ورث جدتي

554 70 3
                                    

" يا بنتي كفاية حرام عليكي طول النهار والليل قدام المراية هتتلبسي مش كده "

أعرفكم بنفسي قبل قصتي، أنا ريم البارودي، عندي 23 سنة، وخطوبتي كانت من يومين بس.

أما بالنسبة للمراية فـ دي من ريحة زمان، ورث يعني من حاجات تيتا الله يرحمها، كانت ست جميلة تشبهلي، ومهتمة بشكلها لدرجة مُبالغ فيها، بس موتها للأسف كان غريب حبتين.

ماتت على كرسي التسريحة ف أوضتها وجسمها كله عليه أثار حروق غريبة..؟!

حروق مَكنتش من نار لأ.

كان شكلها غريب يخوف ملوش تفسير بالأساس، خصوصًا نظرات عنيها اللي زي ما تكون مصدومة بحاجة محدش يعرفها لحد الآن.

أهل المنطقة مَخليش بينهم الكلام عن عفريتة المراية اللي بتخطف "الحلوين" علي حسب كلامهم وأن في جنية بشعة في مراية جدتي بتغير من أي واحدة حلوة واقفة قدامها، بس طبعًا أنا عمري ما آمنت بالخرافات والتخلف ده كله.

مَكنتش باخد في بالي الكلام ده، كل اللي كان يهمني جمالي وشكلي في المراية دي بالتحديد دونً عن غيرها.

معرفش ليه وقت ما كنت ببص فيها كنت ببقى شايفة نفسي أحلى واحدة في الكون، وشي منور، شعري حرير، عيوني فيها لمعة، كل دي كانت حجات طبيعية لحد ما حصل شئ متوقعتوش أبدًا.

في ليلة كنت قاعدة بحط مكياچي كالعادة، وبرسم عيوني بالكحل، فجأة لقيت انعكاسي في المراية بيتغير بشكل مرعب..!

وشي بقى شاحب، عيني اتحولت للون الأحمر الدموي، حتى ابتسامتي وانا بحط الميكب اختفت تماماً.

اعتقدت أن عيني مزغللة وبهلوس لكن.

لكن انعكاس صورتي كان كل مادى بيبهت ويبقى مخيف أكتر من الأول، وش مرعب لست شعرها هايش وبتنزف من عنيها ونظراتها حادة.

كل دي مش أوهام لأ.

اتسمرت مكاني ولقيتها بتصرخ قصادي وبوقها كان بيخرج منه دود كتير بشكل بشع، لكن صوتها ما خرجش، كأنها بتصرخ في عالم تاني، ومحبوسة هنا من سنين.

الخوف والخضة اللي كنت فيهم خلت ردود فعلي غريبة، كنت بحاول أبعد عن المراية، بس جسمي اتسمّر مكانه، كأن في قوّة خفية بتلزمني بالثبات.

الانعكاس المرعب مدّ إيده تجاهي، بيحاول يشدني لجوه، إيد نحيفة وطويلة بضوافر سودا وحادة زي  موس الحلاقة.

حسيت ببرودة شديدة بتجري في جسمي مع كل  صباع بيقرب مني، حاولت أصرخ تاني بس مفيش  صوت بيخرج، قلبي بيدق بسرعة رهيبة، وعيوني متسمّرة على الانعكاس المرعب اللي بيقرب كل ثانية أكتر وأكتر. 

كل ده وأنا بحاول أفتكر ولو آية واحدة من القرءان أقراها، وللأسف معرفتش.

وسط صريخي اللي مبيطلعش، فجأة كل حاجة  سكتت...!

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن