لينا كانت لا تزال في الجنوب بانتظار أخبار الانقلاب في الشرق، كانت تعلم بأنّها ستحصل على المعلومات بشكل أسرع من خلال طارق، لذلك لم ترغب بمغادرة عاصمة الجنوب إلّا بعد سماع الأخبار.
في صباح اليوم التالي لفشل الانقلاب، كانت لينا تتدرّب بالسيف مع طارق حينما جاءت رنيم إلى ساحة التدريب وقالت مبتسمة "لقد وصلت الأخبار"
توقّف كلاهما عن المبارزة وقالت لينا "ماذا حدث؟"
"فشل الانقلاب طبعا وانتهت المعركة" قالت رنيم فتنهّدت لينا براحة. ليس الأمر كما لو أنّها لم تكن تعرف مدى قوّة فرسان الشرق، لكنّها لم تستطع ألّا تقلق.
"ماذا عن سامي؟" سأل طارق ولينا معا، حينها ابتسمت رنيم وقالت "عاد سالما"
"أخبرتك بأنّه لا داعي للقلق" قال طارق فابتسمت لينا بينما قالت رنيم "أراك لاحقا إذن" وغادرت من فورها.
كانت لينا خلال اليومين الماضيين قد لاحظت شيئا غريبا في تصرّف رنيم حول طارق، فعادة ما كان الاثنان لا يفترقان، بينما لم تكن هناك بينهما الكثير من المحادثات هذه المرّة.
نظرت لينا إلى طارق وقالت "هل تشاجرت مع رنيم؟"
ابتسم طارق وقال ساخرا "لقد تحسّنتِ كثيرا وأصبح بإمكانك معرفة ما يحصل مع الأشخاص حولك"
"لم يكن أمرا صعبا فأنتما بالكاد تتحدّثان معا"
"ممم" صمت طارق قليلا ثمّ قال "سألتُ رنيم أن تتحدّث مع إحدى المساعدات في القصر عن رغبتي بالزواج بها، وقد اتّضح من ردّة فعلها بأنّني جرحت مشاعرها لأنّها معجبة بي"
انفجرت لينا ضاحكة ممّا قاله فقال طارق "الأمر جدّي، لا تضحكي"
"أعلم، لكن لم أتوقّع ذلك من رنيم" قالت لينا فقال طارق "وأنا لم أتوقّع ذلك، أصبح الموقف غريبا ولا أدري كيف سينتهي"
'الجميع بدأ يفكّر بالزواج' قالت لينا لنفسها ثمّ قالت مبتسمة "أنت تعلم بأنّني أسوأ من قد يقدّم النصيحة، لكن أتساءل، هل أنت معجب بهذه الفتاة؟"
"لا" كانت إجابة طارق حازمة فقالت لينا "إذن ماذا؟"
تنهّد طارق وقال "فقط بدت مناسبة، لا يتزوّج الجميع بعد الوقوع في الحب، يكفي أن يكون الطرف الآخر مناسبا"
"مممم، لا أفهم هذا حقّا، إن كانت لا تعجبك فلماذا ترغب بالزواج بها؟"
"لأنّ عائلتي تدفعني نحو الزواج، وهو أمر يجب أن يحصل" قال طارق فتذكّرت لينا كلام عماد حينما أخبرها بأنّ السيّافين، والفرسان منهم خاصّة، أشخاص مهووسون ولا يهتمّون بأيّ شيء أكثر من اهتمامهم بالسيف.
"يبدو هذا غريبا" قالت لينا فقال طارق "لم أنته من الحكاية بعد، حينما واجهت رنيم وتأكّدت بأنّها معجبة بي، طلبتُ منها الزواج وأن تنسى فكرة التحدّث مع الفتاة"
أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Фэнтезиلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...
