أنا والدي جزار وكنت متعودة أخلص جامعتي وارجع اطمن عليه و اقف اساعده حبتين على قد مجهودي وبعدين اطلع البيت، وده روتين معتادة عليه وحافظة تقريبًا كل الزباين اللي بتتردد علينا، لحد ما في يوم جتلنا ست تشبه الغجر بتوع زمان.
لابسة اكسسورات قديمة ودهب من الكبير ده وباين عليها يعني ست مقتدرة رغم عبايتها السودة البسيطة، زي أي ست كبيرة.
أول ما شوفتها قدمتلها كرسي من باب الذوق وقولتلها "اتفضلي يا أمي أقعدي، حضرتك محتاجة إيه".
طبطبت على ضهري وأنا بساعدها تقعد وشيء غريب حسيته في جسمي لأول مرة، قشعرة وإحساس بقبضة قلب بشع.
تغاضيت عن احساسي وابتسمتلها، وقالتلي "متقلقيش يا حببتي، بابا عارف طلبي كويس".
رجعت لبابا اللي كان مشغول بفرم اللحمة في المكنة وقولتله "بابا في ست كبيرة برا قعدتها على كرسي، شوفها كده عايزة ايه هي بتقولي بابا عارف طلبي".
خرج بابا بص عليها ورجعلي قالي "يوووه، احنا مش هنخلص بقا".
حسيت أن بابا مستاء من وجودها، وسألته "مالك يا بابا؟ هي عايزة ايه بالظبط".
رد وقالي "يابنتي دي بتجيلي كل ما بدبح جديد وبتطلب مني احوشلها عضمة بيت اللوح ومبتاخدش لحمة خالص رغم أن على قلبها قد كده شايفة الدهب معاها عامل ازاي".
أنا اتصدمت...
ازاي بابا مش فاهم أن العضمة دي بيتعمل عليها الأعمال السفلية والأذى كله!
سألته "وانت بتديهالها؟"، وللأسف رد وقالي "اه يابنتي ثواب بردو هعمل ايه يعني، لو موجودة بديهالها".
بابا راجل طيب وكبير في السن، حتى موضوع الجزارة ده جديد عليه وخبرته مازالت على قده.
قولتله "طب خليك هنا، أنا هخرج اتصرف معاها، وياريت يا بابا بعد اذنك العضمة دي تتكسر وتترمي، لأنها مشهورة عند الدجالين بحاجات الله يحفظنا".
وخرجت لقيتها بتبص عليا ومبتسمة، فــ قولتلها "معلش بابا أيده مشغولة، حضرتك عايزة إيه بالظبط اجهزولك أنا ؟".
ردت وقالتلي بعد ما سنانها الصفرا المكسرة بانت "شوية عضم كده اعمل عليهم شوربة، انتي عارفة الشتا بقا يا بنتي".
عملت نفسي ساذجة وقولتلها "عنيا يا أمي ليكي" و رُحت جبتلها شوية مواسير من الموجودين وقولتلها "اتفضلي يا ماما، عايزة حاجة تاني؟".
بصت على المواسير وضحكت وقالتلي "لا لا يا بنتي مش دول، اصل الدكتور واصفلي عضمة تانية مفرودة كده، اكمن فيها الغذا كله، معلش هتعبك معايا شوفيهالي ضروري أحسن دي بتريحني أوي اكتر من العلاج".
استخفافها بعقلي خلاني اكشفلها وشي التاني وقولتلها "قصدك عضمة بيت اللوح بتاعت الأعمال السفلية؟، لا يا ماما مش موجودة اصل أنا بكسرها كل ما بلاقيها ".
أنت تقرأ
الثانية عشر بتوقيت شوكي
Horrorقصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس