كان إلياس يعلم بأنّ رامز سيأتي في ذلك اليوم من خلال بوّابة الانتقال، ولم يخبر لينا بذلك كي يفاجئها، لكنّه لم يخطّط مطلقا لجعلها تراه بمجرّد وصوله، وقد كانت تلك مصادفة مضحكة.
ضحك كلّ من رامز وإلياس حين هروب لينا، ثمّ اقترب رامز من إلياس وعانقه وقد تبادل الاثنان التحيّة.
رامز كان يتوقّع من إلياس أن يسأل عمّا حدث أمامه للتوّ، لكن حينما لم يسأل قال رامز مبتسما "يبدو بأنّك تعرف ما يحصل"
"أخبرتني لينا" قال إلياس مبتسما ثمّ أضاف "لا أصدّق بأنّك أخيرا قرّرت الإفصاح عن مشاعرك"
"هذا ما حدث" قال رامز مبتسما وهو يتذكّر كيف حاول إلياس من قبل أن يفتح معه موضوع علاقته بلينا، لكنّه لم يسمح له بذلك. لطالما كان ذلك موضوعا مخيفا بالنّسبة لرامز وخطّا لا يجب تجاوزه، لكنّ ليلى سهّلت عليه الأمر حينما رمت الحقائق عليه دون سابق إنذار.
دخل إلياس ورامز معا إلى إحدى غرف الاستقبال، وبمجرّد أن جلس كلاهما قال رامز "ألم تهرب غيداء بعد؟"
ضحك إلياس وقال "اهتمّ بفتاتك، غيداء أصبحت زوجتي بالفعل"
عرف رامز من ذلك بأنّ عقد الزواج بينهما قد تمّ بالفعل، حينها قال مبتسما "مبارك لك"
"شكرا لك، أتساءل إن كنتُ سأبارك لك أيضا في وقت قريب؟" سأل إلياس بنبرة ساخرة فقال رامز "لا أعتقد بأنّه سيكون قريبا لكن سنرى"
كان إلياس يتمنّى التحدّث مع رامز أكثر عن كلّ ما حدث، لكنّه كان يعلم بأنّ الأولوية أن يصلح ما بينه وبين لينا، لذلك وقف وقال "سأحضر لينا، انتظرها هنا"
"سأكون شاكرا لك" قال رامز فقال إلياس مبتسما قبل أن يغلق الباب "لقد قدّمتُ لك مساعدة بالفعل لإصلاح هذا، لذلك استخدمها بحكمة"
خرج إلياس من الغرفة وهو يعلم تماما أين سيجد لينا، فهي لن تذهب لغرفتها لأنّها تعلم بأنّ رامز يستطيع العثور عليها هناك، لذلك اتجه مباشرة نحو الشرفة القريبة من مكتبه والّتي كان يمضي فيها الاثنان الوقت بين الحين والآخر حينما تزور الشمال.
حينما وصل إلياس إلى هناك، كانت لينا جالسة على الكرسي تنظر إلى ساحة القصر، وبمجرّد أن اقترب قالت دون أن تلتفت إليه "لماذا أنت هنا؟"
"أنت تعلمين لماذا" قال إلياس ثمّ اقترب أكثر فالتفتت لينا إليه وقالت "هل فعلت ذلك عمدا لألتقي به؟"
"لم أفعل، كنتُ أعلم بأنّه سيصل اليوم، لكنّني لم أكن أعلم وقت مجيئه"
اكتفت لينا بالصمت فقال إلياس "اذهبي إليه، تأجيل المواجهة لن يفيدك بشيء"
كانت لينا متردّدة ومحتارة، فرغم أنّها اشتاقت لرامز وكانت تتمنّى أن تراه وتتحدّث معه، إلّا أنّها كانت خائفة ممّا قد يحدث بعد هذه المواجهة. إلياس كان يعلم بأنّ خوفها مبرّر، لكنّه لم يتوقّع بأنّها كانت مشوّشة لدرجة أنّ طاقتها قد بدأت تفقد توازنها.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...