عشق البدر

البارت 92

فقاعة الزيارات بالسجن المحلي .. كان بدر جالس وشابك يديه فوق الطبلة تايلعب بصباعو بتوتر .. مادازش وقت طويل عليه تما منين دخل، ولكن بالنسبة ليه فعقارب الساعة اتاحدو ضدو وثقلو الوقت وخلاوه على أعصابو وعقلو تايديه ويجيبو والسؤال واحد شنو بغا منو؟ .. شويا سمع صوت الباب الحديدي تايتحل وهو يهز عينيه، جاو نيشان على باه لي خارج وجنبو حارس السجن شاد فيه، بلا شعور وقف تايشوفيه بلهفة وعينيه مسحوه من راسو لرجليه كأنه تايتأكد أنه بيخير وعلى خير، كان لابس كيطمة رمادية وكتافو طايحين، شهر فالحبس بدلو بزاف كأنه عام داز عليه، ولي شافو دابا مايقولش هو جمال بنجلون، الرجل الشيطان ولي تاحاجة ماتهزو .. الحارس وصلو تا للكرسي جلس جمال فوقو ورجع فحالو اللور حدا الباب وخلاهم بجوج، بدر تاهو رجع جلس مقابل معاه وجمال رسم ابتسامة جانبية وهو تايشوف فولدو والقلق واضح عليه وعرفو مشوش من هاد الزيارة لي ماعرفش سبابها، تكا بيديه على طبلة وشاف فعينين ولدو مباشرة ..
جمال : مبروك زيادة
بدر عقد حواجبو باستغراب، كيفاش مبروك؟ واش جايبو لعندو غير باش يبارك ليه؟ وكيفاش عرف؟ ولكن بلاتي هادا جمال بنجلون تاحاجة ماتخفى عليه واخا يكون محبوس بين القضبان الحديدية تايكون على علم بكل كبيرة وصغيرة برا إذن ماكاين لاش يستغرب، حنحن وجاوبو بهدوء عكس التوتر لي تايشعر بيه ..
بدر : الله يبارك فيك
جمال : اذن حفيدي اختار الوقت المناسب لي يخرج فيه لهاد دنيا هه عجبا! بالضبط فالنهار لي باه غايخرج براءة نفسو لي غايتحاكم فيه جدو بسنين طويلة فالحبس، هنا بين ليا انه بحالك تماما دقيق فمواعيدو وزيد تايفرح فاش الخير تاينتاصر على الشر
بدر (بنفاذ صبر) : واش هادا هو الموضوع المهم لي بيتيني فيه؟
جمال : مالك زربان؟ لهاد درجة ماحاملش تشوفني؟ تقدر تكون هادي آخر مرة تشوف هاد الوجه وتسمع هاد الصوت، لذلك ماتسرعش
بدر سكت وقلب عينيه للجهة الثانية تايحاول يتمالك أعصابو، وجمال بقا مراقبو وتايتمعن فيه كانه تايشبع عينيه بشوفتو، للحظة بان عليه التأثر ونظرتو لبدر تحولات من نظرة باردة لنظرة كلها عطف وحنان والأكثر ندم وحزن، ندم على شنو دوز عليه وحزن على المسافة لي رسمها بيدو وبأفعالو بين علاقتهم، علاقة أب وولدو لي تاواحد فيهم ماحس بيها فحياتو ولكن جمال عاد رجع لوعيو وعرف بحق ولدو والألم تسرب ليه وأصبح يعاني ليل نهار وماكرهش لو زمان رجع بيه اللور يصلح كل مافسد أحسن من هاد الحالة لي وصل ليها، كان دابا غايكون وسط دارو مع مرتو وولدو وحفايدو دايرين بيه من كل جهة، يلعب معاهم يضحك معاهم ويكرس وقتو لله ولعائلتو لي ضيعها بقلة عقلو وبالطمع ديالو وياريت الندم ينفع .. بدر حس بنظرات باه المصوبة جهتو وضرو قلبو حيت تاهو مجبور يتعامل معاه قاصح حيت لي دارو شي فظيع وصعيب يتنسى أو يصفح عليه بسهولة .. شاف ساعة يدو كرسالة غير مباشرة وجهها ليه، جمال فهمو ورجع ظهرو اللور مريحو على الكرسي ..
جمال : فوزية لاباس عليها؟
بدر (باستهزاء) : كنتي طلب تشوفها هي وتطمن عليها نيشان
جمال : مامستاعدش نتواجه معاها ولا قول نيشان الوجه ماكاينش
بدر : زعما!
جمال : شنو باليك؟
بدر : والو، أكثر شخص غامض عرفتو فحياتي، واخا نعيا نخمم مانطيحش فشنو تايدور ليك فراسك
جمال : بالعكس طحتي وعرفتي كلشي اولد بنجلون، لو كنت فنظرك فعلا غامض ماكنتيش تطيحني فالشبكة وتبادل الأدوار
بدر : علاش مافضحتينيش مع شركاءك؟
جمال : كنت نتسنى هاد سؤال مدة هادي، والجواب غانعطيه ليك دابا حيت جا وقتو وهادشي علاش سيفطت ليك تجي
بدر : كانسمعك! واخا مامرتاحش لهاد الجواب
جمال : غير ارتاح، تاحاجة ماغاتبقا توصلك وجلوسي فهاد البلاصة غايكون حبل نجاة ليك ولحفيدي
بدر (بعدم فهم) : كيفاش؟
جمال : هانتا غاتفهم غير دقة دقة، يمكن قاليك البوليسي لي تعاونتي معاه ان هاد المافيا قديمة وكانو ديما حاطين عليها وعمرهم قدو يوصلو ليها حيت ناس لي مكونينها يدهم واصلا وتاحاجة ماتهرسهم ويقدو يشريو المخزن ولي داير المخزن، كانت بحال الورث تايورثو الولد على باه، ولي يدخل ليها مايخرج إلا على جوج بلايص يا الحبس يا القبر
بدر : اهااه فاش يدكم واصلا علاش رضيتو لراسكم بهاد تبهديلة؟ كنتو تخرجو منها كي شعرة من العجين
جمال : هه حيت هاد الجماعة لي طيحتي نتا غير وليدات الروض دهاد المافيا اولدي، الريوس الكبار تاحد ماعارفهم شكون، تايخدمو فالظلام وتايزيدو وليداتهم للضو، والاجتماع لي ديتك ليه كان مع الصغار حيت بلانك مفروش قدامي من اللول وخليتك تكمل وكاع لي خططتي ليه كان هنا (شير لراسو) ويلا عقلتي راه عاونتك فيه بلا ماتعيق
بدر : كيفاش؟