ميّل شفايفه لثواني وهو يأشر على جواله : رجعت آخذه
سلاف بتردد : إذا ما بتخرج لشغل ، بجي معاك ..
هز راسه بزين : إذا ودك تخرجين نخرج ، أنتظرك ..
توجهت للغرفة وهي تاخذ عبايتها ، وعضّت شفايفها بغضب من نفسها : كان بيخرج لجل ما يبقى بجنبك والحين بتخرجين معاه ما ودك تفكينه يا سلافي !
تركي بهدوء : لو بتكلمين نفسك خلّص الليل ما خرجنا ..
ميّلت شفايفها لثواني : خليه يخلّص ، ماهو آخر وقت ..
ضحك وهو يخرج من عندها ، وإبتسمت وهي تلحقه لأنها صارت تعرف نصف أطباعه معاها وهو بالمثل ..
_
« بشـوارع الكويـت »
كانت تمـشي بجنبه وتتأمل بالبحر من جنبهم ، تحب الحياة يلي تشوفها من أعماقها وتحب السهولة بالتعامل مع شعب الكويت كله ، تحب كونها مستحيل تلمحهم إعتياديين وإنما يفرقون بكل شيء ، رياضاتهم المختلفة وضحكاتهم والأهم والمهم إنها تحب الروح يلي بداخلهم وما تدري ليه كل هالحب للكويت وأهلها بالتحديد وحتى الشيء العادي منهم تشوفه مختلف ..
سكت لوهلة من حس بإيدها تحاوط ذراعه ، وإنتبه لأن " قطوة " مرت من جنبها وكمل مشيه بدون رد فعل لأنه يدري بحركتها لا إرادية منها وما تعني لها شيء ..
سكنت حركتها بجنبه من رد على جواله : لبيـه ..
سلمان بإبتسامة خفيفة : تركي لازم ترجع الرياض ، لازم لأن كل شيء يمشي صح بس ودي بقوتك لجل تثبّت باقي الأمور ..
هز راسه بزين وهو ياخذ نفس : بإذن الله ، متأكد ؟
سلمان وهو يبتسم لنوال : مثل إسمي بإذنه ..
ضحك وهو يهز راسه بزين ، وسكر منه وهو يحس بسكونها : ودك نرجع ؟
هزت راسها بإيه ، ووقفت لثواني بتردد : قرب سلمان منك يحيّرني مرات أحسه قريب أكثر من شغل ومرات أحس بينكم الشغل وبس ، وش يصير لك ..
تركـي بتنهيدة من أعماقه : سلمان ، أكثر شخص ضربني فيه جدك وأكثر شخص بقى معي ليومك ذا ، كان ظهري وقت مالي ظهر وأكثر شخص حاول معي ..
سلاف : وعذبي ؟
ضحك وهو يهز راسه بالنفي : عذبي ضلعي طال عمرك ، هو وسلمان عينين برأس إذا هذا قصدك ..
ميّلت شفايفها بعدم رضى لأنها تحس إجاباته ناقصة بهالوقت ، ولأنها ما حبت قوله لسلمان " لبيـه " لف أنظاره لها لجزء من الثانية : ما ودك تسألين بعد ؟
هزت راسها بالنفي ، وهز راسه بزين وهو يمد لها مفتاح السيارة : بلحقك بعد شوي ..
هزت راسها بالنفي من لمحت بكت الدخان بجيبه ، وميّل شفايفه بهدوء وهو يبتعد وزفرت من أعماقها من تناثر الدخان حوله ، ركبت سيارته وهي تميّل شفايفها بعدم رضى للمرة الثانية وزفرت بغضب من نفسها : سلاف وش بتوصلين له يعني ودك تمشيّنه على كيفك وإلا شلون ! لا تعال قول لي كل شيء عن حياتك لأني ودي أعرف بس وما بيتغير من ناحيتي شيء !_
« الريـاض ، الصبـاح »
دخلت غرفتها وهي مُهلكة من المشوار وبنفس الوقت شايله هم تركي لأنها شافت تقلب مزاجـه وحدة طبعه ، مع إنه ما وضح لها شيء إلا إن نظراته والبرود يلي فيها والتبلد وطريقته بمسكته وبمشيته وكل حركة يسويها كانت توضح لها برود غير طبيعي فيه وحتى وقت تحاول تكلمه كان يرد بكلمة ويسكت طول الدرب ، كانت تحس بالغربة يلي بداخله طغيت على خارجه ولأول مرة يكون ما ودها ترجع للرياض أبداً لأنها تدري بعدم راحته وقت يكون فيها ..
خرجت بعد ما بدلت ملابسها لكنها وقفت بمكانها من لمحت إنحناءه على مكتبه ونظراته للجوال بكل هدوء يعبّر عن إحتراقه الداخلي ..
توجهت لعنده بإستغراب : تركـي ما بتنـام ؟
هز راسه بالنفي وهو يشتت أنظاره بعيد ، ودبّت الريبة بداخلها من مظهره ونظراته : صاير شيء ؟
أخذ نفس بهدوء وهو يرفع نفسه ، ويعدل أكتافه وهز راسه بإيه بدون كلمة زيادة ، فتحت العاملة المنزلية الباب وذابت عظام سلاف كلها من الجملة يلي تسمعها " تركي آل نائل لازم تجي معانا المركز " ، إبتعد عنها خطوة لكنها وقفت قدامه مباشرة بذهول : تركـي !!
رفع إيديه لوجهها بهدوء ، وسكنت كل ملامحها رغم إرتجافها من إنحنى يقبلها بكل شعور بداخله ، ما قدرت تبتعد خطوة عنه ولا قدرت تقول كلمة وحدة لأنه هز كل خلية بجسدها بهاللحظة وحتى غرورها وصل له بشكل ما توقعته أبداً ، كان إحتراقها بهاللحظة ماهو شيء عند إحتراقه وقبلته المطوّلة لجبينها يلي تبعتها جملة وحدة فقط " ما تصير كل أمانينا حقيقة ، ما تصيـر " ..
لفت أنظارها لناحيته لكنها ما قدرت تنزل معاه للأسفل من دخول عذبي وإندفاعه وإعتلاء صوته ، ومن نزول تركي الهادي وحكيه له : عذبي ..
عذبي بغضب : والله ما أتركها ووالله ما تروح لو على جثتي ! إنت تستهبل معي يومك جاي تناديه على باطل !
بردت ملامح سلاف كلها من غضب عذبي يلي صبّه على العسكري بالخارج ، وسحبه تركي لعنده مباشرة بمحاولة لإنه يركّده : عذبي !
زفر بغضب مباشر وهو يشتت أنظاره بعيد ، وتوجه للخارج يكلم العسكري وما كانت إلا دقائق لحد ما رجع : ما يوصل غايته لو يذبحني ويذبحك والله !
ضحك وهو يرمي نفسه على الكنبة ، ودار عذبي بالصالة وما كانت إلا دقائق قليلة لحد ما جاء سلمان وكل هالأمور كانت تحت أنظار سلاف يلي ما فهمت شيء واحد لكن يلي تعرفه إن عذبي ما ترك تركي يروح وإنه بيكبّر الموضوع أكثر وأكثر وكل إستغرابها كان من هدوء تركي وتبلده ..
أنت تقرأ
القصايد على مثلك صغيره مقام يلي اكبر من الشعار واقلامها
Romanceروايه الكاتبه ريم الاوطان حسابها بالانستقرام @rwaiah99_