الفصل 88: ثقة متبادلة

37 2 6
                                    

حينما التفتت رنيم إلى صوت سقوط طارق على الأرض، كان قد أحاط به الفرسان الآخرون بالفعل للتحقّق من حالته. كانت تلك أوّل مرّة ترى فيها رنيم طارق مصابا لدرجة أن يسقط بهذه الطريقة، وقد جعلها ذلك تشعر بالرعب للحظة فقط إلى أن عادت لرشدها وبدأت بتوحيه الأوامر لما يجب فعله، فقد كانت تعلم بأنّه من المهم أن تقوم بعملها وتنسى قلقها على طارق حتّى لو كان ذلك أمرا صعبا.

تمّ نقل طارق إلى جناح الفرسان في القصر فورا لتلقّي العلاج، بينما عادت رنيم متأخّرة قليلا لأنّها أرادت الاطمئنان على الأمور في جبل الظلام قبل عودتها. كانت رنيم واثقة بأنّ الرجل قد أصيب بدوره إصابات بالغة، ولذلك لن يعود قبل أن يتعافى.

حينما دخلت رنيم غرفة طارق في العيادة، كانت ليندا سيّدة الجنوب هناك، وبمجرّد أن رأت رنيم قالت "هل كلّ شيء بخير؟"

"أجل، وضعتُ بعضا من أمهر الفرسان عند الجبل تحسّبا، وسأحصل على إشارة إن حصل شيء، لكنّني واثقة بأنّه لن يعود قريبا لأنّه كان مصابا"

"جيّد، يبدو بأنّ طارق استطاع صدّه" قالت ليندا مبتسمة فاقتربت رنيم أكثر لترى طارق نائما ومليئا بالضمادات.

"هو بخير، لكنّ الطبيب قال بأنّه من الأفضل ألّا يستيقظ الآن إلى أن تتعافى طاقته" قالت ليندا بينما لم تستطع رنيم سوى أن تشعر بالقلق وهي تراه بلا حراك أمامها. لم تكن الأمور كما كانت عليه من قبل بينها وبين طارق في الأيّام الأخيرة منذ أن عرف بمشاعرها نحوه، فرغم أنّه اعتذر لها وبذهل جهده لإصلاح الوضع بأيّ طريقة تعجبها، إلّا أنّ رنيم لم تستطع أن تشعر بالراحة مع طارق كما كان الأمر من قبل. لكن في تلك اللّحظات، شعرت رنيم بأنّها كانت قاسية وبأنّه ما كان يجب أن تعامله بجفاء فقط لأنّه لم يبادلها نفس المشاعر.

في ذلك اليوم، تواصلت ليندا ورنيم مع رامز وريان وقد علم الجميع بأنّ طارق مصاب وبأنّ الرجل كانا مصابا أيضا.

"أنا أتفهمّ فكرة التكتّم على ظهور الرجل لأنّ ذلك يجعله يرتاح ويرتكب الأخطاء، لكن هل حقّا سنواصل فعل هذا بدل التنسيق بين جميع المناطق للإمساك به؟" سألت ليندا فأجاب رامز قائلا "أعلم بأنّه ما تقولينه هو الصواب، لكنّ الرجل يستخدم طاقة الظلام ومعه ساحر أيضا، ونحن نشكّ بأنّه يتعاون مع سيّد الغرب"

"لكنّ انتظاره بهذه الطريقة قد يؤدّي إلى خسائر في الأرواح، إن كان طارق قد قام بصدّه بصعوبة فلن يصمد أمامه شخص عادي"

تنهّد رامز وهو محتار فيما يجب فعله، حينها قال ريان "حسام يبحث خلفه بالفعل، لذلك سأطلب منك مهلة أسبوع فقط، وإذا ما لم نحصل على شيء فسنعلن عن الأمر ونبدأ بالتنسيق بين جميع المناطق للعثور عليه"

"كما تريد" قالت ليندا فقال رامز "هل سيكون طارق بخير؟"

بعد انتهاء تلك المحادثة، كان على رامز أن يتّخذ قرارا آخرا صعبا وهو إبلاغ لينا أو عدم إبلاغها عن إصابة طارق. رامز كان يعلم بأنّ لينا تعتزّ بصداقة طارق كثيرا، وبأنّها ستغضب إن أخفى الأمر عليها، لكنّه كان يعلم أيضا بأنّها ستنفعل إن عرفت بأنّ الرجل كان السبب في إصابة طارق وقد تفقد السيطرة على قواها.

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن