النهاردة ١١:١١
ناس كتير بتربط التاريخ ده بحاجات مهمة بما أنه مميز وكده، لكن أنا بترعب منه ومن كل مواليد اليوم ده، وده نتيجة معرفة هباب جمعتني بأنسانة غريبة وكل تصرفاتها اغرب من بعض.اللي يعرفني يعرف أن عندي قناة خاصة للمشاكل النفسية بنحاول نحل فيها على قد ما بنقدر، وجتلي أغرب رسالة من بنت بتقولي "أنا عندي ١٣ سنة ومش حاسة إن ليا حد في الدنيا دي أعيش علشانه وعايزة انتحر".
عمرها قليل جدًا على الأفكار السلبية المتملكة منها ولقيت نفسي بسأل في سري وبقول "إيه يخلي طفلة في السن ده تلجأ للانتحار! طب وفين أهلها وصحابها".
ولأن المشاكل بتجيلي بشكل سري ومش هعرف اوصلها، رديت عليها في القناة وقولتلها "ابعتيلي ماسنجر نتكلم بأستفاضة اكتر ومتخافيش أنا هكون أختك الكبيرة وهسمعك للنهاية".
فضلت طول اليوم مش عارفة أنام وكل دقيقة بدخل على طلبات المراسلة أشوفها بعتتلي ولا لسه وقلبي موجوع عليها وخايفة تعمل في نفسها حاجة قبل ما أوصلها.
ومفيش ساعتين ولقيت رسالة من حساب جديد بتقولي "أنا صاحبة رسالة الانتحار، بس مش هقدر أكلمك من حسابي الشخصي فعملت ده علشان متعرفنيش".
مش مهم عندي أعرفها قد ما مهم إني أنقذها من شر نفسها وقولتلها "ولا يهمك، هنتكلم بالطريقة اللي تحبيها، احكيلي اللي مبتعرفيش تقوليه لحد".
غابت حبتين ورجعت قالتلي "النهاردة ١١:١١ عيد ميلادي، وزي كل سنة مفيش حد افتكرني ولا قالي كلمة حلوة لا من صحاب ولا أهل، أنا هفضل مكروهة كده طول عمري".
ولأنها طفلة حاولت اجاري الموضوع على قد عقلها وقولتلها "طب إيه رأيك لو اعملك بوست على صفحتي وناس كتير اوي هيصاحبوكي ويحتفلوا بيكي وننبسط كلنا؟ جايز ده يعوضك حاجة ".
ردت وقالتلي زي ما توقعت "موافقة، أنا اسمي رودينا، بس بما أنك هتنزلي بوست عني أنا عايزة اكتب كلمتين يظهروا للناس".
حسيت أن طموحها بسيط أوي وسهل تتراضى بأقل شئ وقولتلها "قولي ياغالية كل اللي تحبيه، وانا هاخد كلامك نسخ وانزله زي ما هو كده، ولو من القاهرة كمان اقابلك ونقعد سوا ونعمل احلى عيد ميلاد على الضيق بحتتين تشيز كيك وعصير قصب".
وهنا أنا كنت بحاول افرحها بكل اللي أقدر عليه علشان أبعد عنها فكرة الانتحار، وكنت حاسة إني ذكية جدًا والحمد لله سيطرت على الموضوع خلاص وانتهى، لحد ما البنت قعدت يجي ساعة تكتب تكتب تكتب لما الموضوع قلقني، مهو أكيد مش كل ده بتكتب بوست يعني، دي كده بتكتب قصة حياتها.
قولت استعجلها وقولتلها "إيه ياعمنا انتي بتكتبي قصة حياتك للنهاية ولا إيه، يلا عايزين نفرح".
ومكدبتش خبر وبالفعل لقيتها بعتالي رسالة طويلة عريضة، واللي كان مضمونها كذلك:
_اخيرًا لقيت حد يسمعني ويعرف قصتي.
أول حاجة أنا حابة اشكر شهيرة أنها ادتني الفرصة دي، وخلتني اكتبلكم اللي خبيته في قلبي طول عمري.
أنت تقرأ
الثانية عشر بتوقيت شوكي
Horrorقصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس