" chapter 23 "

202 21 19
                                    

-كـابـوس-
.
.

صَاحب الخامِسة عَشر ربيعاً دخلَ بِخطوات مُسرعة مُتجاهلاً كُل مِن نَظرات
زَوجة والده أو بالأصحَ خالٌته كَمآ يُسميها والأشقر .

جَسده النحيل التصق بِ - باب - غُرفته البُندقية ، كفه المُرتجف والذي بالكاد قَدِرَعلى امساك مقبض الباب لكنه استطاع اغلاقه واقفاله بأعجوبة

، عيناه جالت كل رُكن و زواية المكان ، كأنه يتفقد او يتأكد من عدم وجود احد ما بالجوار ؟

على الرغم من معرفته التامة انها مجرد اوهام ! ، انزلق جسده تدريجياً ليصبح ساكناً على الارض ...

كلُ شيء حوله بحالة سكون الا انه يشعر بتلك الفوضى والبعثره داخله وداخل رأسه خصوصاً ،

شعوره بانزلاق حقيبته من كتفه جعلته يلتفت ببطئ شديد ، كانت الثواني بالنسبه له اعواماً ولمن يراه ، يديه لم تتوقف بل زادت ارتجافاً ، امسك بعلبه دواءه بشده كانها خلاصه الوحيد ..

ثم زحف ببطُئ للأمام ليمسك حقيبته من الاسفل مفرغاً محتوياتها ، حتى وجد ما طمح اليه ! ، زجاجه الكحول والتي حتى خطط لشراءها سلفاً !

وليس كانه مُدمناً بها ولا عاشقاً لهذه الاشياء ، واول ماقام به فورما شعر بخطوات قريبه من غرفته فرغ الدواء بفمه تليها تجرعه لزجاجه الكحول بكاملها .

كانت امنيته الوحيده لهذه الليله ، ليله ميلاده السادسة عشر ان تغادر روحه جسده بلا هواده ولا عودة كما حصل قبل اعوام بفقدانه لوالدته بيوم كهذا ، كل شيء اصبح ضبابياً امامه بعدها ليكور نفسه على بلاط غرفته محتضناً جسده مُكرراً اسفه المعتاد لوالدته لم يعرف اذا كانت غرفته البارده ام جسده البارد ، فالنوافذ مُغلقه والباب ايضاً ؟ اكتفى بتفكيره لهذا الحد هامساً - اذا كانت اخر ليله من عُمري فأتمنى حقاً ان لا تغضب مني البرت - .

رفرفت اجفانه تليها وضوح زوج السماويتين مُحدقاً بسقف غرفته بهدوء ،
ابتسامه ساخره زينت وجهه الشاحب ، بعدما سعل لفتره قصيره ،
اعتدل بأستلقائه مُستنداً بكوعه على الارض مُحدقاً بالباب بغرابه ؟

كل مايُسمع هي نبضات قلبه الصاخبة والساعه المُعلقه بالحائط ، اهتزت مُقلتيه بأحباط هل فشلت محاولته للأنتحار ؟ ،
لم تمر ثواني حتى لتفكيره ذاك ليضع ايسره على صدره بالم ساعلاً بقوه مُحدقاً ببقع الدماء بعيون متسعه ! .

الم يُريد الموت ؟ اذن لما هو خائف بشده ؟ لما يُريد الان الخروج والذهاب للمشفى ؟

شد على خصلاته الداكنة هامساً " فقط لما كُل هذا التناقض ، هذا مولم بشده اماه "
دموعه انزلقت على وجنتيه ببطئ لتزداد بمرور تلك اللحظات
تارتاً يرغب بالعيش وتارتاً يلعن الحياه اجمعها .

" زُهور قِرمِزية "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن