« بيـت تركـي »
سكـرت باب غرفتها وإرتخت خلفـه مباشرة من الصداع يلي ينهش أجزاء راسها من قوته ، ما كانت قادرة تلمح شيء قدامها ولا خلفها ولا تدري هي بأي أرض غير إن بداخلها مشاعر مؤذية بشكل غير طبيعي ، بداخلها نيران وفوق النيران غُربـة فضيعة من كل الإتجاهات من وقع هالجلسة عليها ومن الحوار العابر يلي سمعته بين تركـي وسلمـان وإنه بيتخلى عن كل شيء حتى عن إنتقامه من جده ولا عادت له الرغبة يفتح قضايا وينبّش ملفات ورغم تحـذير سلمان له وإن جدّه ممكن يعيد الكرة ويسحب شهادته ويرجع يسجنه كان رده بجملة وحدة فقط " ما عندي شيء أرتجيه من الدنيا " ، كانت نبرته توضح شيء من أعماقه قدر يهزّ قلبها ، توضح لها إنها زادت فيه غربة وزادت فيه كُره لكل شيء ويمكن لها هي بالذات ورغم إن ودها بكرهه وإنه يكمّل حياته بدونها إلا إن ما ودّها الحزن يصيبه بهالشكل ولا تدري ليـه ..
رميت نفسها على سريـرها وما كانت إلا ثواني وحسّت بمحاجرها تحترق من قُو صداعها ، لفت أنظارها تجاه الباب لثواني ورغم تمنيّاتها إنه ما يكون هو يلي فتح الباب إلا إنه كان هو ، كان وقوفـه هادي ونظراته هادئه تميل للجمود وما تعبّر عن أدنى شيء بداخله ، كانت نظرته لها لأول مره ما تزيد عن الثواني وإبتعد يسكّر الباب خلفه ، كان ودها تقوم وتروح له لكنّها عجزت تماماً وما كانت إلا دقايق ونامت ..
،
وبالطرف الآخـر ، دخـل مكتبـه وهو يشعل آخر سيجاره معه وفتح لابتوبـه يحجز لها رحلـة الصباح للكويت رغم إنه كان مقرر يروحون خط سوا لكن تغيّرت رغبته الحين وقرر إنه يوصّلها هي للمطار وهو يروح خط لوحده ، ما يتحمل تكون جنبـه طول وقتهم من الرياض للكويت ولا يتحمل أبداً أي كلمة ممكن تقولها له ، ترك الجوال واللابتوب من إيده وهو يرجع جسده للخلف ووده ياخذ نفس عالأقل يفرغ جزء من اللي يحسه بداخله لكن ماله قدرة أبداً ، شتت أنظاره لبعيـد وهو يستغفر وينتظر يمر الوقت ويتأكد من نفسه وقراراته ..
_
« الصبـاح »
نـزلت للأسفل وهي تعـدل عبايتها وشنطتها ومن أمس لحد هاللحظة ما حكيت معاه كلمة وحدة ولا لمحته كثير على طيفـه أمس وقبل لا تنزل توها شافته ياخذ أغراضها ، أخذت نفس وهي تركـب بجنبه والصمت سيّد الموقف بينهم رغم رغبتها الكثيرة بالكلام لكن إنعدام الرغبة فيه كان واضح لها وكثيـر ، ما طال الوقت لحد وصولهم للمطار ورفع حواجبه قبل نزوله من جوالها يلي يرنّ ، ما نزل رغم فتحته للباب لأن وده يعرف مين هالمُتصل ونزل بعد ما عرف إنها وجد وضحك بسخريه من نفسه إنه يقول ما بيهتم وهو الحين ما نزل إلا وقت عرف هي تحاكي مين ، أخذ أغراضها وهو يتقدم خلفهاوبالفعل كانت دقايق لحد ما خلص كل إجراءات الحجز وتأكد من كل شيء ورجع لعندها ، مد لها بطاقتها وشنطتها الصغيرة وهو يسمع حوارها مع وجد ويلي الواضح إنه أشغلها ومع ذلك ما كانت منه نظرة وحدة لعيونها ، توجهت للداخل وجلست بصالات الإنتظار رغم إستغرابها إنه ما جاء أبداً وإبتسمت بخفيف : ينادون عالرحلة يلا تبين شيء توصين شيء ؟
هزت وجد راسها بالنفي بإبتسامة : يلا إستعجلي لو سمحتي ، وبالسلامة إنتبهي لنفسك ..
ضحكت وهي تسكـر منها وتوجهت للبوابة رغم إستغرابها إنه باقي ما جاء لكن توقعت إنه بيلحق قبل الإقلاع طبعاً وما بيتركها ، ميّلت شفايفها بهدوء وهي تتصل عليه وشتت أنظارها بعيد من وصلها صوته : وصلتـي ؟
سكتت لثواني وهي تاخذ نفـس : ما بتجـي ؟
سكر باب سيارته بهدوء : لا ، توصلين بالسلامة ووقت توصلين ينتظرونك .
سكرت بدون كلمة زيادة وهي تشتت أنظارها للطيارة والمقاعد يلي أغلبها فاضية ورجعت جسدها بكل هدوء للخلف وهي تغمض عيونها ، تنتظر وصولها للكويت فقط..
_
« بالكـويـت »
نزلت للأسفل لجل تروح مع وجـد لسُلاف بالمطار لكنها وقفت بمكانها من لمحته جالس بالأسفل مع سعـود وميّلت وجد شفايفها بإبتسامه وهي تدخل إيدها بذراع نيارا لجل يكملون مشي : نيّالو هالعذبي توقفين عشانه ..
ضحكت نيّارا وهي تهز راسها بالنفي : نيّـالو متأكدة ؟
هزت وجد راسها بإيه بإبتسامة : ونيّالك بنفس الوقت ، ما منه إثنين بس إتركي هالإرتياب عنك دامه شاريك ..
إبتسمت بخفوت وهي تشتت أنظارها وتركب بالأمام مع تميم يلي بيوصلهم للمطار لسُلاف ..
تميـم بإستغراب : هي سلاف جايه لحالها ؟ تو كلّمت تركي باقي بالرياض وشكله مطول ..
نيّارا بتعجب : يعني لو تركي معاها ليه نروح نستقبلهم أخ تميم ؟
ميّل شفايفه بتفكير لثواني : والله مدري قلت يمكن ..
ضحكت وجد وهي تشتت أنظارها للكويت وشوارعها ، دائماً تحس بإنتماء للكويت لأن أغلب فترات طفولتهم كانت هنا وأكثر أوقاتهم الممُتعة كانت بأحضان الكويت ، أكثر ضحكات أهلهم وأكثر أيامهم راحة كانت بالكويت ودائماً بالنسبة لها ولكل آل نائل ، الكويت غيـر بشكل كبير وخصوصاً إن أول قصة حُب بآل نائل عاندت كل الظروف كانت بأحضان الكويت ، من سنين طويلة وقت حب فهد آل نائل فضة ورغم صعوبتها عليه إلا إنه قدر يطلب إيدها بعد سنين طويلة من التمني ..
إبتسمت وجد وهي تنزل من لمحت سُلاف عند بوابة المطار وضحكت نيارا بذهول : اويلي بشويش طيب !
أنت تقرأ
القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامها
Romanceروايه الكاتبه ريم الاوطان حسابها بالانستقرام @rwaiah99_