الشيخ وحيد

509 73 4
                                    

أنا معالج روحاني، واسمي وحيد، أو الشيخ وحيد.

ممكن نقول إني جديد شوية في موضوع العلاج الروحاني ده، هحكيلكوا الموضوع بدأ معايا إزاي.

أنا عندي 35 سنة، ولا عمري في يوم ارتبطت ببنت أو فكرت في الخطوبة أو الزواج، ولما كنت بحاول كنت بحس إني مخنوق منهم ومش متحمل أسلوب أي واحدة وحاسس إني مرتاح في وحدتي ومش من الضروري اني اتجوز.

لحد ما نزلت شغل جديد في شركة واتعرفت على زميل ليا مزعج وثرثار بشكل كبير، المهم من أول يوم وهو صمم إننا نخرج سوا بعد الشغل مع الشلة بتاعته وأنه هيضمني كفرد جديد ليهم.

والسبب الوحيد اللي خلاني أوافق هو إني عندي فراغ من ناحية الصحاب وقولت أجرب... يمكن أكون اجتماعي وانا مش واخد بالي.

ونزلت مع سراج زميلي على قهوة في وسط البلد، كانوا تلت شباب اتنين أصغر مني، وواحد وقور كده اربعيني وأكبر مني بشوية.

اتعرفوا عليا وفجأة لقيت سراج بيقولي "اقدملك يا سيدي، مريم وهالة صحابي، وأمهم".

أنا دماغي وقتها اتشلت وعملت ايرور 404، مش فاهم هو بيهزر ولا إيه اللي بيحصل وقولتله "نعم معلش قول تاني"..

كرر كلامه من تاني وقالي "يابني بقولك دي اسمها مريم ودي هالة، والكبيرة دي أمهم واضحة يعني".

ابتديت أشك أنهم متحولين وإني في المكان الغلط واتدبست، وسألته "يعني دول بنات ولا دي أسامي هزار بينكوا يعني ولا في إيه اللي بيحصل هنا ده".

سراج فضل يضحك هو وأصحابه ويشاوروا عليا كأني أنا المجنون بينهم! ابتديت اتعصب وقومت علشان امشي، مسك فيا وهو بيكمل ضحك وبيقولي "يابني أقعد، ما تشوفيه يا أم مريم الواد اتجنن وهيطفش".

زقيت أيده من عليا لأني ابتديت أحس بأشمئزاز ناحيتهم كلهم وقولتله "تصدق ياض أنت مش راجل، الله يلعن اشكالكوا كلكوا مليتوا البلد، ومن بكرا هبلغ في الشركة عنك علشان المكان ينضف من اشكالك".

المشكلة اني كنت منفعل جدًا وكلهم قاعدين مستغربين انفعالي كأنه شئ عادي وانا اللي غريب وغلطان مثلًا.

قامت أم مريم.. أو صاحبهم الاربعيني ده مسكني وقعد يقولي "ياعم أقعد، انت شكلك فاهم غلط ولا ممسوس، هو أنت بتسمع حاجة احنا مبنسمعهاش ولا إيه ".

ومن هنا كانت البداية!

أنا فعلًا بسمع حاجات محدش بيسمعها غيري، وأغلب علاقاتي باظت بسبب أنهم بيقولوا عليا بفهمهم غلط، ولأن دي مش أول مرة تحصلي قررت اقعد وافهم لمرة واحدة إيه اللي بيحصلي!.

قولت للشاب الكبير "ده بيقولي دي هالة ومريم ودي أمهم، ده كلام ناس عاقلين ده".

وعلى عكس ما توقعت أنهم هيضحكوا من جديد، لقيتهم كلهم مصدومين، وحط الشاب أيده على راسي وهو بيقولي "ممكن تهدا.. خليك متتحركش".

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن