" هل الذكريات مَن تُسبب جوفاً مُتكِدراً ام الظروف يا أبي "
"التفكير يا صغيري ، فما كانت الظروف علة الا ذكرياتها "
يده الكبيره والمليئة بالعروق مررها على جبين الاصغر ثم اغلق كلا عيني الطفل " لتنم وتطر باحلامك بعيداً عن الواقع يا صغيري "تكدرت السماء بغيومها الرماديه لتقتحم انوار الشمس مبعده اياها مُحتلتاً الزرقاء ، اصوات الانغام الهادئة انتشرت بالرواق ليغفو الصغير تحت تلاوة والده للكلمات الأيجابيه له مع لمساته المُطمئنة
وها هو يستعيد ذكرياته مع والده الراحل بينما يطبق ذات الشيء مع الصغير المُستلقي امامه ، ابتسامه خافته تشكلت على شفتيه
مظهر سورا النائم كان لطيفاً قبضتيه جانب راسه وفمه الفارغ وجنتيه المحمرتان مع شخيره الهادئ جعلت رغبه تنمو بدواخل الاكبر لحمايته !
رفع الغطاء برفق ليختفي جسد الاصغر تحته ، حدق توكسو به لثواني ليغادر تاركاً اضاءه خافته تُضيء الغُرفه فعلما مايبدو ان سورا يكره الظلام بل يُذكره باشياء سيئة لذا يتجنبها دائماً .
____________________
خرير الماء تعالى َمع زياده التَشقُق بالسقف ، الارضية تبللت واصبحت رخه فالاجواء الماطره لم تَكنُ راحمه بوضعهم المادي !
احتضن ساقيه لصدره يحدق ببقعه واحده وهي تلك التي تكونت بفعل الامطار لتصبح بركة ماء بالارضيه الخشبيه لتزداد اتساعاً مع كل قطره تسقط من الاعلى !
عيناه مُثبته ناحيتها و لا يسمع غير صوت عقارب الساعه وكذلك تقطر المياه
بريق عيناه اختفى تماماً ليشد ذراعيه حول ساقيه ، ثم اسند ذقنه عليه مكملاً تحديقاته الهادئة .والده غادر منذو ثلاث ايام تاركاً الصغير وحده !
دون دفع ايجار المنزل !وسيأتي الرجل ويطرده بأي لحظه ! فهو ليس مُجبراً على احتضانه وتربيته !
وخصوصاً ان والده لديه الكثير والكثير من الديون الغير مَدفوعه !!
القى نظره جانبيه على الساعه ليلاحظ انها الثالثه صباحاً !
شعر بالجوع كذلك لكن بنفس الوقت لا يرغب بالنهوض واشباع نفسه ، لذا اتجه ناحيه غرفته ليكمل حل واجباته المدرسيه مُتجاهلاً كل شيء فلا شي يفعله اساساً ! .رفرفت اجفانه للاضاءه القويه التي سُلطت على عينيه ، لتظهر زرقاوتيه اخيراً حدق بالنافذه بهدوء فهو نسي اغلاقها امساً ! بل لم يشعر بنفسه وهو ينام على كرسيه ! ..
جر جسده ناحيه الاسفل بأمل ان يلقى والده ! فهو مازال طفلاً ويخشى البقاء وحده !
عبوسه ازداد الماً فلا دليل لرجوع والده ! بل حتى حذاءه لم يكن موجوداً امام باب المنزل
ارتدى معطفه الرث ثم حمل حقيبته بعدما عاد لغرفته بسرعه ، ليتجه ناحيه المدرسه بخطوات مُتثاقله الشيء الوحيد الذي يجعله يستمر هو وجود سورا معه ! ورغبته بمساعدته ليتخطى صدمته بوفاه والديه والتعذيب الذي تلقاه مُتناسياً نفسه ! .
أنت تقرأ
" زُهور قِرمِزية "
Fantasy" نَحنُ لسنا المُنتكسين نفسياً ، بل ضحاياهم " الطبيب المشهور بِقدرته الفائِقة ونجاحه المستمر ، يُفرض عليه علاج طفل صغير لا يتعدى الثمان اعوام ، و اثناء فترات العلاج سيكشف عِدة امورُ سوف تُقلب حياته رأساً على عقب . اعاده نشر الرواية ، باحداث جديده...