الفصل 84: ظَهَر في الشرق

20 2 2
                                    

في الشرق، كانت لينا قد تركت اعتذارا مع لؤي عن رحيلها المفاجئ لنغم وريان، فقد كان من المفترض أن تواصل تدريبها مع ريان. ولأنّ رامز لم يستطع اختلاق عذر لرحيلها، فلم يمانع إخبار ريان بما حدث، وقد ابتسم ريان حينما سمع بالقصّة وقال ساخرا "إذن فقد كنت تحاول حلّ مشاكل الآخرين بينما تنسى مشكلتك؟"

كانت لينا تشعر بالسوء لأنّها اضطرّت للرحيل قبل موعد الإعدام، لكنّ لؤي أخبرها بأنّه لا هو ولا رامز ينويان حضور الإعدام، فقد كانا يشعران بالرضا بالفعل لأنّهما حصلا على انتقامهما، ولذلك استطاعت أن تغادر دون أن تقلق على رامز.

نغم كانت تحاول بجدّ أن تنفّذ ما قاله لها رامز، وهو أن تتحكّم بمشاعرها إلى أن يتفرّغ ريان ليتحدّث معها. ورغم أنّها استطاعت فعل ذلك، إلّا أنّ رؤية ريان يعاملها بهدوء كما لو أنّ شيئا لم يكن جعلها تشعر ببعض الغيرة لأنّه يتعامل مع موضوع ارتباطهما بأريحية، بينما كانت هي تخشى أن تتعرّض للرفض وتصبح في موقف محرج أمامه.

لينا كانت قد أخبرت لؤي قبل رحيلها بأنّها تنوي طرح موضوع السفيرة على سيّد الغرب، وبهذا كان موضوع ليلى قد تمّ حلّه لأنّهم كانوا يعلمون جميعا بأنّ إسحاق لن يستطيع الرفض، فهو سيكسب من هذا التعاون حرّيته لأنّ التعاون بين الشرق والغرب يعني ألّا يتمّ النبش خلفه دون علمه. ورغم أنّ رامز كان يعلم بأنّ إسحاق سيفعل شيئا ما حتما، إلّا أنّ لينا كانت قد أخبرته بأنّهم سيعتمدون على حسام لمعرفة تحرّكات إسحاق دون تعريض الشرق للخطر.

كانت ليلى في مكتبها كالعادة حينما طرق رامز الباب ودخل وقد قال من فوره "مكتبك يصبح أجمل يوما بعد يوم"

ابتسمت ليلى وقالت "نغم تساعدني على تزيينه"

كانت ليلى قد بدأت تعتاد على حياتها في الشرق بعد أن طمأنها رامز وعماد بأنّها ستبقى في الشرق بشكل مؤكّد. ولأنّها كانت تشعر بأنّها تتنفّس بحرّية لأوّل مرّة في حياتها، فقد كانت قد بدأت تهتمّ بالتفاصيل الصغيرة، مثل تزيين مكتبها.

كانت ليلى قد فكّرت في ما تطلبه من رامز كتعويض لها، وقد طلبت طلبا غريبا لكنّه كان مفهوما بالنّسبة للجميع، وهو أن يقف رامز وعماد معها إن حاول والدها إقناعها للعودة إلى الغرب، لأنّها كانت تخاف منه ولا تستطيع أن ترفض ما يقوله إن قابلته لوحدها.

"قال عماد بأنّك طلبتِ الحصول على مزيد من العمل" قال رامز وقد جلس أمام مكتب ليلى الّتي ابتسمت وقالت "لأنّ العمل الّذي أنجزه حاليا بسيط ولا يأخذ منّي وقتا طويلا"

"عليك أن تكوني حذرة فيما تتمنّينه، ماذا لو أصبحنا أنا وعماد نعتمد عليك أكثر من اللّازم؟" قال رامز ساخرا فقالت ليلى "إضافة مساعد يعني أن يخفّ عبء العمل عليكم، ولهذا أريد أن أشعر بأنّ وجودي هنا يفعل ذلك"

"مممم، كما تريدين" قال رامز مبتسما ثمّ أضاف "كيف هي دروس ركوب الخيل؟"

"لحسن الحظ لؤي شخص صبور، أنا سيّئة جدّا في ذلك" قالت ليلى محرجة فقال رامز "لا بأس، خذي وقتك، ليس سهلا أن تبدئي القيام بأنشطة كهذه بشكل مفاجئ"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن