سكربت "صفاء"

628 82 3
                                    

بقالي فترة غايبة عن صحابي ومشغولة عنهم بشكل كبير، وده بسبب إني بدأت أسعى ورا حلمي بزيادة.

كل تركيزي حطيته في شغلي وربنا كرمني بـ مخرج كبير من القاهرة كلمني وقالي أن ليا فرصة كبيرة في فيلم مع ممثلين كبار، اينعم دوري عبارة عن مشهد واحد هموت فيه، لكن دي بالنسبالي كانت فرصة العمر اللي منتظراها.

ولأن معنديش قرايب في القاهرة، اضطريت أكلم سمسار يشوفلي شقة مفروشة لمدة أسبوع واحد بس.

حاولت اشوف أقل سعر لأن حالتي المادية مش احسن حاجة وأجر المشهد كمان مش كبير، يمكن هدفع أكتر منه في الإيجار، لكن الأهم من كل ده هو حلمي وبس.

السمسار جابلي شقة قالي أن أصحابها مسافرين ومعندهمش مانع إني اخدها أسبوع، لكن بشرط أن في غرفة معينة في الشقة مفتحهاش ولا اجي جنبها، ووافقت لأني مش محتاجة غير مكان أنام فيه الليل وخلاص وقولت أكيد الاوضة دي فيها حاجات مهمة خايفين عليها من السرقة.

استلمت الشقة وأول ليلة قضتها نوم للصبح من كتر التعب.

ونزلت شغلي تاني يوم، خلصت بدري وحبيت اتفسح شوية في شوارع القاهرة والمعز والحاجات الحلوة اللي بشوفها في الصور بس.

اشتريت كريب ومشيت اكله في الشارع وأنا بتفرج على المعالم الأثرية القديمة والبيوت اللي مبنشوفهاش غير في أفلام الابيض وأسود، وبالصدفة شاورتلي ست عرافة لابسه هدوم غجرية وعلى وشها علامات الدق الازرق فوق حاجبها وتحت بوقها.

في البداية افتكرتها بتشاور على حد ورايا، أتلفت ورجعت قولتلها "بتشاوريلي أنا ؟"، ردت وقالتلي "ايوا يا حلوة، تعالي أسمك إيه".

نزلت على ركبتي وقعدت جنبها قولتلها "أسمي صفاء".

كان واضح أنها ست لذيذة ودمها خفيف، وده ظهر من ضحكتها لما قالتلي "مانا عارفة يا صفاء، لو أنتي مش صافية مين هيكون صافي.. بس انتي مقصرة جامد مع صحابك".

حسيت بقلق من كلامها وسألتها "مش فاهمة حضرتك.. صحاب مين؟!".

بصت الناحية التانية وقالتلي "اللي نسيتيهم يا صفاء.. الدنيا بتلهي الحجر يابنتي.. قومي قومي ياريتك تلحقي".

قلبي اتقبض من أسلوبها اللي أتغير فجأة، وبعدت عنها وأنا متوترة ومش فاهمة الست دي تقصد إيه! اينعم أنا مشغولة عن صحابي بقالي فترة لكن هما أكيد مقدرين انشغالي.

رجعت البيت وبدأ التفكير ياكل فيا أكتر واكتر، كل ما كنت بفتكرها كنت بخاف وجسمي بيقشعر وبحس أنها هتظهرلي في الشقة في أي لحظة.

وعلشان اشغل نفسي قولت اتحرك كده في الشقة واتفرج عليها.

كانت شقة فيها صالة كبيرة، وفي الصالة دي اوضة نوم فيها تلت سراير ودي غرفة أطفال، واضح أن أصحاب البيت عندهم تلت عيال.

وطرقة طويلة فيها مطبخ وحمام واوضة نوم، واوضة أخيرة مقفولة! ودي اللي نبهني السمسار إني مدخلهاش أبدًا.

ولله الحمد امانتي وضميري منعوني افتحها واحاول اشوف اللي فيها، رغم فضولي الرهيب ناحيتها.

دخلت أرتاح يمكن أقدر أنام، شغلت بودكاست على اليوتيوب وثبت التليفون قدامي ونمت على جنبي وأنا متدفية بالبطانية وخلاص أعصابي هديت وبروح في النوم، وللحظة سمعت صوت بيناديلي "صــفــاء".

انتبهت للصوت وحاولت اكذب نفسي، وكملت مشاهدة للڤيديو، واتكرر الصوت من تاني.. لكن المرادي كان بنبرة أوضح اكتر "صـــفـــاء".

قلبي اتقبض وقُمت أشوف مصدر الصوت، خرجت من الاوضة أتلفت حواليا بخوف ونبضات قلبي سمعاها من سرعتها.

كنت بتمنى الصوت يكون وهم من مخاوفي مش أكتر، لكن للاسف الصوت بيتكرر وجاي من ناحية الاوضة المقفولة!

اترددت الصوت يسحبني لحاجة تأذيني وكنت خايفة اقرب من الاوضة، لكن شئ جوايا بيسحبني ناحيتها، كأن رجلي بتتحرك بغير إرادتي!

الصوت بيقرب، وبيقولي "صــفــاء تـعـالي".

قربت، ومسكت مقبض الباب اللي سببلي برودة في جسمي رهيبة! كأني فتحت الباب على عالم موازي.

عاصفة هوا شديدة بتخرج من الاوضة، منعتني أشوف اللي فيها لكن ممنعنتيش أسمع صوتها وهي بتقولي "صـفـاء أنا مستنياكي، متسبنيش لوحدي، دانا صاحبتك".

قفلت الباب علشان أتخلص من العاصفة، ولميت حاجتي ودمي هربان مني وهربت من المكان كله، حتى حلمي وشغلي استغنيت عنهم في سبيل إني أهرب من الخوف ده كله.

رجعت بيتي وأنا بحمد ربنا اني نجيت من الشقة الملعونة دي، لكن مقدرتش اتخطى اللي سمعته.. "أنا صاحبتك!".

ليه الصوت كان بيستنجد بيا وبتقولي دانا صاحبتك! وليه الست الغجرية قالتلي اني مقصرة مع صحابي!؟.

فتحت الواتساب قولت أدخل جروب الشلة اسأل عليهم وبعتلهم "مساء الخير يا بنات، وحشتوني".

لفت نظري أخر رسايل في الجروب والبنات بتقول "الله يرحمها.. أنا مش متخيلة انها مش معانا خلاص"

اتخضيت من كلامهم وسألت "هو في إيه حد يفهمني".

ردت واحدة منهم وقالتلي "انتي لسه فاكرة! ده فات اسبوعين على وفاة مريم ".

رميت التليفون ودخلت في حالة عياط هيستيرية، مريم كانت مريضة لكن بقالي فترة كبيرة مسألتش عنها وانشغلت غصب عني بدافع أن باقي الشلة معاها ومش هتحس بوحدة.

بعد شوية رجعت مسكت التليفون علشان اعتذرلهمخعن غيابي، واتصدمت برسالة من رقم رقم غريب بيقولي  "صــفــاء، أنا مريم".

متحملتش الصدمة وعملتلها حظر، لأن أعصابي مش هتتحمل مقالب أو حتى خوارق.

ولحد دلوقتي أنا مش عارفة، مريم فعلاً ماتت! ولا مجرد مقلب سخيف علشان يحاسبوني على اختفائي.

گ/شهيرة عبد الحميد.

طبعًا اللي هيغيب عن صحابه عارف هيحصله إيه كويس 🙂

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن