" chapter 84 "

106 13 30
                                    

اياً يَكُن ، وَمهما كانت رِماح قُواك و أنفاسٌ صَبرك ، حُدود القيامْ سَتنهار ، كَدولة ما سَقط سلطانها و وَالي حِماها ..

وَكرة اُخرى وُمجدداً سَتُرمم سياج الأمان... علَى حساب روحٌ هُلكت و نَفسٌ دُمِرت .

وهذا أنا .. وَالي ذاتِ و سَفاحُ دُنياي .. " روديارد ياكو "

....................................................

فَقط كيف يُمكن للِمرء رَكب سِرج الفَصاحه لِمشاعره ؟ .. وافكاره ؟
ان لا يغرق بِشعور العِتاب ، ان لا تَرتسم تلك السيناريوهات ..عن كون مشاعره الحقيقية قد تجرح احدهم .

" فقط اخبرنِ البرت .. لماذا جعلتني ارتدي ثوب مُهجتي المُلامة ؟ ؟ ومن ثُمَ هل استحق برحيل مِن احب ! "
أبهامُه سَر بِرقه على كف الاخر المُمسك بها سلفاً بِيده الاخرى ولم يتوقف عن الحديث بهمس خافت للغاية .

مُقلتيه لَم تُزل بل تشبثت بِملامح الاشقر ، مشاعره كانت متناوبه مابين السقوط بالهاويه حد الاخناق والتحليق عالياً بأمل على ان الراقد امامه قد يستيقظ عائداً لوعيه ! .

رَفع كف الثاني مقرباً اياه من جِبنيه بِلطف مبالغ خوفاً من ايذاء البرت وان كان خدشاً صغيراً .
" بالله عليك ابي لا تفعل هذا "

صوته خَرج مهززواً فـ طوال التسع اعوام السابقه لم يرى البرت بهذه الحاله قط ! .

لطالما راءه رجلاً قوياً يعتمد عليه لكنه الان ! كجثه فقدت بريقها ! .
انضاره انتقلت لحقيبته المرميه باهمال على بِلاط الحجره ! .

هو وصل بِرفقه سورا وزوج خالته قبل سويعات مَضت .

الاكبر منهما بقى رِفقه توكسو والاصغر لم يرغب حقاً بِترك شقيقه !
والذي التزم الصمت طوال الفتره ولم يحرك جسده حتى ! .

اما هو فتجاهل كل شيء حتى تعليمات الطبيب مقتحماً غُرفه والده رامياً كل حاجياته ارضاً ! فصدمته بِخبر حادث والده انساه غضبه حتى .

اعاد ذراع الاكبر بجانب جسده دون ان يصدر حفيفاً حتى ،ثم انتشل حقيبته بِبطئ هو بالكاد إستجمع قواه للتحرك الان .

اخرج مذكرته القاتمه ناطقاً " اتتذكر عندما اخبرك السيد الكسندر اننِ اعاني من طيف التوحد البرت ؟ ... اتعلم تماماً ماذا يعني ان يجعلك شخص ما عالمه ؟ ، ان يدخلك اسوار وحصن حياته بينما يدفع من هب ودب عنه يا ابي ؟ "

ابتسامه حنونه ارتسمت على محياه دون وعي هو الاخر تفاجئ تماماً  من قدرته على رسم الابتسامه تلك رغم كل الاحداث الاخيره.

رفع علياه مكملا اثناء تحديقاته للنائم " ابي ! .. تمنتُ حقاً ان تكون بجواري اثناء المسرحيه ! .. ان ارى ابتسامتك تلك ! .. "
توقف الاصغر عن الحديث ضاغطاً على شفتيه بعد خروج شهقه غير متوقعة منه ! هو لا يرغب بسماع احدهم لبكائه ! .

" زُهور قِرمِزية "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن