"بتشتمي واحدة قد ستك ليه، مش عيب كده بردو"
بصيت ورايا لقيتها...
أنا مش فاهمة هي قدرت تسمع أفكاري ازاي! مسكت أعصابي بصعوبة وحاولت أبان قدامها قوية واداري خوفي وقولتلها "أي خدمة؟ حضرتك عايزة لحمة ولا برجر.. خدي برجر حلو وطري على سنانك".
مدت أيدها مسكت قطعة برجر من قدامي وبدأت تاكل وتشد فيها نية!، وقالتلي "امممم طعمها مش بطال، زي راس الست الوالدة بالظبط".
رجع الألم يشتغل في معدتي من تاني، وظهر على ملامحي إني موجوعة ومش قادرة أقاوم، كنت عايزة أقوم استنجد بـ والدي، لكن جسمي مشلول وهي بتحط أيديها على كتفي وبتلف حواليا ببطء وبتقولي "لا لا، لسه بدري على الاستسلام ده كله، ده انتي لسه في بداية مشوارك معايا".
انفاسي مكتومة، وايديها بتمر على جسمي زي ماية النار بتكويني، حاولت أصرخ بكل طاقتي، لكني زي الغريق اللي ملوش صوت ومستحيل حد يسمعه من تحت البحر.
وفي أقل من ثانية لقيت بابا واقف جنبي وعمال يهزني ويقولي "عزيزة ردي عليا، مالك يابنتي متنحة كده ليه، يا عزيزة انتي تعبانة طيب، في حاجة وقعت عليكي يابنتي خبطتك".
بابا كان فاكرني مخبوطة على دماغي لأن الدور الاخير من العمارة بيركبوا سيراميك وبيوضبوا شقة عريس جديد، وياريت الموضوع مجرد خبطة وارتحت.
رجع الأوكسجين يدخل جسمي من تاني واتردت فيا الروح، واختفت الملعونة ولا كأنها كانت بتعذبني من شوية.
قومت من مكاني أتلفت حواليا وقولت لبابا "معلش يا بابا.. أناــــ أنا فعلاً شكلي تعبانة وعندي دور برد شديد ماكنش ينفع انزل من البيت النهاردة، أنا هروح أرتاح وانام شوية".
كان لازم اهرب من المكان كله، وموضحتش لـ بابا اللي بيجرالي، لأني عارفة كويس أنه هيقلق عليا وجايز يمنعني من النزول نهائي.
وأول حد كان في بالي أروح استنجد بيه هو "مسلم"، جاري واخويا اللي كبرنا سوا طول عمرنا، وصندوق أسراري اللي هيفهمني ويقف جنبي في محنتي.
"مسلم أنا في كارثة، أنت في البيت ولا في المستشفى"
اتصلت عليه، ومن حُسن حظي كان في البيت بدري وقالي "تعالي على البيت امي وامك قاعدين برا بيتفقوا على مصيبة جديدة شكلهم".
رجعت على البيت، كانت فعلًا والدتي كالعادة قاعدة مع والدته، دخلتله البلكونة وده مكانا المفضل اللي معتادين نتقابل فيه، وبدون ما اتكلم كان ملاحظ من رعشة أيدي إني مش طبيعية، و ورايا كارثة كبيرة وقالي "مالك يا عزيزة، بتترعشي ليه كده! ما طول عمرك بتقعي في مصايب وبتجيلي بيها مبشوفش فيكي الخوف ده كله".
مسكت كوباية الماية من قدامي على الترابيزة وحاولت اهدا علشان اقدر احكيله كويس التفاصيل اللي بتحصل معايا.
أنت تقرأ
الثانية عشر بتوقيت شوكي
Horrorقصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس