سكربت "أم عصام"

836 95 13
                                        

واحدة بعتالي على رسايل الصفحة بتقولي "شهيرة بنتي بتخاف جدًا تدخل الحمام لوحدها، لدرجة أنها بتدخل عند الجيران من كتر الخوف".

ومعرفش ليه الناس بتتعامل معايا على إني معالجة روحية لمجرد إني كاتبة رعب، لكن فعلًا الموضوع جذب انتباهي بشكل غريب!

وسألت نفسي، "إيه اللي يخلي طفلة تخاف من دخول الحمام للدرجادي…!"

وسألتها "هي عندها كان سنة؟!"، ردت وقالتلي "عندها عشر سنين".

عُمر البنت مش صغير نهائي على خوفها من دخول الحمام، وقولتلها "مهو أكيد في حاجة في حمام البيت عندكوا بتخوفها، طب ليه مسألتيهاش بنفسك؟".

كان واضح أن الأم متوترة وحزينة لما عملتلي تسجيل صوتي وقالتلي "والله يا شهيرة بسألها كتير بس هي قليلة الكلام ومبتعرفش تعبر، أو يمكن بتتكسف مني، ارجوكي شوفي حل أنا خايفة تكون مأذية وأنا مش فاهمة".

حاولت أهديها بقدر استطاعتي وقولتلها "طب أنا عندي حيلة عبيطة شوية، بس بما أن سنها صغير أكيد هتدخل عليها يعني ".

سألتني بأهتمام زي اللي في البحر وبيتعلق في أي قشاية وقالتلي "حيلة إيه، قولي أي حاجة وأنا معاكي".

قولتلها "بصي، بما أن صفحتي كلها رعب يعني ومشهورة بالعفاريت، ابعتيلي حساب بنتك ابعتلها رسالة واقولها أني معالجة روحية ولما شوفت حسابها عرفت عنها معلومات وأنها بتخاف تدخل الحمام واقولها شوية معلومات جانبية عنها بحيث تصدقني وتتكلم معايا بارتياح وافهم منها المشكلة".

الفكرة عجبتها جدًا وقالتلي "تحفة دي، طب تمام هبعتلك رابط حسابها ولما تسألك على أي حاجة تعالي قوليلي وانا هغششك من وراها".

اتفقنا وبعتتلي رابط حسابها بالفعل ودخلت بعت للبنت "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، انسة چودي أنا شوفت حسابك بالصدفة، وعرفت أن عندك مشاكل كتير في حياتك، معاكي شهيرة عبد الحميد معالجة روحية لو محتاجة مساعدة".

فضلت ادردش أنا ووالدتها حوالي ساعة وأحنا على اعصابنا لحد ما البنت شافت الرسالة وقالتلي "لأ معنديش مشكلة شكرًا"، حسيت بالحرج ومبقتش عارفة أفتح كلام معاها إزاي وقولتلها "بس انتي عندك مشاكل بالفعل، وده واضح في البلورة عندي".

للأسف البنت كانت ذكية جدًا ما شاء الله وقالتلي "بلورة إيه انتي مجنونة؟ على فكرة هعملك بلوك ده شغل دجالين وجهلة".

والحقيقة عندها حق، وقبل ما أرد عليها علشان أقنعها كانت للاسف عملالي بلوك، وفضلت أنا ومامتها نفكر إيه ممكن يتعمل تاني؟

وفي وسط كلام الأم عرفت منها أنها ساكنة في منطقتي، يعني تقريبًا جيران كمان، وبيني وبينها شارعين بالعدد.

أتحمست جدًا وقولتلها " بقولك إيه، أنا هاجيلك بنفسي، وأكمل نفس الحوار اني المعالجة الروحية وعرفت عنوانها وأكيد هتخاف وقتها وهتصدق، وانتي خليها تقعد معايا".

كانت دي الخطة البديلة واللي أكيد أفضل بكتير من البلورة والهباب اللي هببته، ونزلت تاني يوم لبست فستان ابيض بحيث يبان عليا حد زي الشيوخ يعني، وأنا بدعي البنت المرادي تصدقني.

أول ما وصلت وقفت في الشارع اتصلت بالام، وخرجتلي ست عليها حجابها كده وشاورتلي من الدور التالت، طلعت خبط فتحتلي چودي بنفسها، وقالتلي بأستعجاب "مين حضرتك".

ابتسمت وحاولت اخليها متخافش مني وقولتلها "أنا يستي شهيرة عبد الحميد اللي عملتيلها بلوك امبارح، ينفع تشتميني كده بردو".

البنت اتصدمت وقعدت تنادي "يا عصاااااام، يا عصااااام".

خرج من الشقة اللي جنبها واحدة ست مليانة وقالتلها "مالك يا چودي في إيه" وبعدين لاحظت وجودي وقالتلي "مين حضرتك ؟ عايزة مين".

حسيت إني متورطة وقولتلها "مفيش حاجة يا طنط دانا عايزة چودي في كلمتين بس"، صرخت چودي وقالتلها "أنا معرفهاش اساسًا، دي دجالة وجاية تأذيني زي ماما".

أول ما قالت زي ماما، أنا اعصابي سابت مني، وقولتلها "هي ماما مش هنا أصلًا"، حطت أيديها في وسطها وقالتلي "وانتي مش دجالة بردو وتعرفي كل حاجة، ايه البلورة مقالتلكيش دي كمان".

بلعت ريقي بالعافية، وقولت لأم عصام "ده سوء تفاهم بس، أنا والله جاية في خير".

كان واضح الغضب على ملامح أم عصام وخلاص هتبلعني، وقالتلي بصوت خشن "انتي مين، ومين زقك على البت، اوعي تفكري أنها لوحدها لأ يا حببتي دي في حمايتي ".

ماكنش قدامي غير أني اطلب منها كلمتين على إنفراد بعيد عن چودي علشان أصارحها بكل اللي حصل، ولما چودي دخلت الشقة حكيت كل حاجة لأم عصام اللي كانت بتعيط وجسمها بيتنفض وقالتلي "لا إله إلا الله، هي يا حبة عيني روحها لسه متعلقة هنا".

أنا اللي مبقتش فاهمة شئ، وسألتها "روحها إزاي ؟ هي أمها فين بالظبط"، ردت أم عصام بحزن وقالتلي "امها تعيشي انتي راحت للي خلقها، لقوها في الحمام غرقانة، وعلشان أبو چودي طول اليوم في الشغل فهي بتدخل عندي من وقت للتاني وبتخاف من حمام بيتهم من وقت ما شافت أمها ميتة فيه، صغيرة على اللي شافته ".

جسمي قشعر ولقيت نفسي ببكي أنا كمان، ونزلت من عندها قلبي مقسوم نصين، واتفاجئت بأم چودي بتتصل عليا تاني وبتقولي "ها عرفتي السبب؟ طمنيني".

خلاص بقا عندي لا مبالاة من الأرواح اللي بتظهرلي وقولتلها "مفيش اطمني، هي بس أم عصام بترش معطر، أبقي رشي أنتي كمان يمكن بنتك تحب تدخل في حمام البيت"، وقفلت معاها.

بس السؤال الأهم هنا؟؟ هي ليه الأم ماتت غرقانة؟!...

گ/شهيرة عبد الحميد.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن