الفصل 87: سقوط طارق

18 2 1
                                    

لم تستغرب لينا سؤال رائد، فقط كانت تتوقّع ألّا يستسلم بسهولة، لذلك لم تجب فورا بل قرّرت أن تفكّر في أفضل ما يمكنها أن تقوله له كيلا تؤذيه ولا تمنحه الأمل في نفس الوقت.

توقّع رائد أن تنفعل لينا بسبب سؤاله وألّا تجيب عليه، فقد كانت دوما تتجنّب الحديث حينما يتعلّق الأمر برامز، لكنّه تفاجأ حينما رآها تفكّر بجدّية في سؤاله. شعر رائد بأنّه لا يريد أن يسمع الإجابة، لكن قبل أن يخبرها أن تتجاهل السؤال، قالت لينا "سواء كان رامز موجودا أم لا، وسواء كنتُ أنا فتاة طبيعية أم لا، فإجابتي لن تتغيّر، أنت تريد زوجة تكوّن عائلة معها وتبقيها بجانبك، بينما أنا أختنق بمجرّد البقاء بين أربعة جدران لبعض الوقت، أنا أعلم بأنّه لا فائدة من المحاولة لأنّنا لا نناسب بعضنا، وإن كنت تعرفني بشكل جيّد، فأنت تعلم في نفسك بأنّنا لا نناسب بعضنا"

ابتسم رائد حينما أنهت لينا كلامها وهو يشعر بالندم لأنّه منحها الفرصة للتحدّث، فقد كان يعلم بأنّ ما قالته صحيح، وبأنّها يستحيل أن تتخلّى عن حياتها الحرّة كي تبقى بجانبه.

تنهّد رائد واكتفى بالصمت لبضع لحظات ثمّ قال "ألن يأتي يوم تملّين فيه من هذه الحياة وترغبين بالاستقرار؟ ألن يكون البقاء بجانبي أفضل خيار حيث يمكنك الحصول على كلّ ما تريدينه إضافة إلى مواصلة مراقبة جبال الظلام؟"

ابتسمت لينا وهي تعلم بأنّها إن قرّرت حقّا الاستقرار يوما ما، فستفضّل أن تكون في الشرق حيث رفاقها أو أن تغادر القارة كلّها، مع أنّها كانت تعلم بأنّها لا يمكن أن تحلم بالاستقرار لأنّه كان فكرة مخيفة بالنّسبة لها.

"إن شعرتُ بالملل فقد لا تراني مرّة أخرى" قالت لينا مبتسمة فتنهّد رائد مرّة أخرى ثمّ قال "أنت مليئة بالأسرار"

"أنت تعلم هذا بالفعل"

"هل تريدين أن نتبارز؟" سأل رائد فجأة فابتسمت لينا ثمّ وقفت قائلة "وهل يمكن أن أرفض؟"

كان رائد يعلم بأنّ لينا قد رفضته بشكل واضح وقاطع، لكنّه قرّر ألّا يفكّر بالأمر إلّا بعد مغادرتها لأنّه سيتألّم كثيرا لرؤيتها أمامه وهو يعرف بأنّه لن يحصل عليها.

في ذلك الوقت، كان رامز قد تلقّى رسالة لم يتوقّعها مطلقا من إلياس، فقد أخبره فيها بأنّه يشكّ بأنّ لينا هي ابنة أخيه، وبأنّ الرجل الّذي تبحث عنه قد يكون هو شقيقه، أي والدها. كان ذلك الخبر صادما لرامز، وقد جعله يقرّر استخدام جهاز الاتصال ليستطيع التحدّث مع إلياس مباشرة.

كان رامز وحيدا في مكتبه، وبمجرّد أن بدأ التحدّث مع إلياس، طلب منه أن يكون وحده ليستطيعا التحدّث بهدوء.

"يبدو بأنّ رسالتي صدمتك" قال إلياس مبتسما فقال رامز "أنت لا تعلم كم تكره لينا ذلك الرجل، كيف سيكون ردّ فعلها لو عرفت بأنّه والدها؟"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن