الفصل 91: هربت ثانية

11 2 3
                                    

حينها وصلت لينا إلى الشمال، استطاعت أن تسترخي أخيرا رغم أنّها لم تمض الكثير من الوقت مع إلياس في اليوم الأوّل بسبب انشغاله. كانت لينا تشعر بأنّ إلياس يخفي عنها شيئا ما، لكنّها لم ترغب بأن تسأل أو أن تفكّر في أيّ شيء. كان كلّ شيء معقّدا بالنّسبة لها، لذلك كانت سعيدة لأنّها تستطيع أن تستلقي في حديقة القصر وتستمتع بدفء الشمس دون إزعاج. أو ذلك ما ظنّته.

"يبدو بأنّ دفء الشمس يعجبك" 

سمعت لينا صوت إلياس وهو قادم نحوها، وحينما وصل، رفعت نفسها لتجلس وقالت "ظننتك مشغولا"

"لديّ بعض الوقت لأقضيه معك" قال إلياس مبتسما وجلس بجانب لينا الّتي ابتسمت واكتفت بالصمت.

"لماذا لم تذهبي إلى الشرق؟" سأل إلياس فقالت لينا بهدوء "جئتُ لأنّ موعد الزفاف قد اقترب"

"أنا أعرف وقت بداية سفرك، وأعلم بأنّه كان بإمكانك العودة إلى الشرق مبكّرا ثمّ المجيء إلى الشمال، حتّى أنّني كنتُ أتوقّع مجيئك أنت ورامز معا"

كانت لينا تعلم بأنّ رامز سيحضر حفل الزفاف حتما، فهو وإلياس صديقان، لكنّها كانت تخطّط للانشغال والتهرّب من مواجهته إلى أن يعود إلى الشرق، فقد كانت واثقة بأنّه سيبقى يوما واحدا فقط ويرحل لأنّه مشغول دائما.

"يبدو بأنّني لم أخطّط لرحلتي بشكل جيّد" قالت لينا ردّا على تساؤله فقال إلياس "هل حدث شيء بينك وبين رامز؟"

تفاجأت لينا بذلك السؤال وقالت من فورها "لم يحدث شيء" لكنّ طريقة ردّها قد جعلت إلياس يتأكّد بأنّ شيئا ما قد حدث حتما.

"لينا، يمكنك إخباري" قال إلياس مبتسما، وحينما نظرت لينا إليه، شعرت بأنّها تريد إخباره، فهي لم تخبر أحدا عمّا حدث خلال رحلتها، وكانت تشعر بأنّها سترتاح قليلا إن تحدّثت مع إلياس.

ابتسمت لينا ثمّ قالت بعد قليل من الصمت "في الواقع، ما حدث كان أمرا غريبا حقّا"

بدأت لينا بسرد كلّ ما حدث بداية من سماعها لحديث ليلى، إلى أن واجهها رامز بشكل مباشر وهروبها من القصر لتجنّبه. وحينما انتهت قال إلياس بهدوء "كان ذلك متوقّعا"

تنهّدت لينا واكتفت بالصمت فقال إلياس "إذن هل تحبّينه؟"

"لا أعلم" قالت لينا مبتسمة فقال إلياس "هذا يعني بأنّك تحبّينه لكنّك لا تفهمين مشاعرك"

لم تستطع لينا أن تنكر، حينها قال إلياس "لماذا تخشين من مواجهة مشاعرك مع رامز؟"

"لأنّني أخشى أن يفسد ما بيني وبينه، كان هو من جعلني أراه شخصا مهمّا في حياتي، لذلك ليس عدلا أن يفسد ذلك بهذه السهولة"

"أنا واثق بأنّ رامز لم يقصد مطلقا إفساد ما بينكما، وأنا واثق بأنّك تعلمين ذلك"

"إذن لماذا فعل ذلك؟"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن