جوا الشركة

605 78 5
                                    

أنا أصلا بطبعي متنمر ومبسيبش نفر في حاله، حتى لما اتوظفت في شركة والمفروض إني عقلت وكبرت خلاص مقدرتش اتحكم في ده.

ومن حظي ربنا كرمني بزميلة معايا في نفس المكتب سمرا ودمها تقيل كأنها عدوة للضحكة وعمري ما شوفتها بتبتسم اسمها ماجدة.

وهنا جه دوري ومهمتي المحببة لقلبي في التنمر.

وفي يوم عرفت أن آنسة ماجدة خطوبتها كمان كام يوم والبنات بيباركولها، عملت نفسي من بنها وقولت أنا لازم احتفل بيها بشكل يليق بسماجتها.

ونزلت تاني يوم الصبح بدري اشتريت صواريخ وشوية مفرقعات لزوم الاحتفال وعروسة لعبة كهدية بسيطة ليها، ووصلت المكتب قبل وصول الموظفين بساعة.

تعمدت اني اسيب الشبابيك مقفولة واخلي المكتب ضلمة بحيث لما تدخل متتوقعش اني مستنيها جوا، وحضرت أماكن الصواريخ وظبط كل شيء.

كان باقي بس الدولاب اللي جنب مكتبها، حسيت أنه فكرة هايلة أقدر أحط فيه العروسة ومعاها شوية صواريخ بحيث اقولها هديتك في الدولاب ولما تفتح يفرقعوا في وشها ونضحك حبتين.

فتحت حطيت العروسة ورجعت ادور ع الصواريخ اللي حاططهم على المكتب ملقتهمش، وسمعت صوت بيقولي "هنا".

لقيت العروسة بتشاورلي على كرسي المكتب اللي كان عليه الصواريخ بالفعل، قولتلها "تسلمي يا.." ولسه بكمل كلامي واستوعبت اني بكلم عروسة لعبة!

نطيت على المكتب من الفزع وأنا بصرخ وبقولها "نعممممم يختيييييي".

لكن لقيت العروسة جوا الدولاب ثابتة عادي مبتتحركش ولا كأن حصل حاجة.

استعذت من الشيطان وأنا بضحك على نفسي وعلى الحاجات اللي بتخيلها، ونزلت من فوق المكتب علشان احط الصواريخ لكني كنت محتار.

مش عارف اخبي الصواريخ جوا فستان العروسة ولا اخليهم حواليها وخلاص ؟!

جربت أرفع فستان العروسة علشان اشوف مساحة للصواريخ أو سوستة مثلاً وادسهم وسط القطن، ولقيت اللي بتمسك أيدي فجأة وبتقولي "بتعمل إيه يا شبح، فاكر دمك خفيف؟".

مَكنتش مصدق عنيا أن العروسة فيها الروح وبتتحرك وبتكلمني بالصوت الطفولي ده.

حاولت أشد أيدي منها وانا بصرخ حد يلحقني ولقيتها بتقولي "محدش هيسمعك، اللي بتعمله ده مش خفة دم دي قلة تربية وانا اللي هربيك".

سمعت صوت المكتب بيتفتح في نفس الوقت وصوت ابراهيم زميلي بيقولي "رحيم أنت هنا؟ واقف كده ليه" ووراه صوت ماجدة بتسألني "واقف عند دولاب مكتبي كده ليه يا استاذ رحيم عايز حاجة؟".

اتصدمت أني واقف قصاد الدولاب وهو مقفول أصلاً وشكلي وحش زي التلميذ المتذنب على الحيطة بدون سبب.

رجعت مكتبي وانا مُرتبك واعصابي تعباني من اللي حصل كأن السحر اتقلب على الساحر في لحظة ومش قادر أتكلم ولا اضحك في وش اللي حواليا زي الأول.

ماجدة قامت علشان تفتح الدولاب بتاعها وتطلع الملفات وتبدأ شغل، لكن قلبي اتخلع من الخوف لما افتكرت اني سيبت صواريخ جواه من شوية.

جريت سبقتها وانا بقولها "لحظة لحظة أنا نسيت حاجة هنا معلش ثواني" وفتحت أنا الدولاب اللي انفجر في وشي قدام الكل واللي كان نتيجة في إني اشوف ضحكة ماجدة لأول مرة.

لقيت العروسة متهببة أسود من فرقعة الصواريخ، مسكتها وقدمتها هدية لماجدة اللي كانت سعيدة جدًا ومش متخيلة اني عاملها مفاجئة خفيفة كده، ومتعرفش إني كنت عامل كل ده لغرض اني أضحك عليها حبتين.

لكن انتهى الموضوع بأنهم هما اللي ضحكوا عليا.

ومن وقتها وأنا فاهم أن خفة الدم مش بأننا نضحك ونسف على اللي حوالينا بغرض الهزار لأ، دي إسمها قلة تربية زي ما قالت العروسة بالظبط.

گ/شهيرة عبد الحميد.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن