الفصل 71: عودة سامي

13 2 3
                                    

كان سامي نائب قائد فرسان الشرق في مقدّمة جيش الانقلاب الّذي يسير نحو ملاقاة فرسان الشرق، بجانبه أدهم، عمّ رامز وأحد السيّافين البارعين في الشرق. كان أدهم في الرابعة والأربعين من عمره، يملك عينين خضراوتين وشعرا أسود وبينة جسدية قويّة. كان أدهم يصبح مشابها لأمير والد رامز كلّما كبر في العمر.

سامي كان قد استطاع خلق صورة وهمية عن علاقته برامز وبالقصر خلال السنوات الأربع الّتي أمضاها في الشرق كنائب قائد الفرسان. فبناء على خطّة وضعها هو وريان ورامز، كان الهدف هو أن يبدو بأنّ رامز لا يثق بسامي ولا يضعه ضمن دائرة الأشخاص المقرّبين منه، كما كان يتمّ إقصاء سامي من كلّ الاجتماعات الّتي يقيمها رامز في القصر بحضور جميع المساعدين.

كانت الخطّة تقضي بأن يظهر سامي بعض التذمّر من أشخاص مقرّبين من أدهم، وبذلك يخلق فخّا ليوقعه، فرامز كان يعلم بأنّ أدهم كان يطمع بأن تتمّ تزكيته كسيّد للشرق بعد وفاة شقيقه، لكنّ رامز كشف تورّطه ومنعه من الوصول إلى ذلك المنصب، بل وسرقه منه، ولهذا كان واثقا بأنّ أدهم لن يضيّع فرصة الانتقام منه. كان الفخّ مغريا للغاية، فسامي الّذي كان منبوذا سيساعد أدهم على الوصول إلى منصب السيّد مقابل أن يحصل على ثقته ويصبح قائد الفرسان.

كانت خطّة دقيقة وتحتاج للكثير من الصبر، ولهذا لم تثمر بشكل كامل إلّا بعد أربع سنوات أمضاها سامي في خلق تلك الصورة عنه. بالنّسبة لرامز، كان سامي قد بذل مجهودا لأجله لا يمكن مكافأته مهما فعل.

كان جيش الانقلاب مكوّنا من رجال ملثّمين، وقد كان يعوّل على أخبار زائفة بأنّ فرسان النخبة قد ذهبوا إلى الحدود بين الشرق والشمال لتقصّي أصحاب العيون الحمراء، وكان إلياس ولجين قائد فرسان الشمال قد ساعدا على نشر تلك الأخبار بما أنّ الشمال يتعاون مع رامز ويسيطر على الحدود. بينما في الحقيقة، كان فرسان النخبة في طريقهم إلى موقع المعركة بالفعل، وهو عامل المفاجأة الّذي سيقلب الموازين لصالح فرسان الشرق.

استطاع سامي أن يرى فرسان الشرق في الأفق قادمين نحوهم، حينها ابتسم وهو يفكّر كيف ستكون ردّة فعل الفرسان حينما يروه. كان ينتظر بفارغ الصبر رؤية وجوههم والدهشة ظاهرة عليهم.

"لقد وصلوا" قال سامي لأدهم الّذي قال "أخيرا سأرى وجه ابن أخي الّذي دمّر حياتي"

شعر سامي برغبة في ضرب وجه أدهم لمسح تلك الابتسامة عن وجهه، لكنّه كان يعلم بأنّه لا يجب أن يفسد الخطّة.

حينما بدأ فرسان الشرق بالاقتراب من جيش الانقلاب، استطاع الفرسان رؤية سامي في مقدّمة الجيش. لا يمكن ألّا يتعرّفوا على قائدهم حتّى من على مسافة بعيدة. دبّت بعض الفوضى بين الفرسان بمجرّد رؤيته، وحينما لاحظ ريان ذلك قال بصوت مرتفع "التزموا الهدوء"، وقد أنهى ذلك الفوضى بشكل فوري رغم الشعور بعدم الراحة الّذي ظلّ يلازم الفرسان.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن