الفصل 89: لن أتخلّ عنها

14 2 6
                                    

في مساء ذلك اليوم، كانت رنيم في غرفة طارق وقد قرّرت أن تمضي ليلتها بجانبه لأنّ الطبيب قال بأنّ قد يستعيد وعيه في اللّيل أو في صباح اليوم التالي. كان الوقت متأخّرا كثيرا، ورغم أنّ رنيم كانت تغفو بين الحين والآخر وهي تجلس على الكرسي بجانب سرير طارق، إلّا أنّها لم تستطع أن تنام بشكل عميق.

كانت رنيم تغمض عينيها وهي تحاول أن تستريح من التفكير، إلى أن فاجأها صوت طارق قائلا "إن كنتِ قلقة عليّ لهذه الدرجة فلماذا ترفضين الزواج بي؟"

فتحت رنيم عينيها لترى طارق واعيا مبتسما، وبمجرّد أن لاحظت تلك الابتسامة المزعجة قالت "أنا المخطئة لأنّني كنتُ أتمنّى استيقاظك"

"لا تكوني قاسية" قال طارق وحاول النهوض فقالت رنيم وقد منعته من ذلك "ابق هادئا، سأستدعي الطبيب"

أصبحت العيادة تضجّ بالحركة رغم تأخّر الوقت، فبعد أن تمّ فحص طارق، قام الطبيب ومساعدوه بتغيير ضماداته وتطهير جراحه، إضافة إلى وصف أطباق سهلة الهضم ليستطيع أن يتعافى ببطء.

حينما تناول طارق طعامه وغادر الجميع غرفته ولم تبق سوى رنيم، نظهر إليها وهي تقف أمام سريره وقال "إن كنت تريدين الرحيل فيمكنك الذهاب، أنا بخير الآن، وإن كنتِ ستبقين فعلى الأقلّ اقتربي أكثر"

ابتسمت رنيم ثمّ اقتربت وجلس على الكرسي بجانب سريره ثمّ قالت "كيف تشعر؟"

"جسدي يتألّم قليلا، لكنّني بخير، ماذا عن الرجل؟"

"لم يعد بعد أن رحل، كان مصابا وينزف كثيرا لذلك لا أعتقد بأنّه سيظهر قريبا"

"صحيح، لكن مع ذلك لا تفقدي حذرك"

"أعلم، لا تقلق"

سمع الاثنان طرقا على الباب بشكل مفاجئ وقد ظنّ كلاهما بأنّ الطبيب قد عاد، لكن بمجرّد أن فُتح الباب، تفاجأ كلاهما بدخول لينا.

"لينا؟ متى جئتِ؟" سألت رنيم مستغربة فقالت لينا "أخبرني رامز عمّا حدث لذلك جئت فورا"

اقتربت رنيم من لينا وعانقتها، ثمّ اقتربت لينا من سرير طارق الّذي قال من فوره "أنا بخير، لا تقلقي"

"أعتذر، لم أتوقّع أن يصل الأمر لهذا الحد" قالت لينا فابتسم طارق وقال "لا تلومي نفسك، أنا واثق بأنّ الأمر كان مفاجئا للجميع"

كان من المفترض أن تشعر لينا بالسعادة لأنّ طارق لم يلمها، لكنّها بدلا من ذلك شعرت بالمزيد من الاختناق لأنّ طارق كاد أن يفقد حياته وكانت ستكون هي السبب في ذلك لأنّها لم تخبر أحدا عن خطر ذلك الرجل.

حينما لاحظ طارق شرود لينا وشحوب وجهها قال بهدوء "لينا، أنا متعب حقّا ولا أستطيع مواساة فتاتين في وقت واحد، لذلك ما رأيك أن تواسيا بعضكما أنت ورنيم وتتركاني أرتاح؟"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن