_ابني اتخطف من بطني.أنا حامل في الشهر التاسع، وطبعاً معروف الوحم ده بيحصل في أول الشهور فقط، لكن أنا وحمي كان مختلف و غريب حبتين.
من بداية حملي وانا نفسي جدًا أزور المقابر.
عارفة أنها فكرة مُرعبة لبعض الناس، لكن اللي جرب الوحم هيعرف أنه إحساس لا إرادي من الأمهات.
لما قولت لجوزي "يا كريم أنا نفسي أوي أروح المقابر، مفيش حد نزوره؟".
وقتها كريم قلق عليا ورفض بشكل قاطع، فكان لازم أسمع كلامه واقفل الموضوع علشان ميكبرش.
بس بدأت نفسي تروح بعدها للدم!
أيوا زي ما سمعتوا كده بالظبط، نفسي أشرب دم رغم إني عمري ما عرفت طعمه عامل إزاي.
كريم لما عرف اتهمني بالجنون، وقالي إني ابتديت اخرف ومحتاجة دكتور نفسي.
مقدرش يفهم أن ده كمان كان غصب عني، وعلشان مش قادرة اتحكم في إحساسي، بقيت اعض في أيدي لحد ما تجيب دم، لكن أول ما بشوف شكل الدم بخاف وبغسل أيدي بسرعة قبل ما اتجنن بجد.
ابتديت أشك في هوية الطفل اللي في بطني.
وبقيت أسأل نفسي، معقول أكون حامل في مصاص دماء!
طب هل هو من نسل إبليس ومش بشري؟ مهو كل اللي بيحصلي ده فعلاً مش طبيعي.
من وقت ما حملت فيه وجوزي بدأ يزهق من تصرفاتي وأسلوبي وبعد عني، حتى الكلام مبنتكلموش رغم أننا قصة حب قديمة.
اتصلت في يوم بواحدة صحبتي معاها ولدين علشان أتأكد هل اللي بيحصلي ده طبيعي ولا مُريب ويستحق الخوف والقلق فعلاً.
وسألتها "يا ريهام هو ممكن الحامل تتوحم على أشياء دموية؟ زي الدم والمقابر والحاجات دي؟".
رد ريهام ريحني لما قالتلي "توقعي من الوحم أي حاجة، واياكي متنفذيش أحسن يطلع الواد مشوه ولا مريض".
لما وصلت الشهر التاسع احساسي واشتياقي لزيارة المقابر مَنتهاش، وخوفت فعلاً ابني يجي تعبان ومريض، وقررت انزل اروح من ورا كريم.
انتظرت لما كريم رجع من شغله على الساعة ستة كده وقولتله إني هروح ازور ماما وارجع على طول.
كذبت لأني معنديش حيلة تانية.
لكنه رفض وقالي "لا مترجعيش، خليكي الليلة دي هناك علشان مترجعيش متأخر لوحدك" ودي كانت فرصة هايلة بالنسبالي علشان أقدر اقعد في المقابر براحتي.
الوقت كان ليل خلاص والدنيا بدأت تعتم، لكن مفيش ذرة خوف بتتحرك جوايا، نفس الاشتياق ملازمني وفرحانة أني اخيرًا خلاص رايحة للمقابر.
كنت عارفة أن في تُرب على بُعد ساعة من البيت عندي، نزلت في نص الطريق رغم نظرات الناس اللي كانوا أكيد بيقولوا "مجنونة دي ولا ايه، حد ينزل في مكان مقطوع زي ده" لكن مهتمتش.
أنت تقرأ
الثانية عشر بتوقيت شوكي
Horrorقصص قصيرة رعب بالعامية المصرية، حكاية جديدة كل يوم اتنين و خميس