البارت 10

36.1K 434 49
                                    

إبتسمت نيّـارا لبهية يلي جات حولها لكن وجهها ما يبشر بخير أبداً : تميـم تعبان يا نيّارا ؟
هزت نيّـارا راسها بإيه : معاه حرارة من أمس بس الحين صار الحمدلله أحسن ، يمكن شوي ويجي أصلاً قال مشتاق لك ..
هزت راسها بزين وهي توجه أنظارها لمحسن وحديثها لنيّـارا : الحمدلله ، شوفي البنات خليهم يجهّزون المجلس ..
توجّهت نيـارا للداخل ووجّهت بهيـة حوارها لمحسن المُبتسم بشكل مُريب : وش جـالس تسوي لتركي يامحسن
رفع حواجبه بإستغراب ، وكمّلت حوارها بنبرة شبه تهديدية : محسن يكفي ماجاه منك ولا ظنتي ودك تدخل بموال جديد معاه وخذها مني هالمرة تركي ما بيكون هيّن .
_
« بيـت تركـي »
لبسـت عبايتها وهي تتأمل بنفسها لآخـر مرة ، هالإجتماع مع أهلها بيكون أول تواجد لها معاهم بعد زواجها وآخر تواجـد لها معاهم بهالفترة لأنها بعد هالإجتماع بتروح مع تركي للكويـت ولا تعرف متى موعـد رجوعهم للرياض
شدت الخاتم بإيدها وهي تاخذ نفس من أعماقها وكل تفكيرها بالإسبوع يلي مرّ بدونه ويلي أخذت فيه راحتها ووقتها بالتفكير ويلي طلعت منه بأشياء كثير تبيّن لها وجود تركي بأغلب نواحي حياتها لكن دائماً ما تقدر توصل لنهاية الصورة وتعرف وش سبب وجوده ومتى وكيف والأهم ليه هو موجود ، بكل موقف هي تذكره أو تذكر لمحة منه ينتهي بصداع لا مُتناهي ينزل دموعها من قوته ، آخر تفكيرها بهاليوم وكل إنشغال بالها اليوم ومن وقت صحيتها كان بتركـي والحوار يلي دار بينهم بالأمس ، الحوار يلي ما حسّت فيه إنها سلاف ولا حسّت إنها تكلم تركي ، كان حوار رُوحي أكثر من إنه بينها وبينه بالعناد والغرور ، كان بين داخلها وداخله ولا تدري كيف كان بكل هالهدوء وكل هالقوة المُريبة يلي وضّحت لها شخصه وطريقته ووضّحت له شخصها وطريقتها أكثر وأكثر ..
إنتبهت على نفسها من صوت رسالة منه يبلغها إنه بالأسفل وأخذت نفس من أعماقها وهي تنزل له ، ركـبت بجنبه ولأول مرة تحس ودها تحاكيه رغم إنها تدري ماله رغبة بالكلام والواضح من شكله إن ماله رغبة يكمل اليوم من أسـاسه ، شتت أنظارها لبعيد وهي تتعجب من نفسها بهاللحظة كون مافيها جراءة تفتح موضوع وحوار معاه ، قطع حوارها الداخلي وأفكارها بكل هدوء : بجوفك كلام هاتيـه لا يبقى .
هزت راسها بالنفي بهدوء ، وركّز أنظاره على الشارع : لا تشبكيـن إيدك دام ماعندك حكي .
شبكتـها أكثر وهي تشتت أنظارها بعيد وضحك بسخرية : تعاندين نفسك ما تعانديني

هزت راسها بالنـفي : ما أعاندك ولا أعاند..
هز راسه بزين بهدوء : طيب ، جدك بيحاول يستفزك بكم موضوع اليوم ودك أقولها لك وإلا ودك تعرفينها بنفسك ؟
ميلت شفايفها لثواني : وهالمواضيع عنك وإلا عني ؟
ضحك بسخرية وهو يهز راسه بالنفي لأنه يعرف وش بيكون ردها لو قال عنه " بما إنها عنك ما تهمني " ، يعرف إن داخلها يهتم لأبسط شيء منه لكنها تعرف تمثل العكس وبمهارة لدرجة يشك أحيان إنها فعلاً ما تهتم لكن اليقين عنده إنها تهتم ،وكثير بعد من حوارها لآخر مرة معاه ويلي هُلكت فيه لدرجة إنها كانت بالنهاية ما تقدر تقول كلمة غير إنها تناديه ، تناديه لجل ينتهي حوارهم وفعلاً إنتهى ونامت هي لكن هو تفجّر بداخله ألف شيء وشيء ، ثوّرت فيه براكين توقعها خامدة من وقت ورجعت أشعلت فيه نيران توقعها إنتهت وصارت رماد ، من هالحوار وإختلف فيه كل شيء تجاه كل شيء ، كان يحترق وده يذكّرها بشعورها له ووده يذكّرها بموقف واحد فقط كان هو بعز ضعفه وغضبـه فيه وهي كانت بعز شعورها يلي لحد هاللحظة يستغرب منه وكيف جاء لكن المهم ويلي يهمن هو إن وده هي بنفسها تذكره بدون لا يتكلم هو ، يعرف إن فيه أمل بهالشيء ولهالسبب مو مستعجل على شيء حتى لو صارت حياته معاها بهالفترة أشبه بالجحيم وحتى لو إضطر إنه يحاول كثير رغم إنه ما يحب كثر المحاولات ..
نزلت من السيـارة قبله لكنها ما تقدمت خطوة من لمحت آل عامر بالطرف الآخر ، ضحك تركي بسخرية وهو يشبك إيده بإيدها من صار بجنبها : ما تنتهي غايات جدك .
ضحكت لثواني وهي تناظره : صرت زوجتك يعني بمسكتك ليدي الحين ما بيتغير شيء ، كلهم يعرفون إني زوجتك مو لأحد ..
ضحك غصب عنه لأنها ضربت وتره بهالكلمة ولو تبي عينه بهاللحظة يمدها لها من كثر إعجابه " مو لأحد " : آل عامر لا كرامة ولا رجولة وغير هالشيء ، مسكة اليد تكفي توضح أشياء كثير ..
ميّلت شفايفها لثواني ، وهز راسه بإيه بإبتسامة ساخرة من وصلوا للباب الداخلي : مسكة يد تقطع الأمل من جذوره أهون من إنه يكون بطنك قدامك للتأكيد ، صح ؟
ضحكت بتعجب وهي تعدل له ياقة ثوبه بسخرية : من ضمن أمانيك وأحلامك يلي ما تصير حقيقة ولا بتصير .
_
« بالداخـل »
تـركت بهيـة الكاسة من إيدها بغيض كبيـر كيف يتجرأ محسن ويدعـي آل عامر معاهم بهالجمعـة يلي المفروض إنها تكون عائليه وبينهم هم فقـط ، ما تعرف هو وش غايتـه منهم وليه معاهم لهالقد لكنها تعرف إنه لجل الشركة وأشغاله وثروته يلي فنى عمره وهو يجمعها ولا وده يخسرها مهما كان الثمن ، وده يموت بخيره وعزه وبعدها ما يهمه وش يصير بهالثروة الهائلة كلها ..

القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن