الفصل 81: أنا أرتجف

15 2 2
                                    

حينما رأت رؤى لينا أمامها خائفة وهي ترتعش بعد أن وضعت حقيبتها على الأرض، عرفت بأنّ شيئا خطيرا قد حدث، لذلك وقفت وأغلقت الباب ثمّ اقتربت من لينا قائلة "ماذا حدث؟"

حدّقت لينا برؤى للحظات ثمّ ابتسمت وقالت وهي تنظر إلى يدها "أنا أرتجف"

ابتسمت رؤى وأمسكت بيد لينا ثمّ جلست كلاهما معا وقالت رؤى "أخبريني ماذا حدث"

حكت لينا لرؤى كلّ ما حدث وكيف هربت من القصر لأنّها لم تعرف كيف تتصرّف، وحينما انتهت قالت رؤى بعفوية "كانت هذه النتيجة متوقّعة، فلماذا أنت متفاجئة؟"

تنهّدت لينا بعمق وقد بدأت تهدأ ثمّ قالت "أنا لا أفهم حتّى هذه المشاعر الغريبة"

"هل حاول رامز منعك من الرحيل؟" سألت رؤى فقالت لينا "لم يفعل"

"إذن فقط ثقي به، سيجد طريقة لإصلاح الأمر" قالت رؤى بينما غاصت لينا في أفكارها وهي تعلم بأنّه لا توجد طريقة لإصلاح الأمر.

'ربّما عليّ أن أستعدّ للرحيل' قالت لينا لنفسها حينها سحبها صوت رؤى من شرودها حينما قالت "لا تتهوّري"

نظرت لينا إلى رؤى وقالت "ألستِ من قال بأنّني ستتركينني أرحل إن قرّرتُ ذلك؟"

ابتسمت رؤى وقالت "أنتِ لا تريدين الرحيل، أنت فقط خائفة، لذلك قلتُ لك أن تثقي برامز"

تنهّدت لينا بعمق مرّة أخرى وأسندت رأسها على ذراعيها وهي تكره أن تعترف بأنّ كلام رؤى صحيح، ثمّ سمعت كلاهما طرقا على الباب، وحينما ذهبت رؤى لفتحه وجدت لؤي أمامها والّذي قال مبتسما "نحن نبحث عن فتاة هاربة"

ضحكت رؤى ثمّ قالت "ادخل"

"كيف حالك؟" سأل لؤي فقالت رؤى "بخير، ماذا عنك؟"

"وأنا بخير، لكن يبدو بأنّ شخصا ما ليس بخير" قال لؤي وهو ينظر إلى لينا الّتي رفعت رأسها وقالت مبتسمة "ما الّذي جاء بك؟"

"جئتُ لأطمئنّ عليك" قال لؤي ثمّ اقترب إلى أن جلس بجانب لينا وقال ساخرا "لقد هربتِ حقّا"

"هل جئتَ لتسخر منّي؟"

"هذه فرصة لا تتكرّر" قال لؤي مبتسما ثمّ أضاف "لم أعرف بعد بكلّ ما حدث، لكنّني أستطيع أن أخمّن ماذا قالت ليلى"

"وأنت هنا لتفعل ماذا؟" سألت لينا فقال لؤي "أتأكّد بأنّك ستعودين"

اكتفت لينا بالصمت فقال لؤي "رامز لن يحاول اللّحاق بك لأنّه يعلم بأنّكما تحتاجان بعض الوقت للتفكير فيما حدث، لذلك سافري وحاولي تصفية ذهنك، ثمّ عودي إلينا"

"أنت تعلم بأنّه لا يمكن إصلاح الأمر" قالت لينا فقال لؤي "ما أعلمه هو أنّ رامز لم يسبق أن قام بتقريب شخص منه مع الكثير من الشروط كما فعل معك، لقد احترم رغبتك في إخفاء أسرارك ولم يحاول أن يلمس حرّيتك حتّى حينما عرّضتِ نفسك للخطر. رامز الّذي أعرفه بشكل جيّد لم يفعل هذا من قبل مع أيّ شخص، ولم يبذل جهدا كهذا اتجاه شخص لا يحاول بذل أيّ مجهود لأجله كما فعل معك. أنت شخص مميّز في حياته، ولهذا سيجد طريقة للحفاظ على هذه العلاقة بينكما، فقط ثقي به"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن