حينما طال صمت رامز، ولم يحاول عماد التدخّل، قال لؤي "لنقابلها"
"هل بدأ قلبك يلين بهذه السرعة؟" سأل رامز بنبرة غاضبة فابتسم لؤي وقال "ليس كذلك، أنا فقط أعتقد بأنّه علينا الاستماع لها ولو لمرّة واحدة"
تنهّد رامز ثمّ قال "لن أسمح لك بالاقتراب منها أو من أيّ شخص منهم ولا يهمّني إن كان ذلك يعجبك أم لا"
لؤي كان يتوقّع ردّة فعل كهذه من رامز، وكان معتادا بالفعل على أن يستخدم معه هذه اللّهجة القاسية كما لو أنّه يتحكّم به، ولذلك كان يعرف كيف يتعامل معه حينما يفعل هذا.
"أنا لن أخالفك، ولا أقول بأنّنا يجب أن نسامحها، لكن أريد أن نتجاوز هذا الأمر بشكل كامل لأنّنا حصلنا على انتقامنا" قال لؤي بهدوء فوقف رامز وقال "كما تريد، لكنّني لا أضمن بأنّني أستطيع إجراء محادثة هادئة معها"
"سأنتظركما هنا" قال عماد مبتسما حينها لم يستطع رامز فعل شيء سوى مرافقة لؤي لرؤيتها.
كانت مروة في قاعة الاستقبال تنتظر رؤية رامز ولؤي. كانت تعلم بأنّهما ربّما لن يوافقا على مقابلتها، لكنّها مع ذلك كانت تشعر بأنّها ستندم إن لم تحاول. سمعت مروة طرقا على الباب دخل بعده رامز ولؤي معا، وقد كان منظرهما بهذا القرب شيئا مذهلا لها ومختلفا عن رؤيتهما في قاعة المحكمة، وهي الّتي لم تستطع رؤيتهما منذ الحادث، أي منذ أكثر من عشر سنوات.
"لقد كبرتما حقّا" قالت مروة بهدوء بينما جلس الاثنان وقال رامز من فوره "ماذا تريدين؟"
لم تكن تتوقّع من رامز أقلّ من هذه المعاملة، لكنّها مع ذلك شعرت بالضيق حينما تحدّث معها بتلك الطريقة. كانت مروة تعتني برامز كثيرا خلال سفر والدته، وقد كانت بمثابة الأم الثانية له، وللؤي أيضا الّذي انضم إلى العائلة لاحقا، لكنّ ذلك الحادث قد أفسد كلّ شيء.
كانت عائلتا والدي رامز عائلتين مقرّبتين جدّا بينما روابط الدم وروابط الصداقة القديمة والعميقة، ولذلك حينما اتّهم رامز عمّه بمقتل والديه، لم تقف عائلة عمّه فقط ضدّه، بل عائلة والدته أيضا، وكانت خالته من بينهم. لا يستطيع رامز أن ينسى كيف وقفوا ضدّه جميعا وكان أهمّ شيء بالنّسبة لهم هو الحفاظ على رباط العائلة، وكأنّ مقتل فردين منها لم يكن أمرا مهمّا. في ذلك الوقت، لم يكن رامز ليصمد لولا أنّ ريان كان بجانبه ولولا أنّه استخدم خبرته لمساعدة رامز على إبعاد العائلتين عن العاصمة. بالنّسبة لرامز، ريان هو أهمّ شخص في حياته بعد لؤي، ولم يكن هناك أيّ مكان لخالته ولا لأيّ فرد آخر من العائلة.
"أعلم بأنّني أخطأت، بل أخطأنا جميعا حينما لم نصدّقك، لم نكن نتوقّع أن يقدم أدهم على ذلك الفعل، لكنّنا عانينا جميعا خلال هذه السنوات، ولا يمكن أن نواصل المعاناة بهذه الطريقة، فهل يمكن أن تسامحني؟"

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...