تساؤل رغم إنها ما كانت تدور الإجابة منه ، كان ودها تحكي وبالفعل رفعت أكتافها بتنهيدة : كنت أقول ما بشوف شخص يحب أحد أكثر من نفسه ، بس إنكسرت هالقاعدة عندي وأحتار كثير أحتار ليه مو الكل يشوف مثل ما أنا أشوف ، ليه الأغلب يشوف الشيء الظاهر ويسكت عنده ليه ما يحبون يشوفون كل الخافي والبسيط مثلي ؟

ميّل شفايفه لثواني بعدم معرفة وهو يتكي عالشجرة يلي خلفها ، وكانت هي جالسة تتأمل الأرض وتطرح أسئلة ما عندها لا هي ولا سعود إجابات عليها لكنها ما تقدر تمنع فضولها وش بيصير بالمستقبل ، وش بيكون ووش بيبقى عليه .. هي تترك كل أنواع الحب بكفة وبتركي وسلاف شيء آخر تماماً يجذبها ، يجذبها لأنهم ما يحبون بعض بطريقة عادية ، يحبون بعض بطريقة غير معقولة لدرجة يخبّون هالحب صحيح لكن مو عليها ، مو عليها لأنها اليوم رجعت تتذكر نفس الموقف يلي صار بملكة نيّارا ، وقت أخذ الدفتر وكانت عيونه تدوّرها من بينهم ، وشافت بسلاف اليوم نفس الشيء إبتعدت عنهم ومهما يكلمونها ما تنتبه لهم لأنها تداريه بعينها ، تشوف أحواله وحاله وهالشيء إستقر بفؤاد لتين بشكل غريب ، بشكل مهيب لأنها تسمع من فترة طويلة إحتمالات الإنفصال والهجر والتخلي الواردة بينهم لكن هاليوم قطع شكها تماماً ، تنهّدت من أعماقها وهي تناظر السماء ، وما إستوعبت للحين كونها جالسة ترمي حكي ومعطيات وأفكار له : سعود بتزين ؟
هز راسه بإيه بإبتسامة : بتزين بإذن الله ، وبأسرع وقت وبقولك شيء لكن لا تغترّين به ، تقدرين تخلينها تزين
رفعت حواجبها لثواني وهي تناظره ، وضحكت وهي توقف : أقدر أخليها تزين ؟ شلون يعني ما فهمت ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو ما وده يمدحها أكثر لكن بآخر مجلس كان فيه مع بهيّة ، كانت تمدح بروح لتين قبل كل شيء ، كيف تغيّر جو الكئيب وتراضي الزعلان وتبهج الصغير قبل الكبير وما كان من سعود وقتها الرفض ولا المحارش يلي دائماً بينه وبينها ، كان منه الإقرار والتأكيد على كل كلمة تقولها بهية عنها لكن بداخل قلبه وبينه وبين نفسه ، بهيّة لو شكت أبسط الشك إنه يميل لها أكثر من كونها بنت عمه والسلام ما بتهدأ لحد ما تجمعهم تحت سقف واحد ، وهالشيء بدري عليهم بعين سعود يلي التردد باقي بقلبه كثير لأنه أكثر ما يشوف منها ، إنها تشوفه غير عنهم وعلاقتها معاه غير أكثرها ميانة ومحارش لكن ما تشوفه شخص ممكن تحبه ، كذا نظرته لها ولنظرتها له ..
إنسحب قبل ما يجاوبها إجابة وافية تشرح لها شلون هي تقدر تخليها تزين ، وضربت رجلها بالأرض : سعود !
لف أنظاره لها وهو يهز راسه بالنفي ، ودخل للداخل لكنها ضحكت من إبتسامته بذهول : ويبتسم ! هيّن بس

القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن