الفصل 80: فوضى المشاعر

21 1 2
                                    

لينا الّتي كانت خارج القصر عادت مع خروج مروة من بوّابة القصر وركوبها العربة لتغادر، وقد كان لؤي أمام البوّابة لتوديعها.

حينما ترجّلت لينا عن حصانها واقتربت من لؤي، قال من فوره "أهلا بعودتك"

"تلك المرأة كانت في المحاكمة" قالت لينا مستغربة فقال لؤي "خالتي"

"أوه، هل قابلها رامز؟"

"قابلها، لكن لم يتحدّثا كثيرا"

"فهمت" قالت لينا وهي تحدّق بلؤي الّذي ابتسم وقال "هل أنت قلقة عليه؟"

"وعليك أيضا" قالت لينا ما جعل لؤي يستغرب ذلك الردّ الفوري. عادة ما كانت تتردّد لأنّها تحاول أن تتأكّد بأنّها تفهم المشاعر الّتي تشعر بها، لكنّها لم تفعل هذه المرة.

"أنا بخير حقّا" قال لؤي مبتسما فابتسمت لينا وقالت "أردتُ التأكّد فقط"

"اذهبي إليه، لقد انتهى وقت العمل بالفعل" قال لؤي فقالت لينا "أنت من يجب أن يذهب"

ضحك لؤي حينما سمع ذلك وقال "أنتِ أوّلا، سأراه لاحقا حينما يهدأ"

"هل ترمي عليّ حمل مواساته الآن؟" سألت لينا ساخرة فقال لؤي "فقط اذهبي"

كانت لينا بالفعل ترغب برؤية رامز لأنّه الوقت الوحيد الّذي تستطيع رؤيته فيه بسبب انشغاله، لذلك قرّرت الذهاب بما أنّ لؤي يريدها أن تذهب أوّلا.

في ذلك الوقت، كان عماد قد خرج من المكتب ليغادر، وكان رامز يرافقه أيضا، لكن تفاجأ كلاهما بأن خرجت ليلى من مكتبها واقتربت منهما قائلة وهي تنظر إلى رامز "أريد أن أتحدّث معك"

استغرب كلاهما ذلك، خاصّة وأنّ ليلى كانت تتجنّب أيّ حديث مع رامز ولم تكن تشعر بالارتياح معه، لكن مع ذلك لم يستطع رامز رفضها لذلك قال "لندخل إلى مكتبي"

غادر عماد المكان بينما دخل رامز ودخلت ليلى بعده، ولم تغلق الباب بشكل كامل، وقد شعر رامز بالاستغراب من ذلك. كان دوما يشعر بأنّها تخاف منه، لكنّه تأكّد من ذلك حينما تركت الباب مفتوحا قليلا بشكل متعمّد.

كان رامز يعلم بأنّ جزءً من هذا هو خطؤه، فهو لم يحاول الاقتراب منها بل ربّما كان يتجنّبها أيضا بسبب موضوع الزواج، لكنّه رغم ذلك لم يتوقّع أن يكون الأمر سيّئا لهذه الدرجة.

"ما الّذي تريدين التحدّث عنه؟" سأل رامز فقالت ليلى بهدوء "هل يعجبك التلاعب بي هكذا؟"

استغرب رامز ما قالته، لكن قبل أن يجد الفرصة للإجابة قالت بانفعال "لماذا تتركني معلّقة هكذا؟ لماذا تقوم بتعذيبي؟ أنت تعلم بأنّك ستعيدني إلى الغرب في النهاية، فلماذا لا تقول لي شيئا وتتركني أتعلّق بهذا المكان؟"

رامز الّذي لم يكن يتوقّع رؤية ليلى منفعلة هكذا تجمّد في مكانه للحظات ثمّ قال بارتباك "لحظة فقط، من أين جاءتك كلّ هذه الأفكار؟"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن