كارثة الماضي

783 82 9
                                    

من بعد موت ماما كل حاجة اتحولت للأسوء، خصوصًا الحاجات المُريبة اللي بدأت تظهرلي وأنا لوحدي كل ليلة.

أنا ياسمين المُرشدي، عمري تسعة وعشرين سنة من حي بسيط في السيدة زينب.

كنت عايشة مع والدتي ووالدي في بيت عيلة مكون من تلت أدوار.

وبسبب بيت العيلة حصل مشاكل عائلية كتير بين والدتي وأعمامي بعد وفاة بابا، فماما وقتها قررت أنها تاخدني في سكن إيجار بعيد عنهم وعيشنا لوحدنا.

وقتها كان عمري عشر سنين بس.

كانت حياة روتينية مملة بكل تفاصيلها، والدتي عاشت مريضة على المهدئات ومن دكتور للتاني بدون ما أفهم سبب مرضها.

وفي أخر أيامها وهي على فراش الموت كانت بتهلوس بكلام غريب جدًا، وبتعمل أصوات مُريبة وهي نايمة كأنها بتحلم بحيوانات وبتقلدهم وبتفضل تعافر وتردد "لا لا لا " كأن حد بيحاول يقربلها أو ينتقم منها.

كنت بقعد جنبها اقرالها قرآن يمكن تهدى وترتاح، لحد ما صعدت روحها للي خالقها، وبدأت أنا استلم مسيرتها وأعاني.

في البداية كنت فاكرة أن ماما مجرد مريضة نفسية وعلشان كده كانت تصرفاتها كلها غريبة طول الوقت، مَكنتش أعرف أن الموضوع أخطر من كده بمراحل.

بعد موتها، بدأ يظهر لي أشياء غريبة جدًا في الشقة وأصوات واضحة مش مجرد وهم.

بدأت بعد أول أسبوع من وفاتها لما كنت في غرفتها الساعة اتنين بعد منتصف الليل، نايمة على سريرها وبستشعر وجودها اللي افتقدته وبفكر في وحدتي من بعدها، صحيح هي مَكنتش حنينة عليا ولا بينا ذكريات حلوة، لكن كنت مطمنة بوجودها.

قطع حبل أفكاري صوت خطوات رجلين وحد ماشي جوا الشقة!

باب الاوضة كان مقفول عليا والدنيا ضلمة، لكني كنت سايبة نور الصالة شغال والضي بتاعه داخلي من تحت الباب.

قومت قعدت مكاني وانا مبرقة ناحية الباب وقلبي بيدق بقوة، جسمي اتنفض لما لقيت فجأة رجلين ظهرت من تحت الباب وواقفة ثابتة مبتتحركش!

كنت محتاجة أصرخ وأهرب لكن...! لكن أوضة ماما مفيهاش حتى شباك ولا بلكونة أقدر أهرب منهم.

ضميت رجلي على صدري وأنا بتمنى اللي بشوفه ده يكون مجرد أوهام من التعب والارهاق وهيختفي، لكن اوكرة الباب بدأت تتحرك!

حد بيحاول يفتح الباب عليا ويدخل.

صوت الاوكرة وهو بيتحرك ببطئ كان بيسحب روحي معاه، وبتخيل أن في حرامي أو جايز عفريت هيدخل عليا يـىقتلني حالًا.

غطيت وشي بسرعة وجسمي بيتنفض وبيترعش بشكل صعب لدرجة أن السرير نفسه بدأ يتهز بيا.

حسيت بصوت الاوكرة بطلت تتحرك، شيلت الغطا بشويش وكشفت عيني بخوف وبالفعل ملقتش حد قدام الباب.

الثانية عشر بتوقيت شوكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن